السفارة الأميركية في اليمن تدعو جميع الأطراف اليمنية إلى ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية جواً وبحراً

أفاد مصدر عسكري يمني بـ «سقوط قتلى وجرحى من الجنود السعوديين وقوات الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أمس الإثنين، في هجوم للجيش اليمني واللجان الشعبية على مواقعهم في معسكر القفال بنجران السعودية».

كما شنّ الجيش واللجان الشعبية عملية هجومية على تحصينات الجنود السعوديين في تلتي الخزان والقناصين قبالة منفذ علب الحدودي في عسير السعودية، ما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى في صفوف الجيش السعودي.

وفي الداخل اليمني، فقد تصدّى الجيش واللجان الشعبية لمحاولة زحف لقوات هادي وعناصر تنظيم القاعدة باتجاه منطقة المختبي في مديرية ذي ناعم جنوبي محافظة البيضاء وسط اليمن.

كما قصف الجيش واللجان بقذائف المدفعية مواقع قوات هادي في تلة القمرية شرق منطقة كهبوب الساحلية الواقعة بين محافظتي تعز ولحج، فيما شنّت طائرات التحالف السعودي غارة جوية على مديرية كـرش شمال محافظة لحج جنوب البلاد.

من جهة أخرى، طالبت السفارة الأميركية في اليمن جميع الأطراف اليمنية بـ «ضرورة ضمان عدم إعاقة إيصال المساعدات الإنسانية جواً وبحراً، منعاً من تفاقم أزمة المجاعة والأمراض».

كما شدّدت السفارة على «ضرورة المراقبة والسيطرة بالتنسيق مع دول التحالف السعودي للتأكد من أنّ شحنات المساعدات الإنسانية لا تستخدم لتهريب الصواريخ»، داعية إلى «استئناف محادثات السلام لحلّ الأزمة اليمنية».

ودعت الولايات المتحدة الأطراف المعنية بالأزمة في اليمن لـ «السماح بوصول الشحنات التجارية والمساعدات الإنسانية لتفادي أخطار المجاعة والأوبئة التي تهدّد اليمن بشكل متزايد»، لكنها أبدت في الوقت نفسه تفهّمها لـ «إجراءات المراقبة والتحكم».

وقالت واشنطن في بيان نشرته السفارة الأميركية لدى اليمن إنها «تدرك الحاجة لعمليات المراقبة والتحكم التي اعتمدتها الأمم المتحدة بالتنسيق مع التحالف العربي الذي تقوده السعودية، لضمان عدم استخدام تلك الشحنات في تهريب الأسلحة مثل الصاروخ الذي أطلق على الرياض يوم السبت الماضي».

وأضاف البيان أن «مثل تلك الهجمات تهدّد الأمن الإقليمي وتقوّض جهود الأمم المتحدة لإجراء مفاوضات للتوصل إلى حل للنزاع».

ودعا البيان الأطراف المعنية لـ «العودة إلى مباحثات السلام تحت إشراف الأمم المتحدة بهدف التوصل إلى تسوية سياسية للنزاع وتوفير المساعدات الإنسانية للشعب اليمني».

فيما ندّدت منظمات دولية عديدة خلال الأيام الأخيرة بـ «قرار التحالف السعودي إغلاق جميع منافذ اليمن»، وقالت «إنه يزيد معاناة المدنيين».

وكانت الأمم المتحدة حذّرت من «أكبر مجاعة سيشهدها العالم منذ عقود عدة، إذا لم يسمح التحالف السعودي بوصول المساعدات إلى اليمن»، وهي مجاعة سيكون «ضحاياها بالملايين»، وفق مساعد الأمين العام للأمم المتحدة مارك لوكوك مسؤول المساعدات الإنسانية في الأمم المتحدة.

وقال لوكوك «أبلغت المجلس أنه ما لم ترفع تلك الإجراءات ستحدث مجاعة في اليمن، وستكون أكبر مجاعة يشهدها العالم منذ عقود».

من جهتها، دعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إلى «إبقاء جميع الحدود مع اليمن مفتوحة للسماح بإدخال الإمدادات الغذائية والصحية والطبية لسكان البلد الذي يعاني من الحرب ووباء الكوليرا».

في السياق نفسه، قالت صحيفة «الغارديان» البريطانية نقلاً عن وكالة «أ ب» إن «التحالف السعودي قرّر أمس، إعادة فتح الموانئ والمعابر في اليمن، وذلك بعد أيام من قراره بإغلاقها».

وأشارت الصحيفة إلى أن «الحكومة اليمنية الموجودة في السعودية قالت إن الخطوة الأولى في هذا الإطار ستتم خلال 24 ساعة، وهي تشمل إعادة فتح كل الموانئ التي تسيطر عليها القوات العسكرية التابعة للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي».

وبشأن الموانئ الخاضعة للجيش اليمني واللجان الشعبية، أشارت حكومة هادي إلى أنه «تم الطلب من الأمم المتحدة بأن ترسل خبراء لمناقشة السبل التي تضمن عدم استخدام تلك الموانئ من أجل تهريب السلاح».

وكان المجلس السياسي الأعلى في اليمن رأى أنّ «إغلاق كل المنافذ أقصى درجات النزال بالحرب»، معتبراً أنّ «الهدف هو تجويع الشعب اليمني وتركيعه بعد الفشل عسكرياً في إخضاعه».

وجاء في بيان صادر عن المجلس السياسي الأعلى تأكيد على «درس خيارات أكبر وأشدّ حسماً للحيلولة دون تجويع الشعب اليمني أو إذلاله»، لافتاً إلى أنّ «السلاح اليمني قادر اليوم على إصابة دول التحالف من حيث لا تشعر».

بدورها، حمّلت مؤسسة موانئ البحر الأحمر اليمنية الأمم المتحدة «تداعيات قرار التحالف السعودي إغلاق كل المنافذ».

وفي هذا الصّدد، قال رئيس المجلس السياسي الأعلى في اليمن صالح الصمّاد إنه «بعد 3 أعوام من الحصار بقيادة السعودية على اليمن يخرج الشعب اليمني بكل قوة من جديد، وكل مواقفنا في مواجهة الظلم، بما فيها إطلاق الصواريخ على الرياض وما بعد الرياض هي مواقف طبيعية».

وأضاف الصمّاد خلال تظاهرة في صنعاء رفضاً للحصار الذي يفرضه التحالف السعودي على اليمن منذ 3 سنوات إنّ «الخيار الصحيح للنظام السعودي هو إيقاف الحرب والحصار على الشعب اليمني»، مؤكداً على أنّ «كافة الخيارات متاحة لدينا لمواجهة العدوان السعودي».

كما تطرّق في حديثه إلى آخر المستجدات السياسية في لبنان قائلاً «الموقف العدائي للنظام السعودي تجاه لبنان ناتج عن موقف لبنان المعادي لإسرائيل».

وكان الإعلام السعودي قد ذكر الأسبوع الماضي «أن الصمّاد أصيب بجروح بليغة في قصف سعودي على الرياض مرجّحاً مقتله». ونفى محمد عبد السلام المتحدث باسم «أنصار الله» «مقتل الصمّاد أو حتى إصابته»، لكن لم يظهر الأخير بعدها ليثير ذلك ريبة لدى بعض المراقبين والصحافيين.

ويأتي ذلك بعدما شهدت محافظة حجّة شمال غرب اليمن مجزرة استشهد وأصيب فيها أكثر من 50 من المدنيين في غارات للتحالف السعودي على مديرية أَفلح.

إلا أنّ المصدر أكد أنّ طائرات التحالف السعودي «استهدفت طواقم الإسعاف أثناء محاولتها مساعدة المدنيين وانتشال الضحايا من تحت الأنقاض».

وتلا كلمة الصمّاد بيانُ صادر عن المتظاهرين في صنعاء جاء فيه إنّ «استمرار الحصار يزيد من إصرار الشعب اليمني على مواجهة العدوان».

كما أكد البيان «على تماسك الجبهة الداخلية ورفض أي مساعٍ للتفرقة».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى