موعد الحوار الوطني لم يُحدّد.. وباريس مستعدّة للعمل مع موسكو في مسار «جنيف»

قال يوري أوشاكوف مساعد الرئيس الروسي، أمس، إنّه لم يتمّ حتى الآن تحديد موعد جديد لعقد مؤتمر الحوار الوطني السوري.

هذا، وكان الرئيس فلاديمير بوتين قد أطلق مبادرة إجراء هذا المنتدى الشهر الماضي، في حين أوضح وزير الخارجية سيرغي لافروف أنّ المؤتمر يهدف إلى توسيع دائرة المشاركين في عملية التسوية السورية.

وفي البداية تقرّر عقد المؤتمر في 18 تشرين الثاني الحالي في مدينة سوتشي الروسية. ونشرت الخارجية الروسيّة قائمة بالمدعوّين تضمّ 33 منظمة.

وأعلن أوشاكوف الأسبوع الماضي عن تأجيل المؤتمر، في حين رجّح مصدر في المعارضة السورية لوكالة «نوفوستي»، أن ينعقد المؤتمر في بداية كانون الأول المقبل.

بدوره، أعلن المركز الروسي للمصالحة في سورية عن ارتفاع عدد الأحزاب والمنظّمات والشخصيات السوريّة الراغبة في المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني، فقد قدّم حزب البعث قائمة بمرشّحيه عن محافظة حمص، كما تحدّدت أسماء المرشّحين للمشاركة في المؤتمر عن منطقتَي عفرين وشهبا.

بالإضافة إلى ذلك، تحدّد مرشّحون عن منطقة إدلب لتخفيف التوتّر، بينهم ممثّلو مختلف الأحزاب والإدارة المحلّية ورجال الدين المقيمين في محافظتَي إدلب وحماة.

يُذكر أنّ أهداف المؤتمر تتمثّل في إطلاق عملية سياسية شاملة في البلاد، ودعم المصالحة والبدء بإجراء الإصلاحات السياسية على أساس القوانين الساري مفعولها.

ومن المتوقّع أن يبحث المؤتمر مسائل محاربة الإرهاب والحفاظ على وحدة أراضي سورية وسيادتها، وإعادة إعمار ما خرّبته الحرب من البُنية التحتيّة، وإعادة اللاجئين إلى ديارهم، إضافةً إلى إنشاء لجنة لصياغة الدستور والوثائق التي سيخرج بها المؤتمر.

على صعيد مفاوضات جنيف، قال مسؤول فرنسي رفيع، إنّ مقترح بلاده إنشاء مجموعة اتّصال حول سورية، يهدف لدعم مفاوضات الأطراف السوريّة في جنيف، مشيراً إلى استعداد باريس للعمل مع موسكو في هذا المسار.

وأوضح جان بيار شيفينمان، مبعوث الحكومة الفرنسيّة الخاص للعلاقات مع روسيا، في حديث لوكالة «إنترفاكس» نُشر أمس: «تحدّث الرئيس إيمانويل ماكرون عن إمكانيّة إنشاء مجموعة اتصال حول سورية على مستوى الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي… يجب على هذه الدول دعم عملية جنيف، والعمل في إطار مجموعة الاتصال يعتبر من وسائل تسريع هذه العملية».

وذكر شيفينمان، أنّ ماكرون عرض هذا الاقتراح على نظيره الروسي فلاديمير بوتين، «الذي لم يرفضه، وبالتالي يجب المضيّ قُدُماً في هذا الاتجاه».

وفي ما يتعلّق بمبادرة موسكو بعقد مؤتمر الحوار الوطني السوري، أكّد شيفينمان دعم فرنسا لوحدة الشعب السوري ووحدة الأراضي السورية.

وأضاف المسؤول الفرنسي، أنّ ماكرون بعث برسالة إلى بوتين، تتناول تعزيز تعاون البلدين بشأن سورية، رافضاً تقديم مزيد من التفاصيل حولها تفادياً لظهور مزايدات، على حدّ تعبيره.

وقال: «يجب أن تبقى رسالة الرئيس الفرنسي إلى نظيره الروسي بينهما فقط. أستطيع القول، إنّ الوثيقة تتناول تعميق التعاون في موضوع حساس وهو الأزمة السوريّة».

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد أعرب أواخر الشهر الماضي، عن رغبة موسكو في الحصول على توضيحات من باريس، بشأن المبادرة المتعلّقة بإنشاء مجموعة اتصال حول سورية.

وفي سياق متّصل، أعلنت السعودية عزمها عقد اجتماع لمعارضة الرياض من 22 إلى 24 تشرين الثاني، لتوحيدها قبل الذهاب إلى الجولة القادمة من المفاوضات المباشرة في جنيف.

وذكرت وكالة الأنباء السعوديّة، أنّ قرار عقد الاجتماع جاء «انطلاقاً من سياسة المملكة الداعمة لجهود إحلال السلام ومواجهة الإرهاب، واستجابة لطلب المعارضة السورية»، وذلك «بهدف التقريب بين أطرافها ومنصّاتها، وتوحيد وفدها المفاوض لاستئناف المفاوضات المباشرة في جنيف تحت إشراف الأمم المتحدة».

وكان المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا، أكّد أنّ الجولة الثامنة من مفاوضات جنيف ستركّز على الانتخابات والدستور الجديد في سورية، مشيراً إلى عقدها في الـ28 من تشرين الثاني الحالي.

ميدانياً، نفى قائد المجموعة العسكرية الروسية في سورية الأنباء التي زعمت بأنّ القوات المسلّحة السوريّة انسحبت من مدينة البوكمال الحدودية مع العراق، بعد سيطرتها عليها مؤخّراً.

وقال المسؤول العسكري الروسي من سورية لوكالة «نوفوستي» الروسية: «كلّ ما أعلنه تنظيم «داعش» وتداولته مصادره الإعلامية خارج سورية من أنّ القوات الحكومية السورية تركت مدينة البوكمال وانسحبت لمواقع خلفية بعيداً عن المدينة، عبارة عن أقاويل دعائيّة لا أساس لها من الصحة. المدينة تسيطر عليها القوات المسلّحة السورية بالكامل، وبدعم من حلفائها منذ يوم الجمعة».

وأضاف المتحدّث العسكري الروسي: «في الوقت الراهن تشارف عملية تمشيط المدينة ومحيطها على الانتهاء، ويقوم أفراد الجيش بالقضاء على بؤر الإرهابيّين المبعثرة في مناطق متباعدة حول المدينة، ويطاردون إرهابيّين قُطعت بهم السبل وأصبحوا وحيدين وبشكل فردي وجهاً لوجه مع الجيش السوري، وبعد ذلك سنشرع في عملية تنظيف المنطقة من الألغام والعبوات الناسفة التي يتركها مسلّحو «داعش» عادة وراءهم بعد هزيمتهم».

وكان وزير الدفاع الروسي، الجنرال سيرغي شويغو، قد أعلن في وقت سابق، أنّ القوات المسلّحة السورية وبغطاء جوّي روسي تمكّنت من السيطرة على مدينة البوكمال، آخر معاقل تنظيم «داعش».

على الجانب العراقي، تمكّن الجيش العراقي من إعادة السيطرة على مدينة القائم المقابلة لمدينة البوكمال السوريّة، وهي أيضاً كانت من أهم معاقل التنظيم في العراق، في الوقت الذي أعلن فيه التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضدّ «داعش»، أنّ العراق قد «تحرّر تقريباً بالكامل» من سيطرة التنظيم.

وفي السياق الميداني، استعادت وحدات من الجيش السوري، بالتعاون مع القوّات الحليفة، السيطرة على قرية أبو الغر في إطار عملياتها المتواصلة لاجتثاث إرهابيّي «جبهة النصرة» من ريف حماة الشمالي الشرقي.

وذكر مصدر في حماة، أنّ وحدات من الجيش والقوات الرديفة نفّذت خلال الساعات الماضية عملية عسكرية على بؤر تنظيم «جبهة النصرة» والمجموعات التكفيريّة التابعة له في قرية أبو الغر شمال شرقي مدينة حماة بنحو 90 كم.

ولفتَ المصدر إلى أنّ العملية انتهت باستعادة السيطرة على القرية بعد مقتل العديد من الإرهابيّين، وفرار من تبقّى منهم تاركين جثث قتلاهم وأسلحتهم وعتادهم وذخيرتهم.

وأشار إلى أنّ وحدات الجيش تقوم بملاحقة الإرهابيّين الفارّين في محيط القرية، بينما بدأ خبراء تفكيك الألغام على الفور بتمشيط القرية وتفكيك المفخّخات والعبوات الناسفة التي زرعها الإرهابيّون بين المنازل والأراضي الزراعيّة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى