«طريق الحرير»… أطول لوحة زيتية في دمشق تجسّد العلاقات السورية ـ الصينية المتينة

شذى حمّود

لم تكن جدارية «طريق الحرير» التي أنجزها الفنان التشكيلي فداء منصور مؤخّراً على سور السفارة الصينية في دمشق، أولى جداريات هذا الفنان الذي اختص بهذا المجال. لكنها اللوحة الزيتية الأكبر في سورية، وأوّل عمل فنّي يعبّر عن عراقة العلاقات بين الصين وسورية ومتانتها منذ آلاف السنين.

وأوضح منصور في حديث صحافيّ أن هذا العمل الفني الذي استغرق نحو عشرين يوماً تقريباً، جاء بطول خمسين متراً وارتفاع مترين، وعبّر عن العلاقة التاريخية المتينة بين البلدين من خلال تجسيد طريق الحرير الذي كان يربط بينهما عبر القوافل التجارية منذ أيام حضارة تدمر العريقة. مجسّداً سور الصين العظيم وأوابد عروس الصحراء وقوافل الجمال التي كانت تقطع آلاف الأميال لتنقل معها منجزات الحضارة عبر التاريخ.

فكرة العمل كما أشار منصور بدأت عندما قدّم اقتراحاً لرسم الجدارية إلى السفارة الصينية حيث صمّمه على الكومبيوتر لينال الموافقة عليه ثم بدأ التنفيذ وأضاف إليه رموزاً تاريخية. لافتاً إلى إمكانية إضافة وسائل النقل الحديثة على اللوحة في ما بعد بهدف دمج الماضي مع الحاضر.

وقال منصور إنه نفّذ لوحات أخرى في رياض أطفال ومدارس لكن لوحة «طريق الحرير» هي العمل الأضخم والأهمّ بالنسبة إليه كونها نفّذت جانب شارع عام ومكشوف.

وقال منصور: شعرت بالراحة وبالحرّية المطلقة في رسم هذه اللوحة، لا سيّما أنّها تعطي جمالية للمشهد العام في الشارع وتُشعِر الناس بالراحة والسعادة والتذوق الجمالي. معبّراً عن سعادته وفخره لكونها تحمل اسمه وتُظهِر قدرته الفنية في أحد أهمّ شوارع دمشق.

وعن تأثير العوامل الخارجية على اللوحة، قال منصور إنه استخدم فيها الألوان الزيتية والدهان التي تتحمّل هذه العوامل، إضافة إلى أنه سيقوم بطلائها بطبقة عازلة حتى تبقى عمراً أطول. مشيراً إلى استعداده لترميمها في حال تأثرت مع مرور الوقت.

وعن أهمية عرض الفنّ للناس وتقريبه لهم أوضح منصور أن تفاعل المارين بالشارع خلال تنفيذ اللوحة أشعره بسعادة كبيرة. مؤكّداً ضرورة خروج الفنّ من الصالة إلى الشارع ليكون أكثر صلة بالناس حتى يتمكن الجميع من رؤيته، وليس فقط رواد الصالات التشكيلية.

ورأى منصور أنّ الفنّ التشكيليّ السوريّ رغم الأزمة التي نعيشها تطوّر وزاد عدد المهتمين به، لأن الكثيرين وجدوا فيه ملجأ نفسياً يخفّف عمّا في دواخلهم من ألم بسبب الظروف الحالية. كما أن مواقع التواصل الاجتماعي ساعدت في نشر الثقافة الفنية في سورية. لافتاً إلى ضرورة تعبير الفنان عن واقعه الذي يعيشه.

والفنّ برأي منصور يساعد في الارتقاء أكثر نحو الإنسانية ويمكّنه كفنان من لفت الانتباه إلى الجمال وحثّ الروح الحضارية لدى المشاهد.

وعن مشاريعه المقبلة قال: بعد إنجاز جدارية «طريق الحرير»، تلقيت عروضاً عدّة من أجل رسم لوحات جدارية خارجية على بعض الصالات والمحلات، إضافة إلى أنّني أحضّر لمعرض تشكيليّ فرديّ قريباً.

الفنّان فداء منصور من مواليد مدينة جبلة، تخرّج من كلّية الفنون الجميلة في دمشق عام 1999، وأكمل فيها الدراسات العليا حتى 2001. وهو مدرّس في معهد التربية الفنية التشكيلية والتطبيقية في دمشق منذ عام 2004، وله عددٌ من المشاركات في معارض جماعية داخل سورية ومقتنيات في وزارة الثقافة والسياحة والادارة السياسية ووزارة الداخلية. كما يستعدّ للمشاركة في معرض الخريف السنوي في خان أسعد باشا.

«سانا»

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى