محمد خيري يُطرِب صيدا بفنّه الأصيل

مصطفى الحمود

لم تكن المرّة الأولى التي يعتلي فيها الفنان محمد خيري خشبة مسرح مركز معروف سعد الثقافي في صيدا ليقدّم سهرة طربية مميزة كما وُصفت على ألسنة حاضريها.

محبّو القدود الحلبية المميزة والطرب الأصيل كانوا على موعد مع الفنان السوري محمد خيري الذي قدّم باقة من تراث بلده، فضلاً عن أغنيات طربية لكبار الفنانين، ومنها: فوق إلنت خل، قدّك المياس، ابعتلي جواب، وغيرها من الأغنيات المميزة.

بحفاوة كبيرة كان الاستقبال، وبحماسة كبيرة استمرّت الحفلة التي تعدّت بوقتها الساعتين. وبصوته المميز الأصيل أطرب خيري الحاضرين الذين شاركوه الغناء كلّ الوقت.

ويمكن لكل من شاهد الحفل أن يرى حجم الانسجام الذي كان واضحاً بين خيري وفرقته الفنية التي لم تملّ من تقديم المزيد من المعزوفات. ويمكن للجمهور أن يرى حجم الأجواء الإيجابية التي طغت من خلال قراءة لهمس أعضاء الفرقة بين كل وصلة ووصلة بأن الحفل أكثر من رائع.

الفنان خيري لم يشعر بالغربة على مسرح معروف سعد الثقافي. ويمكن أن يظهر ذلك من خلال الابتسامة التي لم تفارق شفتيه والتي إن دلت فإنها تدل على حجم الانتماء لهذا الصرح الثقافي الذي اعتاد على تقديم فنانين ونشاطات لها طابع ثقافي وفني تراثي مميز.

لا نبالغ عندما نقول كلمة انتماء خيري لمدينة صيدا، لأنه ومن خلال كلمة له للجمهور عبر عن فرحته بإحياء حفلة فنية للسنة الثانية على التوالي، وقال إنه يشعر وكأنه في بيته الثاني، إنما حجم الصالون أكبر بكثير.

لعلّ هذه الكلمات الرائعة أكّدت أنّ حضوره إنما هو إضافة إلى الفنّ الطربي الأصيل الذي نتعطش للحفاظ عليه في ظلّ الموجات التي تهبّ على العالم العربي من هنا وهناك، والتي لا تنتمي من حيث الهوية إليه، والتي تشوّه الفن والتاريخ العريق الراقي الذي سعى فنانون كبار إلى ترسيخه والحفاظ عليه ونقله للجيل الجديد. ولعلّ وجود فنانين كالفنان محمد خيري يعطي انطباعاً بأنّ الفن لا يزال بخير، وبأنّ هذا الفن يمكنه أن يحاكي التاريخ والوطن.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى