لبنان الكبير

ـ تحدث كثيرون عن لبنان الكبير بصفته الحدود الجغرافية التي أعلنها الجنرال غورو عام 1920 كعنوان لمشاغبة على حزب الله ودوره في مواجهة الإرهاب التكفيري الذي كسر الحدود بين لبنان وسورية، وبين سورية والعراق، وصارت الحرب معه واحدة عابرة للجغرافيا.

ـ يحاول هؤلاء تصوير حزب الله في موقع عدم الاعتراف بحدود لبنان، وعدم مراعاة شروط وجوده كوطن، متجاهلين أنّ من دافع عن حدود لبنان الكبير شرقاً وجنوباً هو حزب الله، سواء في وجه العدوان الإسرائيلي أو الخطر التكفيري وأنّ التحريرين للأراضي اللبنانية التي احتلها العدوان كان بمبادرة وتضحيات حزب الله.

ـ لبنان الكبير الذي نقصده هو لبنان الذي ولد كبيراً من المواجهة مع السعودية، كما ولد كبيراً من المواجهة مع «إسرائيل» ولاحقاً مع الإرهاب.

ـ أثبت اللبنانيون أنهم قادرون على التعلّم من الدروس وقادرون على تقييم المواقف فوق العصبيات والمصالح الصغيرة، فلا جمهور المستقبل سار بصورة عمياء وراء السعودية، ولا خصوم الحريري المفترضين ارتضوا استغلال الاستقالة المدبّرة لإغرائهم بتسمية بدائل… فخرج لبنان أكبر.

ـ العودة للعبة السياسية اللبنانية ولمواجهة بين الخطابين الإقليميين في لبنان أمر طبيعي، لكن القلق من بقاء لبنان ساحة سعودية مفتوحة لحروب تصفية الحسابات لم يعد قائماً، والتراجع الذي بدأت طلائعه يؤكد ذلك تفادياً للفضيحة والسقوط، والفضل للبنان الكبير وليس لمدّعي الانتساب إليه الذين سارعوا لترويج إملاءات السبهان مستعجلين الدعوة لقبول الاستقالة وتسمية بديل للحريري…!

التعليق السياسي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى