أميركا تحمي «داعش» و»إسرائيل» تدقّ الأسافين… حلفاء دمشق متماسكون والموقف واحد

30

معن حمية

انشغلت صحافة العدو خلال اليومين الماضيين بتقديم معطيات زائفة عن الاتفاق الذي حصل بين روسيا والولايات المتحدة والأردن حول منطقة خفض التوتر في جنوب سورية. وركزت على أنّ الاتفاق يقضي بانسحاب إيران والمقاومة من تلك المنطقة!

التركيز على هذا الجانب، هو لدق الأسافين بين حلفاء دمشق، وإضعاف التماسك القائم على هذه الجبهة، حيث إنّ العدو يخطّط لجعل هذه المنطقة، كناية عن شريط حدودي خاضع لسيطرة المجموعات الإرهابية المرتبطة به على غرار الشريط الذي كان قائماً في جنوب لبنان.

ما هو مؤكد أنّ الاتفاق الروسي الأميركي الأردني، هو لتثبيت مناطق خفض التوتر، لكن في كلّ مرة، يحصل فيها اتفاق بين موسكو وواشنطن حول سورية، يسارع المسؤولون الأميركيون وحلفاؤهم إلى إعطاء تفسيرات مغايرة. وهذا ما حصل إزاء اتفاق موسكو وواشنطن وعمّان وإزاء اتفاق موسكو وواشنطن في فيتنام. ما يدلّ على أنّ الولايات المتحدة تستثمر اللقاءات مع الروس، للتعمية على الدعم الذي تقدّمه للمجموعات الإرهابية بما فيها داعش ، ولإضفاء شرعية قانونية على تدخلها في سورية، وقد أعلن وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس أمس أنّ وجود قواته في سورية هو لمحاربة داعش وأنّ هذا الوجود يستند الى تغطية من الأمم المتحدة، علماً أنّ أيّ قرار لم يتخذ في مجلس الأمن الدولي بهذا الخصوص.

ولأنّ سورية تدرك جيداً ما ترمي إليه واشنطن، فإنها سارعت للردّ على ماتيس، معتبرة أنّ وجود القوات الأميركية وأيّ وجود عسكري أجنبي على الأرض السورية، من دون موافقة الحكومة السورية هو عدوان موصوف واعتداء على السيادة السورية وانتهاك صارخ لميثاق الأمم المتحدة ومبادئها.

وفي إشارة واضحة إلى وحدة الموقف بين دمشق وحلفائها جاء تأكيد وزارة الدفاع الروسية بأنّ عملية تحرير مدينة البوكمال السورية كشفت عن أدلة على أنّ التحالف الدولي بقيادة واشنطن يقدّم دعماً مباشراً لداعش. وأنّ كلّ الوقائع تثبت بشكل لا يقبل الجدال، أنّ الولايات المتحدة تتظاهر أمام المجتمع الدولي بخوض حرب حاسمة ضدّ الإرهاب، لكنها في الحقيقة تؤمّن حماية لفصائل داعش المسلحة، من أجل إعادة قدرتها على القتال وإعادة تشكيلها واستخدامها لتحقيق مصالح أميركية في الشرق الأوسط. وقد أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس ما جاء في بيان الدفاع الروسية، كما أنه تولى دحض المزاعم الإسرائيلية ، لافتاً إلى أنّ الاتفاق الروسي الأميركي الأردني يفترض سحب تشكيلات غير سورية ، لكن الحديث لم يتطرّق إلى موضوع إيران أو بالأخصّ قوات موالية لإيران . وقد حدّد لافروف التشكيلات غير السورية، بقوله: من يمثل أكبر خطر فإنهم أتباع للولايات المتحدة، وهم إرهابيون أجانب ومسلّحون يحاولون الانضمام إلى الجماعات المعارضة التي تدعمها الولايات المتحدة . وجدّد الوزير الروسي بأنّ قوات روسيا وإيران توجد في سورية بشكل شرعي وبدعوة من الحكومة الشرعية، على خلاف قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة. وبهذا الموقف تؤكد روسيا من طرفها على التماسك والانسجام التامّين بين كل من دمشق وموسكو وطهران، وأنّ محاولات دقّ الأسافين لن تنجح في تقويض الانتصارات التي تحققها سورية والحلفاء.

عميد الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى