الأمين سبع منصور حردان… عمارة ثقافية ترحل

صحيح أنه غادر يافعاً إلى أكرا، مستقراً فيها، متولياً إدارة مؤسسات الأمين فارس معلولي 1 ثم مستقلاً في عمله الحر، فنجح إلى أن غادر غانا نهائياً مستقراً في لبنان، متولّياً مسؤولية عميد، وناشطاً حزبياً كلّما دعاه واجب. إنما الصحيح أكثر أنه انصرف في غانا للمطالعة، وللكتابة، تماماً كنسيبه الأمين نواف حردان، ولكتابة الافتتاحيات بالانكليزية في أهمّ صحف مدينة أكرا، ومقيماً علاقات سياسية مع أركان الدولة والأحزاب والقوى السياسية.

كان الأمين سبع منصور حردان وجهاً ناصعاً من وجوه العمل الحزبي في أكرا، طالما كنت على تواصل معه، استفيد من خبرته وثقافته وترفّعه في السلوكية القومية الاجتماعية حتى إذا عاد إلى الوطن والتقيت به كثيراً، لفتني بسعة ثقافته وشمولها مواضيع فكرية وسياسية، إلى ضلوعه في وعي القضية السورية القومية الاجتماعية.

ترعرع الأمين سبع في بلدة عرفت الحزب منذ اوائل الاربعينات عبر الأمناء: عادل يعقوب عجيمي، نواف حردان، جورج معلوف والرفقاء: فهد أبو عبسي، حليم حردان، جرجس الغريب، نعمة الله حردان، سعد رزق، يوسف العدس وناظم العدس الذي خسرناه مؤخراً، والكثيرين ممن كنا اشرنا إليهم في نبذات سابقة أهمها عندما تحدثنا عن راشيا الفخار في الحزب السوري القومي الاجتماعي.

بدوره، نشط شقيقه الرفيق نمر في الوطن، في الكويت عندما غادر اليها، ثم مجدداً في الوطن، أما شقيقه الاخر الرفيق أسعد وكان قد أقام في البرازيل مدينة فاشينال ولاية بارانا وكنت على تواصل معه طيلة فترة تولي المسؤولية الحزبية فيها. كان دائم التجاوب والالتزام الاداري والمالي.

كان الأمين سبع محاطاً بعائلة قومية اجتماعية، منها ابن شقيقته، الرفيق المهندس دافيد ديب.

يخسر الحزب برحيل الأمين سبع منصور وجهاً حزبياً مثقفاً، مشبعاً بثقافة الحزب، مجسداً سلوكيته ونهجه المناقبي.

اني وقد رافقته عبر مسؤوليتي كعميد لشؤون عبر الحدود، واكثر عندما كنا معاً في مجلس العمد، اشهد انه كان يقدم رأيه بتجرد وبكثير من الاحاطة الثقافية، ومن الوعي السياسي للاحداث.

لذا اشعر، كما غيري من معارفه، بفداحة خسارته، وبخسارة الكثير من المؤلفات التي كان بمقدوره ان يتركها لنا وللاجيال، وبخاصة عن مسيرة الحزب في غانا، وعن ابرز مسؤولي الحزب فيها، وكان عرفهم جيداً وتعاطى معهم حزبياً وحياتياً، لعل ابرزهم الأمين فارس معلولي.

يبقى الأمين سبع في ذاكرة الحزب وتاريخه.

1 من راشيا الوادي. تولى مسؤوليات حزبية محلية ومركزية بدءاً من أربعينات القرن الماضي. يصح أن يُكتب عنه.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى