البرجي: العدوّ الصهيوني هو المستفيد من سحب سلاح المقاومة… فلماذا التماهي مع أهدافه؟

أحيت منفذية الكورة في الحزب السوري القومي الاجتماعي عيد تأسيس الحزب فأقامت حفل عشاء في مطعم «أوكتاغون» ـ كفرحزير، حضره الوزير السابق يوسف سعادة ممثّلاً تيار المردة، السيدة يونا غصن ممثّلة زوجها الوزير السابق فايز غصن، إضافةً إلى ممثّلين عن أحزاب: الشيوعي، الوطني الحر، والمردة، العميد الدكتور أمين صليبا، رئيس اتحاد بلديات الكورة المهندس كريم بو كريم، عدد من رؤساء البلديات والمخاتير، رؤساء جمعيات وأندية، فاعليات وحشد من القوميين والمواطنين.

وحضر الحفل عميد الخارجية حسان صقر، عميد التربية والشباب عبد الباسط عباس، عضو المجلس الأعلى جورج ديب، عضو المكتب السياسي النائب السابق سليم سعادة، منفذ عام الكورة جورج البرجي، وعدد من المسؤولين الحزبيين.

الافتتاح والتعريف

استُهلّ الحفل بالنشيدين اللبناني والسوري القومي الاجتماعي ثمّ كلمة ترحيب وتعريف ألقاها إيلي رزوق، أشار فيها إلى أنّ 85 سنة مرّت على تأسيس الحزب السوري القومي الاجتماعي، وهو لا يزال على قياس الأمة التي عليها وقف أنطون سعاده حياته وقدم عمره. مشدّداً على أنه حتى الدماء التي تجري في عروقه كانت عربون وفاء، ووقفة عزّ لم يزل صداها يتردّد عبر أفعال البطولة إلى اليوم.

وأكد رزوق أنّ هذه التضحيات الجسام، وهذه الدماء ستبقى أمانة في أعناقنا، توجه خطواتنا إلى المستقبل في الحرب وفي السلم، في السياسة وفي الاجتماع، كي ننقل بأمانة النهضة القومية الاجتماعية إلى الأجيال التي لم تولد بعد.

كلمة المنفذ العام

وألقى منفذ عام الكورة الدكتور جورج البرجي كلمة المنفذية وجاء فيها: خمس وثمانون سنة مضت على تأسيس الحزب السوري القومي الاجتماعي وما أشبه اليوم بالأمس، فالمصاعب والمخاطر على بلادنا هي هي والنضال والتضحيات والشهداء مسيرة طويلة.

لقد أسس الزعيم أنطون سعاده الحزب في سبيل غاية واضحة محدّدة وهي بعث نهضة قومية اجتماعية دفعاً للذلّ والويل الذي عانى منه شعبنا زمن الاستعمار التركي والانتدابين الفرنسي والانكليزي، ودفعاً لخطر داهم وقادم وقائم وهي الهجرة اليهودية إلى فلسطين.

وأشار البرجي إلى أن سعاده أكد أن الخلاص لا يُبحث عنه في الحكومات بل في الشعب وفي إيقاظ وجدانه القومي لحقيقته ولمصالحه ومصيره، كما رفض سعاده سياسة الاستهزاء بالشعب وآماله لأنه يؤمن بسياسة الحق والصراحة، وذهب إلى القول إن أشدّ العلل التي يحاربها النظام القومي الاجتماعي هي علة التلاعب بعواطف الجماهير للمآرب الخصوصية… يعني هذا ان رهان سعاده الاول والاخير على الشعب على وعيه وعمله وقدراته وفعله المنظّم. عندئذ ما من قوة على الارض تستطيع التغلب عليه، ولذلك أعلن أنّ فيكم قوة لو فعلت لغيّرت وجه التاريخ.

وأضاف: لقد ترك لنا سعاده أهمّ وأعظم إرث فكري عقائدي نضالي، كما ترك لنا أهمّ مؤسسة بنسيجها النظامي والدستوري، ليستمر الحزب رغم كل العثرات التي تعرّض لها واحداً وموحداً تتغيّر قياداته بطريقة ديمقراطية راقية، من دون خلفية طائفية أو كيانية. وبالمناسبة نهنّئ الرئيس الأمين حنا الناشف ونتمنّى له التوفيق والنجاح بِاسم منفذية الكورة.

وأشار البرجي إلى أن بلادنا تتعرض لحرب كونيه يشنّها تحالف دولي صهيوني استعماري غربي وإقليمي تركي وسعودي، على وقع مسلسل التهويد والتهجير وبناء المستعمرات في فلسطين المحتلة، ومحاولة إقامة كيان انفصالي انشقاقي في العراق، وكل هذه الحروب تتمة لحروب سابقة استهدفت بلادنا وأنفقت عليها المليارات بهدف التدمير الممنهج كما يحصل في الشام والعراق، حيث تمّ تدمير البنى التحتية والمدن والبيوت واستبيحت الثروات الغازية والنفطية وجرى الذبح والقتل بطريقة لم تعرفها البشرية من قبل، والهدف من كل ما يحصل المزيد من التفتيت لخدمة الكيان الصهيوني، بالطبع لأنّ وحدة الهلال السوري الخصيب تخيف «إسرائيل» التي تريد إقامة دويلتها على أنقاض الهدم والدمار في بلادنا.

وأضاف البرجي: منذ يومين قام الضباط الروس في فرق مغاوير البحر بتكريم مجموعة من مقاتلي نسور الزوبعة، حيث قدّموا لهم أوسمة التميز العسكري وأعلنوا ان هذا النموذج المنظم من المقاتلين جدير بالتكريم، فهم يدافعون عن أرضهم وشعبهم بتفانٍ وعزّ وكرامة، فهذا ليس غريباً عنكم يا أبطالنا، يا نسورنا أنتم فخرنا وعزّنا وكرامتنا، هاماتنا مرفوعة ببطولاتكم وتضحياتكم… فألف ألف تحية من منفذية الكورة لكم.

وقال البرجي: بعض الطبول السياسية الفارغة في لبنان تدق الناقوس وتدعو إلى سحب سلاح المقاومة، وبات معلوماً أن من المستفيد سحب سلاح المقاومة هي «إسرائيل»، فلماذا هذا التماهي مع أهداف العدو؟ لافتاً إلى أننا امام واقع مفتوح على كل الاحتمالات، وأن استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري من السعودية، خاضعة للاستثمار السياسي والبعض يحاولون متوهّمين استخدامها لتعديل موازين القوى في لبنان بعد انتصارات محور المقاومة والصمود الاسطوري الذي تحقق في العراق والشام، لكننا نقول لهؤلاء: عبثاً تحاولون.

وتابع: نحن حركة حياة وارتقاء لأمتنا وشعبنا، هكذا أرادنا سعاده، حركة فكرية انقلابية وثورة على الرجعية الداخلية وعلى الطغيان والاستبداد الخارجية، فالمجتمعات لا تستمر إلا بالمؤسسات، لذلك وجب صونها وحمايتها وهذا يتطلب سويّة أخلاقية عالية ومعرفية وعلمية تامة، ونكراناً للذات والمصالح الشخصية.

في حزبنا الفرد يعطي كل ما يملك حتى الدماء التي تجري في عروقه وقد بذلت أرواح وثروات من أجل انتصار قضية الحزب واستمراره، وها هو حزبنا رغم كل الضربات يقف ويستمرّ وينتشر ويزداد قوة في كافة انحاء الأمة من فلسطين المحتلة إلى العراق، لذلك لا تستهينوا بأنفسكم أو بقوّتكم وبقدرتكم وبتضحياتكم، فأنتم رجال العزّ والمجد والفخر لأمتكم، وأنتم سياجها الحصين تطلقون الزوابع ولا تهزّكم الرياح، فلا تغرّنكم المظاهر والبهرجات المادية ولا المراتب أو الاشكال، كلّنا جنود النهضة، وسواعدكم تصنع النصر الذي لا مفرّ منه.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى