قمة مفاجئة تجمع الرئيسين بوتين والأسد في الكرملين تبحث مستقبل العملية السياسية.. وأسس القمة الثلاثية في سوتشي

قال الرئيس السوري بشار الأسد، إنّ «العملية العسكرية الروسية الداعمة للجيش السوري في الحرب ضد الإرهاب حققت نتائج مهمة وكبيرة على مختلف الأصعدة وعلى رأسها الإنساني والعسكري والسياسي».

وأضاف الأسد أنّ الانتصارات التي تحققت ضد الإرهاب أدت إلى عودة الأمن للكثير من المناطق، وبالتالي عودة المواطنين وبدء دوران عجلة الحياة الطبيعية مجدداً، وأدت في الوقت ذاته إلى دفع المسار السياسي لحل الأزمة في سورية.

جاء كلام الأسد خلال لقاء القمة الذي جمعه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الكرملين أمس.

وأكد الأسد لبوتين أنّ «سورية تدعم أي عمل سياسي وخاصة بعد تراجع الإرهاب، وأن الأبواب مفتوحة محلياً ودوليًا لدعم هذا المسار».

وأعرب الرئيس السوري عن استعداد دمشق للحوار مع كل المهتمين بالتسوية السياسية للأزمة في سورية، والعمل مع كل بلد مستعد للمساهمة في الحل السياسي، طالما أنه يعتمد على السيادة السورية والقرار السوري.

وفي هذا الإطار، قال الأسد إنّ سورية تعوّل على روسيا لتأمين عدم التدخل في العملية السياسية في سورية.

كما توجّه الأسد للقادة العسكريين الروس بالقول «بفضل أفعالكم وأعمال الجيش السوري وحلفائنا تمكّن سوريون كثر من العودة إلى ديارهم».

وكان الكرملين أعلن أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التقى نظيره السوري بشار الأسد في سوتشي التي وصلها في زيارة غير معلنة، بحضور عدد من كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين، حيث بحثا المبادئ الأساسية لتنظيم العملية السياسية لتسوية الأزمة السورية. وقد حضر الأسد خلالها اجتماعاً للقيادة العليا للقوات المسلحة الروسية، برئاسة بوتين في سابقة بتاريخ روسيا.

وذكر الكرملين أنّ بوتين هنّأ الأسد على النتائج التي حققتها سورية في مكافحة الإرهاب، مؤكداً أنّ الشعب السوري يقترب من النصر على الإرهابيين.

وهذه هي الزيارة الثانية للأسد إلى روسيا منذ بداية الأزمة السورية قبل 6 سنوات، حيث زار موسكو في 21 تشرين الأول/ أكتوبر 2015.

وبحسب الكرملين فإنّ الزيارة استمرّت لأربع ساعات، منها 3 ساعات خصصت لمباحثات بين الرئيسين الروسي والسوري.

وفي هذا الإطار، قال الكرملين إنّ «روسيا تعوّل على مشاركة الأمم المتحدة بشكل فعّال في المرحلة النهائية من التسوية في سورية».

الرئيس الروسي من جهته، أكد أن «المهم الآن في سورية هو الانتقال إلى العملية السياسية»، مضيفاً أنّ الرئيس السوري على استعداد للعمل مع كل من يريد السلام والاستقرار.

كما شدّد بوتين على أنّ اللقاء يهدف للتنسيق والتشاور بين الجانبين السوري والروسي قبيل القمة التي ستجمع بوتين بالرئيسين الإيراني والتركي.

ولفت الرئيس الروسي إلى أهمية توقيت هذه الزيارة لزيادة التنسيق بين الجانبين وإجراء مشاورات إضافية والاستماع إلى تقييم القيادة السورية للوضع الراهن في سورية وشكل الخطوات المقبلة وتصوّرها للعملية السياسية ودور الأمم المتحدة فيها.

ونوّه بوتين إلى أنّ إنشاء مناطق خفض التصعيد في سورية سمح ببدء حوار حقيقي مع المعارضة، مضيفاً «بفضل أستانة تمكّنا من إنشاء مناطق خفض التصعيد ما سمح عملياً ببدء حوار حقيقي مع المعارضة».

وأكد الرئيس الروسي أنّ موسكو على اتصال دائم مع العراق وأميركا ومصر والسعودية والأردن حول التسوية السورية، مشيراً إلى أنّ «الأهم هو الانتقال إلى العملية السياسية.. وواثقون من استعداد الأسد للعمل مع مَن يريد السلام».

كما ذكر بوتين أنه من المفهوم أن البؤر ستكون موجودة، لذا تبقى مشاكل الإرهاب موجودة بالعالم بما في ذلك سورية.

ولفت إلى أنّ «المهمة الرئيسية أصبحت قريبة من الانتهاء وسيكون من الممكن القول بأقرب وقت إننا نفّذناها»، آملاً وضع نقطة النهاية في مكافحة الإرهاب في سورية بأقرب وقت ممكن.

وفي سياق متصل، أكد الرئيس الروسي لوزير الدفاع وكبار العسكريين أنه «من دون جهود القوات المسلحة لن تتاح الفرص للنهوض بالعملية السياسية في سورية».

وفي تصريحات أعقبت اللقاء قال بوتين إنّ أكثر من 98 في المئة من الأراضي السورية باتت تحت سيطرة الحكومة السورية.

وكان الكرملين قال، إنّ اجتماع الرئيسين بوتين والأسد «وضع أسس القمة الثلاثية الروسية التركية الإيرانية المرتقبة اليوم في سوتشي».

وأضاف بيان للكرملين أنّ بوتين سيناقش الوضع في سورية في اتصالين هاتفيين مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب والملك السعودي سلمان بن عبد العزيز.

كما شدّد على أنّ «الشعب السوري وحده يقرّر دور الرئيس الأسد في المستقبل».

وفي السياق، أكد رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني علي لاريجاني، أن الإرهابيين يلفظون أنفاسهم الأخيرة في العراق وسورية، معتبرا أن ضربات قاصمة وجّهت لهم.

وجاء تصريح لاريجاني، قبيل توجهه أمس، إلى إسطنبول، للمشاركة في الاجتماع العاشر للجمعية العامة للبرلمانات الآسيوية.

وقال لاريجاني: إن داعش قد شطب تقريباً من ساحة العراق وسورية وهو ما يُعدّ يوماً عظيماً للشعب الإيراني الذي تمكن بثباته وصموده من تحقيق هذا الإنجاز الهام وأن يرسي الأمن والاستقرار للعالم كله.

وصرّح بأن أحد المحاور الهامة للجمعية العامة للبرلمانات الآسيوية، يتمثل بصون الأمن والاستقرار، وأن تستفيد الدول من منجزات بعضها البعض للوصول في ظل الأمن إلى التنمية والتقدم والإعمار.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى