سائر إبراهيم: النثر عندما يحقّق التناغم والانسجام يرقى إلى مستوى الشعر

محمد خالد الخضر

يستند الشاعر سائر إبراهيم في نصّه الشعري إلى موهبته الأدبية وثقافته واطّلاعه، لتجيء قصيدته مشبعة بقضايا الوطن والإنسان السوري بشكل فلسفيّ، إضافة إلى ما كتبه في أدب الأطفال وشعره.

ورأى الشاعر ابراهيم في حديث صحافيّ أنّ للشعر دوراً مهمّاً جدّاً خلال الحرب الإرهابية على سورية كرديف للسلاح الذي يتصدّى للعدوان، ويقاوم الفكر المتطرّف بالكلمة كاشفاً الأكاذيب التي روّجت عن سورية وما تتعرّض له.

وقال ابراهيم: الأدب ذاكرة الشعوب، وهو الذي نقل لنا كل الأحداث التي دارت في الماضي. والقصيدة كأحد أجناس الأدب عملية مقاومة ومجابهة عندما تعكس إحساس الشاعر بناسه ومحيطه، معبّرة عن تصدّيهم لما يطاول بلدهم من حرب، كما تعبّر عن تأثير متبادل بين الشاعر الذي يخلّد مآثر وطنه الذي بدوره يخلّد اسمه كأحد مناضليه.

وأضاف مؤلف مجموعة «حكايات السنديان»: أدب الحرب أو الذي ظهر في فترة الحرب على سورية انقسم إلى عدّة أقسام، منه ما كان ملتزماً ووطنياً معبّراً عن الأديب والشاعر الحقيقي الذي عكس هموم وطنه وآلام شعبه، والأدعياء الذين انحازوا إلى صفّ العدوان وخانوا جوهر الأدب كسلاح يدافع عن الأرض وقت الشدائد، ويضاف إلى هؤلاء، الذين آثروا الحياد، وهؤلاء يشكّلون الخطر الأكبر بالمساهمة في الحرب الإرهابية. مستشهداً بذلك ببيت جاء في إحدى قصائده: «وأعشق أن أموت فداء أرض

ولا أرتاح في كهف الحياد».

ولم تفت ابراهيم الإشارة إلى وجود كتّاب شباب أفرزتهم ظروف الحرب يتباينون بين الموهوبين وبين من لم يحقّقوا في نتاجهم إضافة، ولم يقدّموا إبداعاً.

وعن الجوائز العربية التي نالها هو وبعض الأدباء السوريين خلال سنوات الحرب على سورية أشار إبراهيم إلى أنّ الفوز بهذه الجوائز، كان القصد منه رفع علم الوطن خارج حدوده، في وقتٍ تحارَب سورية ورموزها.

وعن سبب كتابته الشعر الموزون قال إبراهيم: الشعر هو موهبة وعمل فنّي له ضوابط وشروط، ومن أهمها الوزن والإيقاع والقدرة على الوصول إلى المتلقّي بشكل مهمّ يترك أثراً. مبيّناً أنّ النثر عندما يحقّق التناغم والانسجام وبهاء الألفاظ يرقى إلى مستوى الشعر كما حدث في نصوص كثيرة عبر التاريخ.

وتحدّث الشاعر إبراهيم عن تجربته في أدب الأطفال واصفاً بأنه من أصعب الأجناس التي يكتبها الشاعر على الإطلاق، لأن الشاعر يجب أن يتعامل خلاله مع عقل الطفل بمشاعره وإحساسه من دون التخلّي عن شروط المتانة والإيقاع والفنّ. مشيراً إلى أنّ تراجع حضور هذا الأدب في الساحة الثقافية يحتّم على المؤسسات المعنية من الثقافة والتربية أن تقوم بتحفيز الكتّاب وزيادة الاعتناء بأدب الطفل وإظهاره بصورته اللائقة.

يذكر أن الشاعر سائر إبراهيم عضو في مجلس الشعب حاصل على إجازة في الهندسة المدنية، وهو عضو اتحاد الكتّاب العرب. حاز على عدد من الجوائز الأدبية منها «جائزة سعاد الصباح للإبداع العربي»، و«الشارقة للإبداع»، و«دبي الثقافية»، وجوائز محلية أخرى كـ«جائزة الأقصى الشعرية»، و«جائزة عمر أبو ريشة» وغيرها.

من مؤلفاته الشعرية: «حنين»، «قمح الكلام»، «أناشيد أزهار» للأطفال ، و«حكايات السنديان»، وله مخطوطات قيد النشر.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى