تهاني بالعيد وتنويه بتريّث الحريري: لفتح باب الحوار والحفاظ على الوحدة

امتزجت التهاني بعيد الاستقلال بالتنويه بتريّث رئيس الحكومة سعد الحريري في استقالته.

وفي هذا الإطار، رأى الرئيس نجيب ميقاتي في تغريدة له عبر حسابه على «تويتر»، أنّه يجب أن يكون إعلان الحريري تريّثه في استقالته «فرصة لمراجعة المواقف، والتلاقي على ما يحمي مصالح لبنان … إنّها فرصة للَمّ الشمل وتبادل الآراء بقلوب مفتوحة صوناً لاستقلال لبنان الذي نحيي ذكراه اليوم».

ونوّه عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب ياسين جابر، في تصريح، بتريّث الحريري في استقالته.

واعتبر «أنّ رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي نجح في الرِّهان على هذا الموضوع، عندما قال إنّ «العدول عن الاستقالة «عدالة»، وإنّ المشهد الوطني الجامع الذي شاهده اللبنانيّون خلال عيد الاستقلال وتقبّل الرؤساء الثلاثة للتهاني إنّما يؤكّد أنّنا بحاجة إلى هكذا محطّات وطنية خالدة من تاريخ الوطن، وإلى مواقف وطنيّة صلبة من رجالات الوطن».

وهنّأ جابر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون «على الدور الريادي والوطني الذي لعبه خلال الأزمة السياسية التي عصفت بالوطن، وبالحكمة والحنكة اللتين أدار بهما الرئيس برّي المحطات السياسية المفصليّة من تاريخ الوطن»، مؤكّداً «أنّ تريّث الرئيس الحريري باستقالته، والكلام الذي أطلقه والجولات التي قام بها ومدّ الأيدي إلى الرئيس برّي الذي تلاقى معه في منتصف الطريق تكلّلت بالنجاح، من أجل استقرار لبنان وحفظ أمنه ومؤسّساته. كلّ ذلك ساهم في تعزيز مناخات الوحدة والتفاهم والاستقرار، وترك ارتياحاً اقتصادياً وسياسياً محلّياً وإقليمياً سيعود بالنفع والفائدة على لبنان واللبنانيين».

من جهته، رأى الأمين العام لحركة النضال اللبناني العربي النائب السابق فيصل الداود، أنّ تريّث الحريري في استقالته، بعد تمنّي رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عليه، «هو قرار رجل دولة، الذي يعمل للاستقرار السياسي والسِّلم الأهلي في لبنان، ويعزّز الوحدة الوطنيّة، التي بادر إليها الرئيس عون، الذي تريّث هو أيضاً بقبول الاستقالة، عندما أعلنها الرئيس الحريري من السعودية، لأنّه اعتبرها جاءت بالإكراه».

وقال: «موقف الرئيس الحريري، يحسب له بأنّه حمى لبنان من الفتنة، كما فعل الرئيس عون والرئيس نبيه برّي والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ومُفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان «وتيّار المستقبل» وسائر القوى السياسية وعائلة الحريري، وقد هبّوا كلّهم، لوحدة لبنان ومؤسّساته وصون كرامته، حيث تحقّق الاستقلال السياسي، بحرية الرئيس الحريري وقراره الحر، بتعليق استقالته، وهو ما تمنّيناه عليه، بعد ساعتين من إعلانها في بيان دعوناه فيه إلى العودة عنها، وبفتح الباب لحوار وطني، للبحث في قضايا خلافيّة منها النأي بالنفس، ونأمل من رئيس الجمهورية المبادرة إلى التشاور والنقاش حولها».

من جهته، أكّد الأمين العام لـ»التيّار الأسعدي» المحامي معن الأسعد، «أنّ لا شيء في الدستور اللبناني اسمه التريّث في الاستقالة، لأنّ هذه الاستقالة تقدّم وتعتبر نافذة أو يتمّ التراجع عنها».

وقال: «نتفهّم الأسباب التي أدّت إلى تريّث الرئيس سعد الحريري في موضوع استقالته، وهي مرتبطة بالتفاهمات الإقليمية والدولية، وكان يأمل اللبنانيّون الذين عانوا من تداعيات الاستقالة اطّلاعهم على مضمون هذه التفاهمات والوساطات الفرنسية والمصرية وغيرها، وعمّا إذا كان هذا التريّث سيوقف تهديد لبنان، بالضغط عليه وبعدم حصاره سياسياً واقتصادياً، أم أنّه حلقة من مشروع كبير يحضّر له بعناوين سياسية جديدة».

أضاف: «إذا كان الهدف تسليم سلاح المقاومة، فهذا مطلب ساقط سلفاً، ولن يتحقّق حلم الصهاينة وأعداء لبنان بتسليم هذا السلاح، لأنّه باقٍ ما دام التهديد «الإسرائيلي» والإرهاب التفكيري قائمَين».

ورأى الأسعد، أنّه بعد تريّث الحريري، «يجب معالجة جدّية، وصدمات إيجابيّة، وتكثيف اللقاءات الطارئة والمستجدّة، وإعلان حالات طوارئ اقتصاديّة واجتماعية وبيئية ومعالجات جدّية ومسؤولة لتخفيف الأزمات والمشكلات والمعاناة عن اللبنانيّين الذين يعيشون بمعظمهم تحت خط الفقر».

وختم محذّراً الجميع «من الاسترخاء واللامبالاة أو الاطمئنان السياسي والاستماع إلى الوعود والرهانات والتفاهمات الخاضعة لمصالح الدول، لأنّ أعداء لبنان ما زالوا يتربّصون له بالسوء والشر».

واعتبر رئيس «لقاء الفكر العاملي» السيد علي عبد اللطيف فضل الله، بعد زيارته على رأس وفد الأمين العام لـ»حركة الأمّة» عبد الله جبري ومكتب المرجع الديني العراقي الشيخ محمد اليعقوبي في بيروت،

أنّ «ما جرى في الأيام الماضية يؤكّد أنّ الوحدة الوطنيّة والتكاتف الشعبي والسياسي كفيلان بمنع أيّ تدخّل خارجي في لبنان، وبإحباط أيّ مخطّط لإجهاض الاستقرار»، مشيداً بتراجع رئيس الحكومة عن الاستقالة.

بدوره، رحّب جبري بـ«الحوار بين مكوّنات الوطن بما يخدم استقرار لبنان»، معتبراً أنّ «الاستقلال الحقيقي لا يكون إلّا بتحرير كلّ الأراضي اللبنانية من الاحتلال الصهيوني».

وهنّأ رئيس تيّار صرخة وطن، جهاد ذبيان، اللبنانيين بمناسبة عيد الاستقلال، لافتاً إلى «أنّ العيد الرابع والسبعين للاستقلال يتكلّل بتحقيق النصر على المجموعات الإرهابية المسلّحة التي كانت تتهدّد أمن لبنان واللبنانيين عند حدوده الشرقية، وهذا الانتصار ما كان ليتحقّق لولا سواعد أبطال الجيش اللبناني وقبضات رجال المقاومة».

وأكّد ذبيان، أنّ استعادة رئيس الحكومة سعد الحريري، والتي تتزامن مع الاحتفال بعيد الاستقلال، هي انتصار للسيادة الوطنيّة اللبنانيّة، موجّهاً التحية إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، «الذي كان له الدور البارز في التأكيد على سيادة القرار اللبناني في ما يتعلّق بموضوع إقالة رئيس الحكومة من السعودية، حيث خاض هذه المعركة حتى النهاية، فتكلّلت بانتصار إرادة لبنان وسيادته».

ودعا إلى التيقّظ للتهديدات الصادرة عن العدو «الإسرائيلي» بشنّ عدوان جديد على لبنان، لافتاً إلى أنّ هذه التهديدات تؤكّد بما لا يدع مجالاً للشكّ بأنّ لبنان بحاجة إلى تكريس معادلة الردع بوجه العدو الصهيوني، المتمثّلة بثلاثية جيش وشعب ومقاومة.

وأكّد رئيس «جمعية قولنا والعمل» الشيخ أحمد القطان، في محاضرة نظّمتها الجمعية في مركزها في برالياس، أنّ مناسبة عيد الاستقلال هي لتكريس الوحدة «التي رأيناها متجسّدة بوجود الرؤساء الثلاثة في القصر الجمهوري جنباً إلى جنب يحتفلون بعيد الاستقلال».

وثمّن موقف الحريري، واصفاً إيّاه بأنّه «موقف وطني كبير أطلقه من القصر الجمهوري، والذي جمّد من خلاله استقالته»، متمنّياً عليه بأن «يكون عند التزاماته التي أعلنها مراراً أمام اللبنانيين بأنّه مع لبنان أولاً، وبالتالي على من يريد أن يكون لبنان أولاً فعليه أن يكون مع أهله وشعبه ويشاركهم همومهم وشجونهم، على أن تكون هذه العودة من أجل لبنان ومن أجل مصلحة كلّ اللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم الطائفيّة والمذهبيّة».

بدوره، توجّه الشيخ صهيب حبلي إلى اللبنانيّين بأحر التهاني بمناسبة عيد الاستقلال، كما هنّأ المؤسسة العسكرية بقيادة العماد جوزيف عون، «التي تشكّل صمّام أمان الوطن».

وأشار إلى أنّ السيادة الوطنيّة تبقى منقوصة في ظلّ استمرار العدو الصهيوني بِاحتلال أجزاء من الأراضي اللبنانيّة في مزارع شبعا وقرية الغجر، وذلك بالتزامن مع الانتهاكات اليوميّة للسيادة الوطنيّة من قِبل طائرات العدو للأجواء اللبنانيّة، لا سيّما في الجنوب، بالإضافة إلى الانتهاكات المتكرّرة للخط الأزرق في خرق واضح للقرار 1701، وهذا ما يستدعي من لبنان التمسّك بمقاومته إلى جانب الجيش الوطني من أجل تشكيل مظلّة أمان للبنان وقوّة ردع بوجه تهدّيدات العدو المتكرّرة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى