بايرن ميونيخ يواصل إنجازاته الذهبية مع هاينكس… وباريس سان جيرمان يخطف الأضواء

اختُتمت مساء الأربعاء الماضي، الجولة ما قبل الأخيرة من دور المجموعات في مسابقة دوري أبطال أوروبا، عبر سلسلة من المباريات التي حسمت صعود فرق عدّة ثمن النهائي، فيما تنتظر فرق أخرى جولة الحسم، الجولة السادسة الأخيرة التي ستقام في الخامس والسادس من كانون الأول المقبل.

بايرن ميونيخ

العملاق الألماني بايرن ميونيخ حسم أمر صعوده إلى الدور ثمن النهائي، بعد فوزٍ ـ وإن كان بشقّ الأنفس ـ حقّقه على إندرلخت البلجيكي، بواقع هدفين لهدف. ويضاف هذا الفوز إلى سجلّ الإنجازات الذهبية للفريق مع مدربه العجوز يوب هاينكس، الذي تسلّم دفّة التدريب بعد إقالة الإيطاليّ آنشيلوتي.

وارتفع رصيد بايرن ميونخ إلى 12 نقطة في وصافة المجموعة الثانية خلف باريس سان جيرمان المتصدّر برصيد 15 نقطة، فيما تذيّل أندرلخت المجموعة بلا نقاط.

المباراة شهدت فوضى تكتيكية في صفوف الفريق البافاري، كان سببها الأبرز الإصابات والخوف من زيادة عددها.

ودخل الفريق اللقاء في غياب كل من كينجسلي كومان ورافينيا ودافيد آلابا وتوماس مولر وفرانك ريبيري ومانويل نوير. كما فضّل يوب هاينكس إراحة عدد من نجومه على دكّة البدلاء مثل خافي مارتينيز وماتس هوميلس، إضافة إلى عدم المجازفة بخوان بيرنات العائد للتوّ بعد غياب طويل بسبب الإصابة.

ورغم ذلك، لم يكن القدر رحيماً بالبايرن بعد إصابة الثنائي تياغو آلكانتارا وآريين روبن وخروجهما مستبدلَين خلال اللقاء.

دخل بايرن اللقاء بخطّة مختلفة عمّا لعب به خلال المباريات الماضية، إذ اعتمد على طريقة 4-1-4-1 بدلاً من 4-2-3-1. وتواجد سيبستيان رودي كوسط دفاعيّ وأمامه روبن وتوليسو وفيدال وتياغو، وشغل ليفاندوفسكي المقدّمة. ولعب تياغو آلكانتارا كجناح أيسر قبل أن يصاب في الدقيقة 43 ويخرج مستبدلاً.

ولم يستطع تياغو القيام بدور الجناح، فكونه لاعب وسط أثّر على تحرّكاته سواء هجومياً أو دفاعياً، فعند الهجوم كان يمرّر للعمق وعندما يدافع يدخل إلى وسط الملعب بدلاً من العودة وتقديم الدعم للظهير.

وما صعّب مهمة تياغو، تواجد الناشئ ماركو فريدل في مركز الظهير الأيسر الليلة، ليدوّن أوّل ظهور له مع البايرن تحت قيادة هاينكس.

وبالتالي كانت الجهة اليسرى للبايرن خارج نطاق الخدمة طوال الشوط الأول بينما تحسّن الأداء نسبياً مع نزول خاميس. كما لم يقدّم الثنائي كيميتش وروبن المردود المطلوب في الشوط الأول تأثراً بأداء الفريق البافاري في المجمل.

وفي الشوط الثاني، تحسّن الأداء مع دخول خافي مارتينيز الذي ضبط إيقاع وسط الملعب كما منح حرية التقدم لرودي الذي يتميز بالرؤية والتمرير الجيد، إضافة إلى تواجد خاميس على الجهة اليسرى وميل توليسو إلى الجهة اليمنى.

في المقابل، قدّم أندرلخت شوطاً أوّل رائعاً باستثناء مهاجمه غير الموفّق لوكاس تيودورزيك، والذي أضاع ثلاثة انفردات خلال المباراة.

ودخل أندرلخت اللقاء بخطة 4-2-3-1، مع تفوّق واضح للفريق البلجيكي، خصوصاً في الشوط الأول، وبالتحديد من الأطراف.

وتألق الجزائري سفيان هاني، الذي صنع أكثر من فرصة محققة للتسجيل، فضلاً عن الهدف الذي سجله.

ولولا سوء أداء تيودورزيك، لربما خطف أندرلخت الفوز أو حقق التعادل على أقل تقدير.

سجّل هدفَي بايرن كل من روبيرت ليفاندوفسكي 51 وكورينتين توليسو 77 ، فيما جاء هدف أندرلخت عن طريق سفيان هاني 63 .

ودخل أندرلخت المباراة بحماسة كبيرة بحثاً عن نتيجة إيجابية تساعده في احتلال المركز الثالث للتأهل إلى الدوري الأوروبي.

وبالفعل جاءت أولى فرص اللقاء في الدقيقة 8 عن طريق لوكاس تيودورزيك، مهاجم أندرلخت، الذي انفرد بالمرمى وسدّد كرة أرضية، إلا أنّ حارس بايرن سفين أولريتش تألق وأبعد الكرة.

وردّ سبيستيان رودي، لاعب بايرن ميونخ في الدقيقة 16 بتسديدة ضعيفة من خارج منطقة الجزاء، أمسكها حارس أندرلخت بسهولة.

وتألق أولريتش نجم الشوط الأول بلا منازع، بعدما تصدّى لتسديدة قوية من دينيس آبيا، غير المراقب والذي استلم تمريرة سحرية من الجزائري سفيان هاني، ليصوّب بقوة تجاه المرمى، إلا أن الحارس أبعدها إلى ضربة ركنية في الدقيقة 17.

وعاد تيودورزيك لإضاعة انفراد مجدّداً أمام أولريتش المتألق في الدقيقة 30، بعدما استلم تمريرة رائعة من هاني، ولكنه سدّدها برعونة لتمرّ الكرة إلى جوار القائم الأيسر.

ونظّم بايرن ميونيخ هجمة مرتدّة سريعة عن طريق آريين روبن، الذي أرسل كرة عرضية إلى زميله أرتورو فيدال، إلا أنّ ماتز سيلس حارس أندرلخت تدخل في اللحظة الأخيرة لتصل الكرة إلى روبيرت ليفاندوفسكي الذي سدّد في المرمى الخالي، ولكن آبيا أبعد الكرة.

وواصل تيودورزيك، إضاعة الفرص المحقّقة في الدقيقة 39 بعدما استلم تمريرة ضالة من كورينتين توليسو وضعته في موقف انفراد، إلا أن أولريتش حافظ على نظافة شباكه وأبعد الكرة.

وشهدت الدقيقة 43 خروج تياغو ألكانتارا مصاباً بعد كرة مشتركة مع سفين كومس، لاعب أندرلخت، ليحلّ خاميس رودريغيز بدلاً منه.

ومع بداية الشوط الثاني خرج روبن أيضاً من المباراة مصاباً بعد عُرقِل من قبل أوروس سبايتش، ليحلّ خافي مارتينيز بدلاً منه.

ومن هجمة منظّمة بدأها خاميس رودريغيز حيث مرّر الكرة إلى توليسو الذي أرسل عرضية أرضية إلى ليفاندوفسكي، وضعها الأخير في المرمى بسهولة، أحرز بايرن هدفه الأول في الدقيقة 51.

وأضاع ليفا هدفاً محقّقاً في الدقيقة 58 بعدما استلم تمريرة رائعة من العمق قبل يسدّد كرة غابت عنها الدقة لتمرّ بعيداً عن القائم الأيسر.

وسجّل هاني هدف التعادل في الدقيقة 63، بعدما استلم كرة ممهّدة بالرأس من تيودورزيك داخل منطقة الجزاء، ليضعها بقوّة في الشباك.

وتألق سيلس حارس أندرلخت الذي تصدّى لكرة خطرة من ليفاندوفسكي في الدقيقة 68، قبل أن تُشتّت من قبل الدفاع.

وكاد البديل خافي مارتينيز أن يتقدّم لبايرن ميونخ من رأسية قوية في الدقيقة 73، ولكن كرته خرجت إلى جوار القائم الأيسر.

وعاند الحظ مجدّداً تيودورزيك الذي سدّد كرة رائعة من داخل منطقة الجزاء، في الدقيقة 76 ولكنها مرت إلى جوار القائم الأيسر بسنتمترات قليلة.

وخطف توليسو هدف الفوز للفريق البافاري إذ ترجم عرضية جوشوا كيميتش إلى هدف برأسية متقنة في الدقيقة 77.

وهدّد أدريان تريبيل مرمى بايرن ميونخ بضربة حرّة مباشرة نفّذها في الدقيقة 82، ولكنّها مرّت إلى جوار القائم الأيسر.

واعترض رودي تمريرة خاظئة من دفاع أندرلخت، ليمنح كرة رائعة لليفاندوفسكي وضعته في موقف انفراد، إلا أن الحارس تصدّى للكرة في الدقيقة 85، وتلت تلك الهجمة بدقيقة رأسية خطيرة من توليسو، ولكن الحارس أبعدها إلى ضربة ركنية.

وألغى حكم اللقاء هدفاً في الدقيقة 88 لأندرلخت سجّله البديل حمدي الحرباوي بداعي التسلّل، لتنتهي المباراة بفوز الفريق البافاري بهدفين مقابل واحد.

باريس سان جيرمان… المرعب

لم يكن مقبولاً أن يتلقى باريس سان جيرمان هدفاً في شباكه من سيلتك بعد مرور لحظات من انطلاق اللقاء، من دون أن يكون ردّه قاسياً، ربما لتوجيه رسالة أكبر من لقاء سيلتك في حدّ ذاته للمنافسين في البطولة.

إذ عاقب فريق باريس سان جيرمان الفرنسي ضيفه سيلتك الاسكتلندي بفوز ساحق بنتيجة 7-1 ، على ملعب «حديقة الأمراء».

تقدّم سيلتك بهدف بعد ثوانٍ معدودة عن طريق موسى ديمبيلي، ولكن ردّ باريس كان قاسياً بسبعة أهداف عن طريق البرازيلي نيمار في الدقيقتين 9 و22 ثم الأوروغوياني إدينسون كافاني في الدقيقتين 29 و79 والفرنسي كيليان مبابي في الدقيقة 35 والإيطالي ماركو فيراتي في الدقيقة 75، والبرازيلي داني آلفيس في الدقيقة 80.

ورفع باريس رصيده بقيادة مديره الفني الإسباني أوناي إيمري إلى 15 نقطة ليحصد العلامة الكاملة في صدارة ترتيب المجموعة بينما يبقى سيلتك في المركز الثالث برصيد 3 نقاط بقيادة المدير الفني برندان رودغرز.

المباراة في مجملها كانت سريعة وحافلة باللمحات الفنية من كتيبة رفاق نيمار وكافاني رغم البداية القوية للفريق الاسكتلندي، إلا أن قدرات باريس كانت أعلى بكثير من منافسه.

الإثارة عرفت طريقها للمباراة مع اللحظات الأولى بعد تقدم موسى ديمبيلي الذي هزّ شباك باريس من تسديدة سكنت المرمى وسط صمت الجماهير الفرنسية التي فوجئت بالبداية القوية من جانب الفريق الاسكتلندي.

لكن هذه المفاجأة تلاشت سريعاً بعدما نجح نيمار في تسجيل الهدف الأول والتعادل لفريقه من انطلاقة رائعة ليودع الكرة شباك سيلتك بعد مرور 9 دقائق.

استمر الضغط الباريسي على مرمى سيلتك من خلال محاولات من كافاني ونيمار وتعرّض ميكائيل لوسينج مدافع الفريق الاسكتلندي للإصابة وغادر في الدقيقة 13 لصالح نير بيتون.

ونجح نيمار في تسجيل الهدف الثاني لسان جيرمان في الدقيقة 22 من خلال محاولة قريبة استغلها اللاعب البرازيلي باقتدار.

لم يتغير الحال وسط طوفان هجومي فرنسي أسفر عن هدف ثالث في الدقيقة 29 عن طريق كافاني وسط انهيار دفاعي أسكتلندي بشكل واضح.

وبعدها بستّ دقائق توج مبابي مجهوده وتحركاته بتسجيل هدف رابع ورائع بتسديدة اصطدمت بالقائم من الداخل وسكنت الشباك ببراعة في الدقيقة 35 ليعزف لاعبو باريس سمفونية كروية على نار هادئة لينتهي الشوط الأول بتقدم مستحق للفريق الفرنسي.

الشوط الثاني جاء هادئاً من باريس وسط محاولات من سيلتك لتصحيح الأوضاع بتسديدة من جانب روجيك ثم كرة أخرى أبعدها الحارس ولكن هذه الانتفاضة الاسكتلندية لم تستمر طويلاً في ظل سيطرة تعود إلى باريس في وسط الملعب بجانب تحركات رائعة من نيمار الموهوب.

وأشرك باريس تغييراً بنزول باستوري بدلاً من دراكسلر بينما دفع سيلتك بالمهاجم إيبوي كواسي على حساب نتشام، وهدأ إيقاع اللقاء قبل أن تعود الإثارة من خلال هدف خامس يسجله ماركو فيراتي من تسديدة عبر كرة عرضية وصلت إلى اللاعب الإيطالي لتسكن الشباك ببراعة في الدقيقة 75.

وأجرى سيلتك ثاني تغييراته بنزول ليغ غريفيث بدلاً من موسى ديمبيلي بينما دفع باريس بالثنائي دي ماريا ولوسيلسو بدلاً من مبابي وفيراتي.

هدف فيراتي أشعل حماسة لاعبي باريس فنجح كافاني في التسجيل من كرة عرضية حولها اللاعب الأوروغوياني داخل الشباك في الدقيقة 79 ثم هدف سابع من تسديدة رائعة عن طريق داني آلفيس في الدقيقة 80.

حاول باريس في الدقائق الأخيرة زيادة الغلة التهديفية قبل أن ينتهي اللقاء بفوز ساحق بسبعة أهداف للعملاق الفرنسي.

مباريات أخرى

وفي مباريات أخرى، فاز سيسكا موسكو الروسي على بنفيكا البرتغالي بهدفين لصفر، وتشيلسي الإنكليزي على كاربكا إغدام الأذري برباعية نظيفة. فيما فاجأ بازل السويسري المشجعّين بفوزه على مانشستر يونايتد الإنكليزي بهدف يتيم، أما أتليتيكو مدريد، فتمسّك بآماله، بعد فوزه 2 ـ 0 على روما الإيطالي. ليتعادل برشلونة الإسباني مع جوفنتوس الإيطالي من دون أهداف.

أما الفرق التي ضمنت تأهّلها إلى دور ثمن النهائي فهي: باريس سان جيرمان الفرنسي، بايرن ميونيخ الألماني، برشلونة الإسباني، مانشستر سيتي الإنكليزي، باشكتاش التركي، توتنهام الإنكليزي، وريال مدريد الإسباني.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى