مزيد من المواقف المندِّدة بالمذبحة الوحشية في مصر: للضغط على الدول الداعمة للإرهاب وتجفيف مصادر تمويله

تواصلت المواقف المندِّدة بالتفجير الإرهابي الذي استهدف يوم الجمعة الماضي مسجد الروضة في مدينة العريش شمال سيناء في مصر وأوقع مئات القتلى والجرحى، ودعت إلى تضافر الجهود لمكافحة الإرهاب والضغط على الدول الداعمة له وتجفيف مصادر تمويله للقضاء عليه نهائياً.

الراعي وقبلان

وفي السياق، أكّد البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي، التضامن مع مصر ودعم جهودها

من أجل محاربة ومكافحة الإرهابيّين والإرهاب والمنظمات الإرهابية.

ووجّه «تحية تقدير للسلطات المصرية وللشعب المصري في وقفتهم ضدّ المنظمات الإرهابية»، مشدّداً على «ضرورة أن تتحمّل الدول التي تدعم الإرهابيين، أكان بالمال أو بالسلاح أو بأيّ دعم سياسي مسؤولية هذا الإجرام»، آملاً «من أسرة الأمم المتحدة أن تتدخّل لدى الدول التي تدعم الإرهابيّين».

وختم: «الإرهابيون لا ربّ لهم، يقتلون أياً كان وأينما كان، لا يجوز أن تبقى الدول العظمى والأمم المتحدة مكتوفتَي اليدين، يجب أن يتضامن العالم كلّه من أجل إيقاف هذه الأعمال، لأنّه لا يجوز التعدّي على أشخاص وعلى شعوب بريئة ولا يجوز أن يبقى العالم في حالة فلتان وفي أيدي الإرهابيين، لذلك ينبغي أن تتضامن جميع الإرادات الطيّبة وجميع القوى الفاعلة لوضع حدّ لهذه الأعمال، لأنّ النار التي تضرم لا تقف عند حدود معيّنة، بل هي تطال العالم كلّه».

بدوره، دعا رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان إلى «محاربة الفكر التكفيري والقضاء على مدارسه وأدواته وتجفيف مصادر تمويله في كلّ مكان، من منطلق أنّه مرض خبيث وقتاله واجب إنساني وديني وأخلاقي يجنّبنا المزيد من سفك دماء الأبرياء».

وقال: «لنا ملء الثقة أنّ مصر بوحدتها وتضامن شعبها وجيشها ستنتصر على الإرهاب التكفيري، كما انتصر لبنان وسورية والعراق عليه، وعلى المصريين أن يتضامنوا ويقفوا خلف جيشهم في معركة اجتثاث الإرهاب لتبقى مصر قلب العروبة النابض بالحياة والازدهار والسلام».

وزراء ونوّاب

واستنكر وزير الدولة لشؤون مكافحة الفساد نقولا تويني هجوم سيناء، موجّهاً التحيّة لشعب مصر ولرئيسها، معتبراً أنّ «كلّ هذه الأعمال الشيطانية هي أساساً عمل منظّم لتفكيك الدول العربية وسلخها عن بعضها البعض، وتهدف إلى إشغال الدولة المصرية بحرب العصابات الداخلية لإعاقة دور مصر الوازن بين الدول العربية وفي العالم كلّه».

وأكّد «أنّ مصر كانت ولا تزال قلب العروبة النابض، وحصناَ منيعاً في وجه الغزاة والطامعين بأرض العرب، صهاينة كانوا أو غيرهم».

وشدّد على أنّهم «لن يتمكّنوا من تنفيذ مخطّطهم، لأنّ شعب مصر سينتصر على الفتنة وستحلّ مصر في مكانها الطبيعي لتلعب دورها العربي الرائد. ونكنّ لمصر حكومة وشعباً كلّ الاحترام والتقدير، ونثمِّن دورهما الأساسي في التغلّب على الإرهاب».

وأشار عضو كتلة «التحرير والتنمية» النائب ياسين جابر، في بيان، إلى أنّ «هذه المجزرة الإرهابية تؤكّد أنّ الإرهاب الذي يتنامى في العالم يجب اجتثاثه وتجفيفه من منابعه من خلال خطة عربية وعالمية، لأنّه من غير المقبول أن نرى مدناً عربية وعالمية وهي تسبح بدمها نتيجة المخططات الإرهابية التي تستهدف الدول واحدة بعد أخرى».

وقال: «نحن في لبنان، وبتماسك اللبنانيّين ووحدتهم والتفافهم حول جيشهم ومقاومتهم تمكنّا من دحر الإرهاب إلى خارج الحدود اللبنانية، ودفعنا دماً وشهداء للحفاظ على لبنان واستقراره، وها هي القوى الأمنيّة والعسكرية جاهزة في الساحات والميادين للتصدّي للإرهاب التكفيري، وهي تحقّق كلّ يوم إنجازات أمنيّة».

ودعا عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب علي عسيران إلى المزيد من الإجراءات والتدابير العربية والإسلامية والدولية لمواجهة هذا الارهاب الدموي الخطير.

وقال: «بدلاً من أن يتوجّه هؤلاء الإرهابيون باعتداءاتهم على المصلّين في مصر، عليهم أن يصوّبوا في اتجاه أعداء الأمّة المحتلّين لفلسطين».

ورأى النائب سمير الجسر، أنّ «هذا العمل الإرهابي وغيره من الجرائم التي ارتكبها ويرتكبها مرضى النفوس من الفئة الضالّة، إنّما يشكّل دليلاً جديداً دامغاً على أنّ هدف هذه التنظيمات هو في الأصل النَّيل من الإسلام الحنيف والكيد للمسلمين بما يشوّه صورتهم».

واستنكر رئيس «تيار الكرامة» الوزير السابق فيصل كرامي، التفجير الإرهابي في مصر، وقال في بيان: «أمام همجية الإرهاب التكفيري الذي استهدف مئات المصلّين في أحد مساجد سيناء، لا تنفع بيانات التعبير عن الاستنكار والغضب والألم والتضامن مع مصر الشقيقة، بل المطلوب وبشكلٍ عاجل وطارئ التصدّي بالأفعال لا بالأقوال لهذا الإرهاب المتوحّش عبر تضافر أدوار ومهمّات القيادات السياسية والعسكرية والدينية في العالم الإسلامي».

واعتبر الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري أسامة سعد، «أنّ الجماعات الظلاميّة الإرهابية التي ارتكبت الجريمة الوحشيّة بحق المصلّين في أحد مساجد شمال سيناء، إنّما هي تنفّذ إحدى حلقات المخطط الإجرامي التخريبي الذي يقوده تحالف الاستعمار والصهيونية والرجعية العربية ضدّ البلدان العربية».

ولفتَ إلى «أنّ استهداف مصر إنّما يرمي أيضاً إلى منعها من القيام بأيّ دور في العالم العربي، وإلى الحيلولة دون استعادتها لدورها التاريخي القيادي على هذا الصعيد، الذي لا يروق للصهاينة ولا لأميركا وبقيّة الدول الاستعمارية، كما لا يروق للرجعية العربيّة وبعض الدول الإقليميّة».

من جهةٍ ثانية، اتّصل سعد بالسفير المصري نزيه النجاري معزّياً، وعبّر عن التضامن الأخوي مع مصر في مواجهة الحرب العدوانية الإرهابية التي تتعرّض لها.

وتقدّم رئيس التجمّع الشعبي العكّاري النائب السابق وجيه البعريني «بأحرّ العزاء من أهالي الشهداء»، معلناً «كلّ التضامن مع مصر التي نعزّي رئيسها عبد الفتاح السيسي، وأزهرها مدرسة الوطنيّة والوسطيّة، ومع كلّ بلداننا التي ضربتها يد الإرهاب الذي لا تقرّه شرعة أو شريعة. ونشدّ على يد جيوشنا العربيّة وقوانا الأمنيّة لتكون اليد التي تقتلع نبتة التكفير والإرهاب من جذورها».

الأحزاب العربية

وأدان الأمين العام للمؤتمر العام للأحزاب العربية قاسم صالح، الاعتداء الإرهابي الغاشم الذي استهدف مسجد الروضة أثناء صلاة الجمعة في شمال سيناء وراح ضحيّته أكثر من مئتَي شهيد ومئة وثلاثون جريحاً في جريمة نكراء ومجزرة مروّعة بحق شعبنا في مصر لتضاف إلى الجرائم التي ارتكبتها التنظيمات الإرهابية في مصر، لمعاقبتها على مواقفها المسؤولة تجاه التطوّرات والأحداث الجارية في المنطقة.

وقال صالح في بيان: «إنّ هذا الاعتداء البشع يؤكّد أنّ الإرهاب الذي يستهدف سورية والعراق ولبنان وليبيا واليمن هو إرهاب واحد يحمل الذهنية التكفيرية الوهّابية المجرمة، ويأتي خدمة للمشاريع التي تستهدف المنطقة، ويجعلنا نجدّد دعوتنا لتكثيف الجهود وتوحيدها لإنشاء جبهة شعبية لمحاربة ومكافحة الإرهاب».

وأضاف: «إنّنا إذ نكرّر إدانتنا الشديدة لهذا الاعتداء الجبان، فإنّنا نتوجّه بتعازينا القلبية إلى الشعب المصري العزيز وعوائل الشهداء، متمنّين الشفاء للجرحى ومؤكّدين ثقتنا بأنّ مصر ستنتصر على هذه الآفة العالمية وتساهم في دعم الدول التي كُويَت بنار الإرهاب للانتصار عليه».

«الاتحاد»

وأدان حزب الاتحاد في بيان التفجير الإرهابي، ووصفه بـ«العمل البغيض والجبان الذي يتنافي مع كلّ القِيَم والأعراف والأديان»، معلناً وقوفه وتضامنه التامّ «مع مصر في مواجهة الإرهاب بكلّ صوره وأشكاله الذي يحاول النَّيل منها، وهو على ثقة من قدرة الشعب المصري والقيادة المصرية وعلى رأسها المشير عبد الفتاح السيسي على تجاوز المحن واتخاذ الخطوات والإجراءات الحازمة للقضاء على الإرهاب وأشكاله مهما تنوّعت واتخذت من مسميات، واستئصال جذوره والحفاظ على أمن مصر واستقرارها».

واعتبر «أنّ مرتكبي هذه المجزرة الشنيعة والآثمة في حقّ المصلّين يمثّلون خوارج هذا العصر وهم وصمة عار في جبين الإنسانية وما يدعون من إسلام، وهم أعداء لمصر ولشعبها وللعروبة وللإسلام، وإنّ الشعارات الدينيّة المزوّرة التي يرفعونها هي إساءة للإسلام ولقيمه الإنسانية السامية».

وتقدّم من أسر الشهداء ومن شعب مصر وقيادته بالتعازي الحارّة، متمنّياً الشفاء العاجل للجرحى.

«أمل»

واعتبرت حركة أمل في بيان صدر عن مكتبها السياسي أنّ هذا العمل الإجرامي الإرهابي … دليل على تجرّد هؤلاء المجرمين من أيّ حسّ إنساني أو أخلاقي أو ديني، ويستهدف وحدة مصر وأراضيها، ولا يصبّ إلّا في مصلحة أعداء مصر والأمّة وخدمة لأهدافهم في عدم الاستقرار وإبقاء المنطقة مشتعلة طائفياً ومذهبياً.

وأكّدت أنّ مواجهة الإرهاب ومخاطره تتطلّب تكثيف كلّ الجهود العربية والإقليمية والدولية وتضافرها، وتعلن وقوفها إلى جانب مصر وشعبها في مواجهة خطر الإرهاب ومجموعاته التي تستهدف الآمنين.

تيّارات وجمعيات

وأكّد «المؤتمر الشعبي اللبناني» أنّ «مثل هذه الجرائم الإرهابية الوحشية لن تزيد الشعب المصري وقيادته وقواته المسلّحة إلّا تصميماً على محاربة الإرهاب واجتثاث جذوره والقضاء عليه».

وأدان رئيس تيّار «صرخة وطن» جهاد ذبيان التفجير الإرهابي، وتوجّه إلى الرئيس السيسي وإلى ذوي الشهداء ببالغ مشاعر الحزن والأسى، وتمنّى الشفاء العاجل للجرحى.

ولفتَ إلى أنّ «هذا العمل الإرهابي ما هو إلّا حلقة في مسلسل الإرهاب الذي ضرب سورية والعراق ولبنان، وباقي المنطقة العربية تحت مسمّى «الربيع العربي» الذي لم يجلب علينا إلّا الويلات والحروب والشرذمة والتقسيم، ما يؤكّد أنّ كلّ ما تتعرّض له منطقتنا هو مشروع صهيوني بِامتياز، هدفه العبث بأمن دولنا العربية وتحويلها إلى مستنقعات غارقة في الدماء والدمار».

ودعا ذبيان إلى «ضرورة توحيد الجهود من أجل وضع خطة للقضاء على ما تبقّى من فلول التنظيمات الإرهابية، المموّلة والمسلّحة من بعض الدول العربية وبأمر عمليات أميركي إسرائيلي»، لافتاً إلى أنّ الإرهاب يسعى إلى التعويض عن هزائمه من خلال العمل على استهداف المدنيّين والآمنين.

كما شدّد على ضرورة التصدّي للإرهاب الفكري بموازاة المواجهة في الميدان.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى