تميم: نأمل تحوّل المعرض منصّة حوار لمواجهة الأفكار الظلامية والمتطرّفة عاصي: لمحكمة تحمي الإبداع والمبدعين في مجالات الثقافة والإبداع كلّها

افتُتح بعد ظهر الخميس الماضي، معرض بيروت العربي الدولي للكتاب بنسخته الواحدة والستّين، برعاية رئيس مجلس الوزراء سعد الدين الحريري، ممثلاً برئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة، وذلك بحضور النائب غازي العريضي، كما حضر ممثّلون عن السفارات: الإيرانية، المصرية والأوكرانية واليمنية، العميد فارس حنا ممثّلاً مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، المقدّم هادي أبو شقرا ممثّلاً مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم، فادي تميم رئيس النادي الثقافي العربي منظّم المعرض، رئيس اتحاد الناشرين العرب محمد رشاد، رئيسة نقابة اتحاد الناشرين اللبنانيين سميرة عاصي، حشد من الناشرين اللبنانيين والعرب والوجوه الثقافية والأدبية والإعلامية.

النشيد اللبناني افتتاحاً، ثمّ قدم للحفل عضو الهيئة الإدارية في النادي الثقافي العربي علي بيضون الذي رحّب بالحضور في عيد الكتاب، واصفاً المعرض بأنه فسحة حرّية ومساحة حوار ديمقراطي ونقطة إشعاع تنطلق منها إبداعات عربية في فضاء ملبّد بالغيوم. كما أكّد أننا نحمل شعلة الثقافة والتنوير تأكيداً على دور بيروت التي لا تزال وفيّة للكتاب.

تميم

من ناحيته، شدّد رئيس النادي الثقافي فادي تميم على أنّ معرض بيروت العربي الدولي للكتاب كان وسيستمرّ حاجزاً في وجه المصاعب التي مرّ بها هذا الوطن وأشقاؤه وأصدقاؤه. وأشار إلى أن المشاركة المتميزة والمتزايدة للدول العربية والأجنبية في هذا المعرض السنوي حوّلته إلى مكان للفكر العالمي من أجل عرض الناتج الفكري والثقافي، وإلى محرّك ودافع للتنمية الفكرية من خلال صناعة الكتب.

ودعا تميم من هذا الصرح الفكري ومن عاصمة الثقافة بيروت إلى التمتع في الاطّلاع على إنتاجات هذه السنة، والغوص في أفكار الكتاب الفكرية والسياسية عسى أن نصل إلى يوم تستطيع فيه المجتمعات البشرية استبدال الحرب بالسلاح بالحرب بالفكر، آملاً في أن يتحوّل معرض الكتاب إلى منبر للحوار الفكري ومنصّة لمواجهة الأفكار الظلامية والمتطرّفة من حيثما أتت. كما لفت إلى المشاركة المميزة هذه السنة من قِبل الدولة الأوكرانية في العاشر من الشهر الحالي لمناسبة مرور 25 سنة على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين لبنان وأوكرانيا.

عاصي

أما رئيسة نقابة اتحاد الناشرين في لبنان سميرة عاصي، فوصفت المعرض بالعرس السنوي للكتاب الذي هو خير جليس والذي يهدهد لنا كل مساء.

وأشارت إلى أن هذه السنة ليست ككلّ السنوات. فنحن نلتقي في هذا المعرض الواحد والستين للكتاب في دورة استثنائية، ووطننا لبنان بدأ يشقّ طريقه لإنجاز الإنتخابات التشريعية خاتمة استحقاقاته الدستورية بعد انتخاب رئيس الجمهورية والعمل الجادّ لإطلاق عمل السلطة التنفيذية والتشريعية.

وقالت عاصي إنّ هذه السنة وفي السنة المقبلة، سيكون العاملون في حقل النشر ومعهم كلّ العاملين في القطاعات الدستورية والقانونية بصفة خاصّة أمام استحقاق إطلاق الفعاليات لبناء وعي قانونيّ ودستوري يتصل بلبنان غداً.

وطالبت بمحكمة للبتّ في مسائل حماية حقوق الملكية الفكرية التي باتت ضرورية لحماية الإبداع والمبدعين في مجالات الثقافة والإبداع كافة.

السنيورة

السنيورة أكد في كلمة له أنّ بيروت والقاهرة صارتا الجناحين اللذين لا تطير الثقافة العربية إلا بهما، إلى جانب محاولات جديدة واعدة من عواصم عربية أخرى. والأمل سيبقى كبيراً في عودة دمشق وبغداد لتلعب كلّ منهما دورها الطليعي في المجال الثقافي في المشرق العربي.

كما ذكر السنيورة عدّة مشكلات تواجه الثقافة العربية والكتاب العربي ومنها القلة النسبية للقرّاء وصعوبات تصدير الكتاب وقلّة الاستثمارات في تطوير صناعة الكتاب. والمشكلتان الأكبر هما: أولاً استيلاء وسائل التواصل الاجتماعي على اهتمامات شبابنا وشاباتنا. وثانياً عدم ظهور النهوض العربي الكافي في ظل الأزمات والنزاعات والصراعات المتناسلة في أكثر من بلد عربيّ.

وأضاف: إنّ وسائل التواصل الاجتماعي لا بدّ من التلائم معها بإكسابها مستوى ثقافياً معقولاً. كما أشار إلى مشكلة التضاؤل الثقافي التي لا تحلها إلا إرادة نهضوية لا تأبه للصعاب وتتحدّى إرغاماتها.

وقال السنيورة: في المِحَن ينبغي العودة إلى المبادئ والأسس، إلى المرتكزات، إلى الملح الذي نملّح به خُبزنا، حيث ليس لنا في مواجهتها على المستوى العربي إلا التأكيد على فكرة الديمقراطية الجامعة والمستنيرة والمتقبلة والمحتضنة للآخر المختلف ولو اختلف هذا الآخر بالمعتقد والعرق والفكر والدين والمذهب، لأنه علينا الاعتراف بهذه الفروق والاستفادة من هذا الثراء الذي يؤمّنه ويضفيه هذا التنوّع وهذا الاختلاف من ضمن الوحدة.

وختم السنيورة بتوجيه الشكر إلى الناشرين اللبنانيين والنادي الثقافي العربي الذي كان هو عضو فيه ورئيساً له.

جائزة أفضل كتاب إخراجاً

واختُتم حفل الافتتاح بتوزيع الدروع على الفائزين في جائزة أفضل كتاب إخراجاً. حيث فاز في المرتبة الأولى كتاب «قصور ومتاحف من لبنان» للمؤلف سمير البساط. جنوب برس إدفيرتايزنغ/ صيدا. تصوير رمزي حشيشو وكامل جابر 2017 .

أما في المرتبة الثانية، فقد فاز كتاب «أندلس الشعراء» للشاعر محمد بنيس/ المركز الثقافي للكتاب 2017.

كما احتلت المرتبة الثالثة موسوعة «النباتات في بلاد الشام» للمؤلف د. محمد علي شقص دار النفائس2017/ جزءان .

أما جائزة أفضل كتاب إخراجاً لكتب الأطفال فقد كانت المرتبة الأولى من نصيب قصة «استقويت فندمت» للمؤلف سديم النهدي دار العلم للملايين 2017. رسوم ميرا المير وماريلين الحايك .

وفي المرتبة الثانية فازت قصة جدتي… طفلة رائعة تأليف أميمة علّيق دار البنان رسوم فرشته نجفي2017.

وأخيراً كانت المرتبة الثالثة لقصة «لغتي هويتي» تأليف رانيا زبيب ضاهر دار النديم 2017 ، رسوم سحر عبد الله.

أجواء عامّة

ورافق افتتاح المعرض، معرض فنّ تشكيلي يشارك فيه أكثر من 50 فناناً، ويستمرّ طوال فترة المعرض الذي تختتم فعالياته في 13 كانون الأول الحالي.

ويضمّ المعرض هذه السنة 160 دار نشر لبنانية و65 داراً عربية وأجنبية، ويعزّز دورته الحالية برنامج ثقافي أعدّه النادي الثقافي العربي ونقابة اتحاد الناشرين. وذكر تميم أن الجديد هذه السنة، إقامة يوم أوكراني لمناسبة مرور 25 سنة على العلاقات الدبلوماسية بين لبنان وأوكرانيا.

وسيحتفي المعرض بأوكرانيا من خلال عدة فعاليات وأنشطة فنية خاصة بها ليتعرف الجمهور اللبناني إلى ثقافة أوكرانيا وفولكلورها. حيث ينظّم المعرض في 10 كانون الأول «يوم أوكرانيا»، وسيقدّم عرضاً مسرحياً موسيقيّاً بعنوان «الجدّة»، من تنفيذ طلاب استديو المسرح في المركز الثقافي الأوكراني.

كذلك ستعرض مسرحية راقصة بعنوان «كيريلو كوجمياكا» من تنفيذ طلاب استديو الرقص «فيسنا» الربيع ، وعروض راقصة لفرقة الرقص الاحترافي الأوكراني في بيروت «زيركا» النجمة .

كما سيعرض الناشرون الأوكرانيون ومنظّمو معارض الكتب الأوكرانية نتاجهم الكتبي. وفي الجانب الفولكلوري، ستنظم فرقة «أونوكي» الأحفاد عرضاً موسيقيّاً عن عيد الميلاد الأوكراني، إضافة إلى أداء للأغنيات الأوكرانية من قبل السفير الأوكراني في لبنان.

وتحمل الدورة الواحدة والستين من معرض بيروت العربي الدولي للكتاب مفاجآت لزوّاره وروّاده هذه السنة، إذ تغيب عنها بعض دور النشر العربية، والتي كانت تشارك بقوة في هذا المعرض، حيث تغيب عنه وللسنة الثانية المملكة العربية السعودية.

وهناك غياب خليجيّ جديد أيضاً والمتمثل في الكويت التي كان جناحها مقصداً للقرّاء، بسبب قيمة منشوراتها العلمية وأيضاً بسبب أسعارها الزهيدة، حيث كان الزائرون يلتقطون الفرصة لشراء ما فاتهم من السلاسل الأدبية والفكرية.

أما المشاركة المصرية فجاءت بشكل رسمي ممثلة بوزارة الثقافة المصرية، ما سيتيح لزوّار المعرض التعرّف إلى الكثير من إصدارات الهيئة المصرية العامة للكتاب التي كانت تتواجد في وقت سابق في المعرض، إنما على مستوى ضيّق.

كما تشارك سلطنة عُمان بشكل رسمي ممثلة بوزارة الثقافة العمانية، فيما تشكّل المشاركة السورية العدد الأكبر في المشاركة العربية، كون دور النشر السورية تجد في معرض بيروت فرصة للترويج لإصداراتها بشكل أكبر، بسبب قرب بيروت من دمشق.

السنيورة وإيران

وخلال جولة تفقدية بعد افتتاح المعرض، رحّب السنيورة بمشاركة ايران في المعرض وأهمية الاطّلاع على منتوجها الثقافي. آملاً في أن تتحوّل الخصومة إلى صداقة وتفاهم وتعاون مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية كدولة صديقة نرغب في أفضل العلاقات معها.

وعن الأجواء الإيجابية حول الأزمة السياسية في البلاد، أمل في أن تصل إلى الخواتيم المرجوّة وأن تتبدّد الأسباب والدوافع التي أدّت بالرئيس سعد الحريري إلى «الاستقالة»، وأن يجري التفاهم الفعلي حول كل ما يحفظ وحدة البلد واستقراره.

وبالنسبة إلى الحديث عن التعديل الحكومي أجاب أن الآلية الدستورية واضحة وهذا الأمر يقرّره رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى