موجة غضب واستنكار عارمة لقرار ترامب بشأن القدس المحتلة: لإغلاق سفارات أميركا ومقاطعة بضائعها ودعم المقاومة وتصعيد الانتفاضة الفلسطينية في وجه العدو «الإسرائيلي»

أثار قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب باعتبار القدس المحتلة عاصمة للكيان الصهيوني ونقل السفارة الأميركية من تل أبيب إليها موجة استنكار عارمة بالتوازي مع مسيرات واعتصامات غضب في المخيمات الفلسطينية ودعت المواقف إلى مواجهة القرار الأميركي الخطير بمقاطعة البضائع الأميركية ودعم المقاومة على الصعد كافة وتصعيد الانتفاضة ضد الكيان «الإسرائيلي» الغاصب.

وفي السياق، أكد مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان أن «نقل السفارة الأميركية الى القدس والاعتراف بالمدينة المقدسة عاصمة لإسرائيل، هو تحدٍّ سافر واستفزاز لمشاعر الفلسطينيين والعرب والمسلمين ما يحوِّل المنطقة إلى كرة لهب من الصراعات التي حتماً ستؤدي إلى عواقب وخيمة تنعكس سلباً على المنطقة والمجتمع الدولي، وستكون لهذا الأمر تداعيات خطيرة في المنطقة العربية والإسلامية».

وشدّد على أن «الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل هو أمر مرفوض وخطوة في القضاء على القضية الفلسطينية التي لم ولن يسمح العرب والمسلمون إلا بمزيد من المواجهة والتصدّي للعدو الإسرائيلي بشتى الطرق، التي هي حق مشروع في الدفاع عن فلسطين المحتلة من الكيان المغتصب لأرض فلسطين العربية».

ودعا الى «تفعيل انتفاضة الشعب الفلسطيني بدعم عربي ودولي ضد العدو الإسرائيلي لوضع حد لهذا التمادي للمحافظة على الهوية العربية في القدس الشريف وفلسطين. كما دعا قادة الدول العربية والإسلامية الى اتخاذ إجراءات عاجلة للتصدي لهذا الإجراء حفاظاً على عروبة القدس الشريف، لأنها تعني الكثير للفلسطينيين والعرب والمسلمين فهي عاصمة لفلسطين وليست عاصمة للكيان الصهيوني المغتصب لأرض فلسطين».

فرنجية

واعتبر رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية في تصريح له عبر مواقع التواصل الاجتماعي أن نقل السفارة الأميركية إلى القدس بأنه «فعل تحدّ لكل عربي وضرب لكل المقرّرات والاتفاقيات العربية والدولية»، مؤكداً أن « فلسطين القضية والبوصلة والقدس عاصمة فلسطين».

واستنكر وزير الدولة لشؤون مكافحة الفساد نقولا تويني في تصريح له اعتبار القدس عاصمة «إسرائيل»، مؤكداً أن «القدس قبلة المسيحيين وثاني القبلتين للمسلمين لن تكون إلا عربية مهما قرّر الغرب في شأنها».

وأضاف: «لقد نبش العدو أرض فلسطين من الجليل إلى النقب ولم يكتشف دليلاً واحداً للخرافات المؤسِسة للدولة العبرية».

وقال: «كفى تحايلاً على التاريخ. إن الشعوب الشرقية قد استيقظت ولن ترضخ بعد اليوم».

وزراء ونوّاب سابقون

من جهته، أكد النائب السابق لرئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي أن «قرار نقل السفارة الاميركية الى القدس هو هدف كبير وقديم واستراتيجي لكيان العدو والولايات المتحدة التي كانت تجس النبض كل سنة ومع مجيء كل رئيس لبحث إمكانية تحقيق هذا الهدف، ولكن الظروف الموضوعية حالت دون تنفيذه».

وأشار الفرزلي الى أن «الولايات المتحدة تآمرت مع كيان العدو واستهدفت الدول التي من الممكن أن تشكل الحاضنة الحقيقة للمشروع المضاد لفكرة تحويل القدس إلى عاصمة لإسرائيل»، لافتاً إلى أن الأحداث العربية لم تكن عن عبث، بل هي نتيجة مؤامرة لإسقاط قدرة دول العالم العربي والإسلامي وخصوصاً الدول المحاذية لـ «إسرائيل» من أن تشكل رأس حربة للحؤول دون تحقيق هذا الهدف، فكانت أحداث سورية والعراق وكان عدوان تموز 2006 على لبنان، وإشغال مصر بصراعاتها الداخلية، مستنكراً موقف دول الخليج التطبيعي مع كيان العدو، داعياً العرب والمسلمين الى إعادة تحديد بوصلة الصراع واعتبار «إسرائيل» العدو الأول، مشدداً على ضرورة توحيد الصفوف والمواقف.

وأكد رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن «أن إعلان القدس عاصمة إسرائيل، هو أمر بالغ الخطورة على صعيد تداعياته السلبية على مستقبل دولة فلسطين واستقرار المنطقة. وإن دلّ على شيء، فعلى انهيار خلقي على مستوى القيم والمبادئ والقوانين التي تغنت بها أهم مؤسسة عالمية تحمي هذه الحقوق، وهو يمثل، بمجرد إعلان القدس عاصمة أبدية لإسرائيل، مسيرة صلب المسيح الجديدة ومسرى إعراج النبي في منعرجات الهياكل المقدسة لادعاء السرقة الموصوفة لأهم معالم الأديان في العالم».

وختم «إن هذا الإعلان يعني السلام على «مدينة السلام» وعلى السلام العالمي في الشرق الأوسط».

وقال رئيس تيار الكرامة الوزير السابق فيصل كرامي على القرار الأميركي «إن قرار دونالد ترامب بنقل السفارة الأميركية إلى القدس يمثّل بكثير من الوضوح المستوى الذي وصلت اليه كرامة العرب وكرامة المسلمين لدى رئيس دولة عظمى لم تعُد تمتلك من العظمة سوى الوقاحة والفجور».

وختم: «على العرب والمسلمين في هذه اللحظات أن يبحثوا عن كرامتهم كما يبحث المرء عن إبرة في كومة قش».

وقال الأمين العام لـ «حركة النضال اللبناني العربي» فيصل الداود في بيان إن الرئيس ترامب «لم يفاجئنا بنقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس، وهذه سياسية أميركية ثابتة تجاه الكيان الصهيوني مهما تبدّل الرؤساء في البيت الأبيض، الذي يؤكد دائماً استراتيجيته في الحفاظ على أمن العدو الإسرائيلي، وإبقائه القوة الإقليمية الأولى في المنطقة، تسليحاً وتمويلاً، والحماية السياسية في المنظمات الدولية».

وأضاف: «المخطّطات الأميركية لأمتنا وشعوبنا نعرفها، لكن مشكلتنا هي في أنظمة عربية تنفذ هذه المخططات، والدليل على ذلك، محاولة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إقناع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بالموافقة على أن تكون منطقة أبو ديس بديلاً من القدس عاصمة لدولتهم، وهذا التوجّه السعودي، لتمرير ما يُسمى صفقة القرن».

وأكد أن «مصيبتنا هي بيهود الداخل، الذين تآمروا على فلسطين وشعبها وما زالوا، وهؤلاء لن يتمكنوا من بيع فلسطين او تضييع قضيتها، وأن المقاومة في شعبنا أقوى منهم، وهي تحقق الانتصارات في لبنان وفلسطين».

واعتبر أن «في الشعب الفلسطيني من الارادة الوطنية والصلابة القومية، ما سيمكنه من المواجهة والمقاومة، كي لا يتحقق وعد بلفور جديد في صفقة ترامب ببيع القدس».

وغرّد الأمين العام لـ «التنظيم الشعبي الناصري» الدكتور أسامة سعد عبر «تويتر»، قائلاً «واشنطن تنقل سفارتها إلى القدس… التمادي في استباحة القدس أمر خطير، واستباحة دماء وكرامة وحرية الشعب الفلسطيني والشعوب العربية من كل حدب وصوب، والإيغال فيها أشدّ وأدهى، لعل الفجر العربي ليس ببعيد».

ورأى النائب السابق إميل لحود، في تصريح أن «مَن اتهم خط المقاومة باللغة الخشبية، أو مَن كرّم العسكريين الإسرائيليين بشرب الشاي، أو مَن طالب بتفكيك شبكات اتصال المقاومة، أو مَن تآمر من أجل نزع سلاح حزب الله، نقول له أنظر الى ما يحصل في فلسطين المحتلة التي تتحول فيها القدس، المدينة الرمزية لدى المسيحيين والمسلمين، إلى عاصمة لكيان محتل».

وقال لحود، في بيان «لولا المقاومة لكانت بيروت التي احتلت في العام 1982 عاصمة ثانية لإسرائيل، ولولا المقاومة لكان الجيش الإسرائيلي يقيم الحواجز على طريق بعبدا وعلى مداخل ساحة النجمة والسراي الحكومي منذ العام 2006، ولولا هذا النهج الممانع الذي انتهجته سورية الصلبة لكانت دمشق أصبحت تحت إمرة أمير من «داعش» يتلقى الأوامر من تل أبيب».

أضاف «فليسمح لنا أصحاب نظرية النأي بالنفس والالتفاف على حزب الله، وليكفوا عن لغة الاستسلام وعن تحييد إسرائيل والنأي بالنفس عن ارتكاباتها في حق السيادة اللبنانية، براً وبحراً وجواً».

وأشار إلى أن «بعض العرب، من اللاهثين وراء التطبيع مع إسرائيل، أصدروا البيانات المعترضة على إعلان إسرائيل عاصمة للقدس، ولكن ماذا تنفع البيانات في غياب القوة التي لا تستخدم إلا ضد الاطفال في اليمن؟ أما القوة فموجودة في سورية، حيث أسقطت قوى عظمى وتنظيمات إرهابية تتلقى التمويل والتدريب، وستستمر المواجهة مع إسرائيل حتى زوالها مع أزلامها في الداخل اللبناني والعربي، فنحن لا ننأى بأنفسنا لا عن كرامتنا ولا عن حقنا».

أحزاب وتيّارات

ووجّه الأمين العام للمؤتمر العام للأحزاب العربية قاسم صالح نداءً إلى الأحزاب العربية وشعوب العالم استهلّه بالقول «يأتي إعلان الرئيس الأميركي ترامب عن نقل السفارة الأميركية إلى القدس والاعتراف بها عاصمة للكيان الصهيوني ليشكّل حدثاً خطيراً تجري التهيئة له بكل صفاقة واستخفاف بالحقوق التاريخية الثابتة للشعب الفلسطيني والقوانين الدولية وقرارات الأمم المتحدة، والضرب بعرض الحائط بكل ذلك وتحدي الشعوب العربية وأحرار العالم لتضع الإدارة الأميركية نفسها ومن معها في مواجهة الأمة كلها.

إن هذه الخطوة الخطيرة ستشكل إعلان مواجهة مفتوحة مع أمتنا، فهذا الإجراء ليس إجراءً إدارياً أو دبلوماسياً أو معنوياً عابراً، بل هو عدوان واضح ورسالة سياسية وهي الاعتراف الكامل بشرعية الاحتلال على القدس المحتلة، وهذا سيشكّل تحدياً مباشراً وعدواناً سافراً على حق ثابت من حقوقنا واستهدافاً لأقدس مقدسات الأمة والمساس بكرامتها وحقوقها التي لا تقبل التنازل».

إن الحكومة الأميركية لم تكن لتتجرّأ على هذه الخطوة لولا تردي الواقع العربي للمستوى الذي وصل إليه ولهاث عدد من الأنظمة العربية وعلى رأسها السعودية، وذلك التماهي مع مخططات الاحتلال والتهيئة الإعلامية لتحرّر مشروع التطبيع وتسويق ما يُسمّى «صفقة القرن» التي يعمل على فرضها الرئيس ترامب.

إن الإدارة الأميركية الحالية ومن خلال هذه الخطوة المدانة حكماً، والتي ترمي من خلالها إلى حل أحادي أميركي صهيوني للقضية الفلسطينية وابتزاز السلطة الفلسطينية للعودة إلى المفاوضات العبثية، وهذا هو محور هذه الخطوة الأميركية.

إن الأمانة العامة للمؤتمر العام للأحزاب العربية، إذ تدين بشدة هذه الخطوة الأميركية، فإنها تدعو إلى:

1 – ندعو الحكومات العربية والإسلامية إلى إغلاق السفارات الأميركية في حال أقدمت إدارة ترامب على نقل سفارتها للقدس.

2 – ندعو أبناء شعبنا في فلسطين وفصائله المقاومة إلى تعزيز الوحدة الوطنية والالتحام بالشعب، ونبذ الخلافات وتعزيز دور المقاومة كخيار وحيد ضد هذا العدو الصهيوني ومن معه.

3 – ندعو الدول التي وقعت اتفاقيات إذعان مع العدو الصهيوني إلى إلغاء هذه الاتفاقيات المذلّة وطرد السفراء والدبلوماسيين الصهاينة، كما ندعو السلطة الفلسطينية إلى وقف التنسيق الأمني مع العدو.

4 – نتوجّه بالنداء إلى كل الأحزاب العربية والتيارات السياسية والاتحادات والهيئات والنقابات إلى البدء بتحرك شعبي في الساحات العربية كلها، رفضاً لهذا القرار وتأكيداً على تمسك شعوبنا بالقضية الفلسطينية وتحرير فلسطين كل فلسطين.

5 – ننادي بضرورة عقد اجتماع طارئ للمؤتمر العربي العام الذي يضمّ المؤتمرات الثلاثة واتحادات وهيئات عربية للوقوف أمام هذا الحدث الجلل واتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهته.

6 – نؤكد أن المقاومة بأشكالها كافة وخاصة المسلحة منها، هي خيارنا الوحيد الذي أثبت نجاعته.

7 – تدعو الأمانة العامة إلى تفعيل لجان مقاطعة البضائع الأميركية والشركات الداعمة للعدو الصهيوني ومقاومة التطبيع معه.

من ناحيته، لفت نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ، إلى أنّ موقف ترامب يعني أنّ واشنطن أعلنت صراحة ما كانت تخفيه دائماً، ويعني إنهاء حلّ الدولتين وعملية التسوية وانتهاء مرحلة الحديث عن الحل السياسي، مؤكّداً أنّه «يجب دعم خيار المقاومة على المستويات كافّة من الآن فصاعداً».

وأشار قاسم، في حديث تلفزيوني، إلى أنّ «ترامب يقول إنّ إسرائيل هي الأساس ولا وجود لفلسطين ولا قيمة للتسوية»، لافتاً إلى أنّ «من خلال المقاومة، تحرّر جنوب لبنان وتبيّن أنّ إسرائيل يمكن أن تُهزم ويمكن تحرير الأرض بفعل المقاومة»، مركّزاً على أنّ «ترامب أعلن اليوم صراحة انتهاء الحلّ السياسي بشأن القضية الفلسطينية »، مشدّداً على أنّ «تصرّفات إسرائيل هي تصرّفات العاجز وتقصف أماكن خالية لتقول إنّها تعمل في الميدان».

من جهته، رأى حزب الاتحاد في بيان لمكتبه السياسي أن «الاتصال الذي أجراه الرئيس الأميركي برؤساء العديد من الدول العربية وإبلاغهم رغبته في تنفيذ وعده بنقل السفارة الأميركية لنقل سفارة بلاده إلى القدس، يؤكد أن الرعونة هي السمة الأبرز في سياساته، حيث يحمل روح العداء للحق العربي في فلسطين، ويمثل السياسة الأميركية المنحازة للصهاينة، أعداء الإنسانية، وأن هذه الرغبة الاميركية جاءت بعد مئة عام من الوعد البريطاني بإنشاء وطن قومي يهودي في فلسطين»، مؤكداً أن القدس لن تكون إلا عاصمة لدولة فلسطين».

ودعا «الأمة إلى الحذر مما يُخطّط لها واليقظة لمصيرها، لأن الخنوع والاستسلام سيسلب منها كل مقوّمات القدرة على المواجهة، والعرب والمسلمين إلى عمل جاد يتجاوز الخطابات والمواقف إلى قطع العلاقات بكل أشكالها مع الإدارة الأميركية، ومقاطعة البضائع الأميركية بأنواعها كلها، ودعوة العمال العرب والمسلمين على مدى العالمين العربي والإسلامي إلى أن يكونوا الأداة الصلبة في تنفيذ ذلك وعدم تزويد الطائرات والسفن الأميركية وأي مؤسسة أميركية قائمة على أرضهم أي نوع من الخدمات والموارد».

وأكد «تجمّع العلماء المسلمين»، في بيان أن هذا القرار الإجرامي يجب ألاّ يمر وتجب مواجهته بكل الوسائل الممكنة ومن دون حدود.

واعتبر أن «نقل سفارة الولايات المتحدة الأميركية الى القدس احتلال أميركي لقطعة الأرض التي تنشأ عليها السفارة، تعطي للفلسطينيين حق تحريرها بكل الوسائل الممكنة، ولن يهنأ قاطنوها بالأمن والأمان وهم هدف مشروع للفلسطينيين كما الاحتلال الصهيوني وجيشه».

ودعا «منظمة المؤتمر الإسلامي الى اعلان موقف واضح وحاسم من هذه القضية، كما دعا السلطة الفلسطينية الى إعلان إلغاء كل الاتفاقات الموقعة في أوسلو وغيرها، وإلغاء التنسيق الأمني مع الكيان الصهيوني والتوجّه لدعم المقاومة كخيار وحيد لتحرير فلسطين.

وقالت ندوة العمل الوطني في بيان «من المعروف عن ترامب أن وعوده في حملته الانتخابية لن يتراجع عنها، إذا ما انتُخب رئيساً للجمهورية، فماذا فعل القادة العرب حيال ذلك خلال العام الذي انقضى منذ انتخابه رئيساً؟ تهافتوا على تعظيم شأنه ونيل مباركته واشتروا أسلحة بمليارات الدولارات من الولايات المتحدة. كما قام بعضهم باتصالات سرية وعلنية مع المسؤولين الإسرائيليين تمهيداً لما سُمي بصفقة القرن بإشراف ترامب وصهره اليهودي كوشنير لإنهاء القضية الفلسطينية، بل قتلها إكراما للحلف الأميركي ــ الصهيوني.

ودعت الندوة «الحركات الفلسطينية جمعاء إلى التوحد في مواجهة العدو الإسرائيلي، وذلك عبر الكفاح المسلح كما دعت «بعض القادة الفلسطينيين الذين اعتبروا أن المفاوضات هي السبيل الوحيد للوصول إلى حقوق شعبهم، لأن يتخلوا عن هذا الطريق المسدود ليعودوا إلى أصولهم الكفاحية أو أن يستقيلوا من مناصبهم». ودعت إلى عقد مؤتمر استثنائي للقيادات الوطنية في العالم العربي في القريب العاجل لأجل اتخاذ القرارات العملية لمواجهة الوضع الخطير الراهن.

وأعلن الاتحاد العمالي العام تضامنه المطلق مع الشعب الأبيّ في فلسطين والمناضل بوجه الهجمة الصهيونية الأميركية المتجددة عبر ما يجري تدبيره من اعتراف أميركي بالقدس عاصمة أبدية لـ «إسرائيل»، لما لذلك من تداعيات كارثية على الشعب الفلسطيني والشعوب العربية والإسلامية والمسيحية لكون القدس عاصمة دولة فلسطين هي ملتقى للحضارات وتمثل صرحاً إنسانياً مسيحياً إسلامياً يخطط لهدمه لمصلحة كيان عنصري غاصب قام على التدمير والتهجير والقتل والاغتصاب وما برح يأخذ وجوهاً متعددة تفضي كلها إلى استكمال مخطط ممنهج يفرِّغ فلسطين من أهلها ويُقسم المقسّم من الدول العربية وينهب خيراتها ويقضي على اقتصاداتها.

وأهاب الاتحاد بالعمال الفلسطينيين والعرب وكل مكوّنات الشعوب العربية الوقوف صفاً واحداً بوجه هذه الهجمة الجديدة لمنع الصهاينة والأميركيين والإمبرياليين من إكمال مخطّطهم الدنيء واتخاذ الإجراءات الكفيلة بوقف مؤامرة دول العدوان على غرار ما جرى بعد الاعتداء الثلاثي على مصر في العام 1956.

بدوره، أشار رئيس «تيار صرخة وطن» جهاد ذبيان إلى ان الادارة الأميركية الحالية بقيادة ترامب تأخذ على عاتقها مسألة تكريس القدس عاصمة للكيان الصهيوني الغاصب في فلسطين المحتلة، وهي تعمل على تهيئة الأجواء المناسبة للقيام بهذه الخطوة من خلال نقل السفارة الاميركية الى القدس، مستغلة الأوضاع الأمنية المتدهورة التي تمر بها المنطقة العربية، وفقاً للمخطط الأميركي «الاسرائيلي» المرسوم بهدف تمرير مخطط تصفية القضية الفلسطينية .

ولفت إلى أن «ما تشهده المنطقة من تطوّرات هو دليل على وجود تسوية كبرى تعمل عليها بعض الجهات الغربية بالتنسيق والتكافل مع بعض الدول العربية المتواطئة مع المشروع الصهيوني، لكن هذه التسوية لن تكون على حساب فلسطين وشعبها بظل وجود قوى المقاومة الرافضة لأي تنازل عن القدس».

واستقبل الحزب الشيوعي اللبناني وفداً من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وتناول الاجتماع، بحسب بيان، «المستجدات السياسية الخطرة المتمثلة بتصفية القضية الفلسطينية التي تعمل عليها الولايات المتحدة والكيان الصهيوني والأنظمة العربية الرجعية الحليفة لهما، والتي وصلت اليوم إلى قرار نقل السفارة الأميركية إلى «القدس» والاعتراف بها كعاصمة للكيان الصهيوني، ما يشكل ذروة العدوان الهادف إلى تصفية القضية».

وأشار الى أن «ذلك يتطلب المواجهة وأوسع إدانة من كل القوى التقدمية والتحررية العربية والعالمية، والمبادرة إلى التحرك تعبيراً عن رفضها وغضبها لهذا القرار المزمع إعلانه».

كما استقبل أمين الهيئة القيادية في حركة «الناصريين المستقلين – المرابطون» مصطفى حمدان مسؤول العلاقات السياسية في «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» في لبنان أبو جابر مترئساً وفداً.

وبعد اللقاء، استنكر أبو جابر «المواقف الأميركية الموالية دائماً للكيان الصهيوني في ما يتعلق بنقل سفارتها إلى القدس»، وقال: «ما يوقفكم عند حدودكم هي انتفاضة فلسطينية عارمة، ومراجعة سياسية فلسطينية تزيل الانقسام وتوحّد الصف وتبني مؤسسات منظمة التحرير وتعلن خيار المقاومة من أجل تحرير الأرض وتحرير فلسطين وعاصمتها القدس الشريف».

من جهته، قال حمدان القدس محتلة، ولا يزيد ولا يؤخر على وضعها اذا انتقلت اليها السفارة أو لم تنتقل، معتبراً أن «كل ذرة تراب فلسطينية من النهر إلى البحر ومن كريات الى إيلات هي ذرة مقدسة كما تراب القدس. ولا يزايدنّ أحد علينا في موضوع نقل السفارة، ولو أراد ترامب نقل البيت الأبيض إلى القدس، لا يهمنا الأمر، لأننا سنحرر القدس حتى لو كان فيها سفارة».

وحذّر من «خطر هذا المخطط باستخدام عنوان النجاح في عدم نقل السفارة لفرض عملية السلام المذلّ».

وأدانت لجنة أصدقاء عميد الأسرى في السجون الإسرائيلية يحيى سكاف قرار الرئيس الأميركي الجائر، معتبرةً أنه يؤكد بالقول والفعل أن الإدارة الأميركية التي تدّعي دفاعها عن الديمقراطية وعن حقوق الإنسان هي الداعم الأول والأساسي للعدو الصهيوني الذي يعتدي يومياً على الشعب الفلسطيني والمقدّسات الإسلامية والمسيحية أمام مرأى المجتمع الدولي، ودعت اللجنة كافة الأحرار والشرفاء في أنحاء العالم إلى الانتفاض ورفع الصوت عالياً في وجه هذا القرار، لأن مدينة القدس هي العاصمة الأبدية لفلسطين.

وأكدت اللجنة أن الردّ المناسب على هذا القرار هو بتمسك الشعب الفلسطيني بالمقاومة والكفاح المسلح وتصعيد العمل المقاوم ضد الاحتلال وعدم المراهنة على أي خيارٍ آخر، لأن التجارب أثبتت أن المقاومة هي السبيل الوحيد لتحرير الأرض والمقدسات والأسرى.

اعتصامات ومسيرات

إلى ذلك، نفّذ ممثلو القوى الفلسطينية الوطنية والإسلامية في مخيم عين الحلوة اعتصاماً في الشارع «الفوقاني» للمخيم بالقرب من مدرسة السموع، بدعوة من القيادة السياسية الفلسطينية الوطنية والإسلامية في منطقة صيدا، تنديداً بالقرار الأميركي. وتخلل الاعتصام الذي شارك فيه طلاب المدارس وحشد من أبناء المخيم، كلمة لكل من أمين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في منطقة صيدا ماهر شبايطة وأمين سر قوى التحالف الفلسطينية ومسؤول حركة حماس في منطقة صيدا أيمن شناعة، شدّدا فيها على «الرفض المطلق للقرار الأميركي بالاعتراف بالقدس عاصمة الكيان الصهيوني تمهيداً لإلغاء الدولة الفلسطينية»، مؤكدين «أن لا وطن للشعب الفلسطيني والشتات سوى فلسطين وعاصمتها القدس».

وأكدا أن «هذا القرار لن يمرّ، لما سيترتّب عليه من تداعيات وغضب من قبل الشارع العربي والإسلامي في كل أنحاء العالم».

وأقامت الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية والأهلية مسيرات في مخيمات منطقة صور، رفضاً واستنكاراً لقرار ترامب.

وشارك في المسيرة التي دعت إليها الفصائل في مخيم البص ما يقارب الـ 2000 طالب وطالبة من مدارس «أونروا» في المخيم.

وألقى كلمة الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية والأهلية المسؤول السياسي لحركة حماس في منطقة صور عبد المجيد العوض أكد فيها أن «قرار الإدارة الأميركية يأتي ضمن سلسلة قرارات تتخذها الإدارة الأميركية انحيازاً للاحتلال الغاصب، وهذا القرار لن يغيّر الهوية والتاريخ، فالقدس عاصمة الدولة الفلسطينية واستهدافها هو عدوان مباشر على الأمة كلها وعلى الشعب الفلسطيني الصامد في الميدان».

كما عمت المسيرات مخيم البرج الشمالي ومخيم الرشيدية وتمّ التأكيد على رفض قرار ترامب، باعتباره قراراً مجحفاً بحق الشعب الفلسطيني الذي يناضل من أجل تقرير مصيره.

كذلك نظمت الفصائل الفلسطينية و»اللجان الشعبية في الشمال» اعتصاماً أمام مكتب مدير خدمات «أونروا» في مخيم البداوي، للتعبير عن رفضها واستنكارها لقرار ترامب.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى