فقط هي المقاومة

ـ من يستطيع اليوم بعد الإعلان الأميركي عن اعتماد القدس عاصمة لـ«إسرائيل» أن يقول إنّ التفاوض يشكل طريقاً لحفظ حقوق الشعب الفلسطيني وكلّ فلسفة التفاوض تقوم على فرضية تشكيل بيئة عربية وفلسطينية تتبرّأ من المقاومة لإرضاء أميركا أملاً بضغط أميركي على «إسرائيل» للتنازل والقبول ببعض الحقوق الفلسطينية وأهمّها قبول القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطينية ولو منقوصة السيادة، وها هي أميركا بعد ثلاثة عقود من المسار التفاوضي تقول الكلمة الفصل بصدد هذه الفرضية؟

ـ كما قال ترامب إنّ عدم توقيع قرار نقل السفارة لم يجلب السلام مستطرداً فلنوقّع إذن، المنطق الفلطسيني الطبيعي يقول طالما أنّ خيار التفاوض ووقف المقاومة لم يجلب سلاماً ولا حقوقاً فلنعد إلى مربع المقاومة إذن ونغادر مربع التفاوض ومن المستحيل الجمع بينهما.

ـ أمام الفلسطنيين والعرب والعالم نموذجين للتعامل مع «إسرائيل»… نموذج يقوم على التطبيع ومراعاة السياسات الأميركية والبحث عن فتح حروب وفتن جانبية تتزعّمه السعودية، ونموذج مقاومة «إسرائيل» وجعل فلسطين البوصلة والإشتباك مع السياسات الأميركية ووأد الفتن والحروب الجانبية بقطع رأسها لردّ الاعتبار للصراع الرئيسي وعنوانه فلسطين وموضوعه «إسرائيل» وقلبه القدس وتقوده فصائل المقاومة الفلسطينية ومحور المقاومة في لبنان وسورية والعراق واليمن وإيران.

ـ لم يعد ممكناً التوهّم بالدخول بخط الوسط بين هذين المحورين لمن تعنيه فلسطين.

ـ طريق فلسطين هو طريق واحد… فقط المقاومة ومن لا يريدها يقول علناً ولا يحرجه القول إنّ فلسطين ليست أولوية والقدس ليست مقدّسة و«إسرائيل» ليست عدواً.

التعليق السياسي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى