نصرالله: قرار ترامب العدواني بداية النهاية لـ«إسرائيل» والمطلوب لَمّ شمل المقاومين ووضع استراتيجية موحّدة للمواجهة الكبرى

أكّد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أنّ قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيكون بداية النهاية لـ«إسرائيل»، مشيراً إلى أنّ محور المقاومة الذي شارف على إنهاء معاركه في الإقليم، سيعود لتكون القدس وفلسطين والمقاومة الفلسطينية في رأس أولويّاته، داعياً إلى التئام صفوف المقاومين جميعاً لوضع استراتيجية موحّدة للمواجهة، ولوضع خطة ميدانية تتوزّع فيها الأدوار وتتكامل في هذه المواجهة الكبرى.

كلام السيد نصرالله جاء في ختام تظاهرة جماهيرية ضخمة نظّمها حزب الله بعد ظهر أمس في الضاحية الجنوبية لبيروت، تضامناً مع القدس وفلسطين والمقدّسات، ورفضاً للقرار الأميركي الغاشم باعتبار القدس عاصمة للكيان «الإسرائيلي».

انطلقت المسيرة التي شاركت فيها الأحزاب الوطنية والقومية والفصائل الفلسطينية، من أمام «مجمع سيد الشهداء» وحتى مستديرة الكفاءات، حيث ألقى السيد نصرالله كلمة متلفزة استهلّها بالقول: «أرحّب بكم جميعاً وبجميع الذين شاركونا في هذه التظاهرة الجماهيرية الكبيرة، من الأحزاب والتيارات والقوى الوطنيّة والإسلامية، وأخصّ بالذكر الإخوة والأخوات في حركة أمل، وكذلك أهلنا الكرام في المخيمات الفلسطينية، فلسطينيّي الشتات، فلسطينيّي المخيمات، الذين ما زالوا يتمسّكون ويمسكون بحق العودة، ويرفضون التوطين ويرفضون الوطن البديل ويربّون أولادهم وأحفادهم على حلم العودة إلى فلسطين، إلى كلّ فلسطين، هذا الحلم الذي سيتحقّق، وقريباً جداً جداً».

كما توجّه «بتحية التقدير والتعظيم والإكبار للشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلّة، في غزة والضفة والقدس والـ48، في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس، على وقفته التاريخية وحركته السريعة منذ الساعات الأولى لصدور قرار العدوان الأميركي الذي أعلنه ترامب باعتباره واعترافه بالقدس عاصمة لـ«إسرائيل». هذا الشعب الصامد المضحّي صاحب التضحيات الجِّسام الذي يواجه اليوم بصدره، بالحجارة، بالقبضة العزلاء وبالسكين هذا العدوان، ليدافع عن القدس ومقدّسات الأمّة كلّها، مقدّسات كلّ المسلمين في العالم ومقدّسات كلّ المسيحيين في العالم. فله منّا كلّ التحية والإشادة والتقدير والتعظيم والإجلال والانحناء باحترام».

وقدّر عالياً «جميع المواقف التي صدرت رافضةً لهذا العدوان الأميركي السافر والبغيض على القدس وعلى القضية الفلسطينية وعلى كرامة هذه الأمّة، ومن ضمنها يجب أن نقدّر مواقف جميع الدول والرؤساء والحكومات في العالم، الذين رفضوا قرار ترامب ولم يؤيّدوه ولم يستجيبوا له». وقال: «هذا أمر مهم يجب أن تنتبه إليه كلّ شعوبنا العربية والإسلامية التي تخوض هذه المواجهة في هذه الأيام. كان ترامب يتصوّر بأنّه عندما يعلن اعترافه بالقدس عاصمة لـ«إسرائيل»، وبكلّ تلك العنجهية والاستكبار الذي شهدناه منه، سيخضع له كلّ العالم وستتسابق عواصم العالم من أوروبا إلى العالمَين العربي والإسلامي، إلى روسيا، إلى الصين، إلى كندا، إلى أميركا اللاتينية إلى أستراليا، ستتسابق لتلحق به ولتعترف بما اعترف ولتعمل ما عمل، ولكنّه ووجه برفض العالم لعنجهيّته واستكباره وبدا ترامب، كما إدارته، غريباً وحيداً معزولاً، معه فقط «إسرائيل» الكيان الغاصب، صاحبة المصلحة الأكيدة في هذا القرار، هذا الأمر مهم جداً ويجب البناء عليه، ويجب أن تعمل الحكومات العربية والإسلامية على تحصين مواقف هذه الدول الرافضة للاعتراف بالقدس عاصمة لـ«إسرائيل»، لأنّه غداً سيبدأ العمل عليهم، دولة دولة، حكومة حكومة، اتصالات علنيّة واتصالات سرية لتتالى الاعترافات، وهذا ما يطمح إليه نتنياهو وتحدّث عنه بالأمس».

أضاف: «اليوم، وبعد كلّ الأحداث التي عصفت في منطقتنا، أن تخرج التظاهرات الشعبية، وأن تنظّم الاعتصامات الجماهيرية، وأن يعبّر الناس والنخب بكلّ أشكال التعبير عن موقفهم الرافض للعدوان الأميركي عن القدس وتضامنهم مع فلسطين وإحيائهم لذكرى وقضية فلسطين، من أوجب الواجبات الإعلامية والنفسية والمعنوية والروحية والسياسة، بل هو من الأشكال المهمّة جداً للتغلّب على نتائج السنوات العجاف التي عشناها في السنوات الماضية».

وتابع: «أنا أخاطبكم أنتم الذين تتظاهرون اليوم في ضاحية الوفاء والإباء، وأخاطب كلّ الذين تظاهروا وكلّ الشعوب العربية والإسلامية، وكلّ الجاليات العربية والإسلامية في العالم، وأقول لهم: إنّ تظاهراتكم اليوم هي على درجة عالية من الأهمية في سياق المواجهة القائمة مع هذا العدوان، اعرفوا قيمة حضوركم في الميادين وفي الساحات وفي التظاهرات وفي الاعتصامات وعلى مواقع التواصل الاجتماعي وبكلّ أشكال التعبير، لأنّ الرهان كان أنّكم نسيتم وأنّكم تخلّيتم وأنّكم تعبتم حتى عن أضعف الإيمان. إنّ هذا الاحتضان الشعبي الذي يعبّر عنه بالتظاهرات وغيرها يشكّل دعماً معنوياً كبيراً جداً للمقاومين والمنتفضين، حتى الذين يقاتلون في الساحات».

وأردف: «اليوم الشعب الفلسطيني الموجود في الصفوف الأمامية هو بحاجة إلى هذا الحضور الجماهيري والشعبي في كلّ الساحات. إنّ التظاهرات اليوم تشكّل البيئة الحاضنة لكلّ حركة المقاومة والمواجهة التي ستتصاعد في مواجهة هذا العدوان».

وأشار إلى أنّنا «قد نشهد بعض الخروقات كما حصل مع الوفد البحريني الذي ذهب إلى فلسطين المحتلّة»، مؤكّداً أنّ «هذا الوفد لا يمثّل شعب البحرين ولا علماء البحرين ولا إرادة البحرين، هذا الوفد يمثّل السلطة الغاشمة في البحرين، هي التي أرسلته، وفي هذا التوقيت، وحمّلته ما سُمّي برسالة الملك حول السلام والتسامح والعيش المشترك وما شاكل، مع من؟ مع المحتلّين، مع المغتصبين للمقدّسات، مع الذين يهوّدون القدس، مع الذين يسحقون عظام أطفال الفلسطينيّين في فلسطين، ولا يعبّر عن شعب البحرين، شعب البحرين خرج في يوم الجمعة في كلّ البلدات وفي كلّ القرى وفي كلّ المدن في تظاهرات بناءً على دعوة علمائه وقادته ليعبّروا عن تضامنهم مع فلسطين ومع القدس، وأُطلق عليهم الرصاص وقُمعوا وأُصيبوا بالجروح واعتُقل الكثيرون. هذه الفضيحة للسلطة في البحرين التي تقمع شعبها وتمنعه من التظاهر من أجل فلسطين، وفي الوقت نفسه ترسل وفداً للتطبيع مع العدو ومع الكيان الغاصب».

واعتبر أنّ «من فوائد القرار الأميركي، أن يُميز الخبيث من الطيب، ليس في البحرين فقط، بل على امتداد العالم العربي والإسلامي وفي كلّ العالم».

وقال السيد نصرالله: «أيضاً في سياق التحرّكات الشعبية، يجب أن نذكر ونخصّص شعبين، خرجا للدفاع عن فلسطين تحت الرصاص وتحت الحديد وفي أجواء القتل. كلّ الشعوب في كلّ العواصم خرجت، احترامنا لها، من إندونيسيا إلى آخر بلد عربي وإسلامي، لكن هناك شعبين خرجا وواجها الرصاص وتحت النار: الشعب الفلسطيني والشعب اليمني الذي خرج في صنعاء وفي صعدة بمئات الآلاف، وصنعاء وصعدة تقصفان في كلّ يوم وفي كلّ ليل من قِبل سلاح الجو التابع للعدوان السعودي الأميركي على هذا البلد وعلى هذا الشعب، وهذا يؤكّد أصالة الشعب اليمني ومظلوميّته وحقيقة موقفه تجاه القضايا الأساسية لهذه الأمّة».

أضاف: «إنّنا في لبنان اليوم نفتخر بإجماعنا الوطني، تعرفون أنّ اللبنانيين صعب جداً أن يُجمعوا على شيء، نفتخر بإجماعنا الوطني، حول القدس وحول فلسطين وحول الموقف من قرار ترامب المُدان والمستنكَر من قبل جميع اللبنانيين قاطبة، والمواقف التي أُعلنت من قِبل فخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس مجلس النوّاب والكتل النيابيّة والنوّاب في اجتماع المجلس النيابي الاستثنائي ودولة رئيس الحكومة ومختلف القوى السياسية والمكوّنات الشعبية في لبنان، وصولاً إلى الخطاب المميّز لوزير الخارجية اللبناني في اجتماع الدول العربية في القاهرة».

ولفتَ السيد نصرالله إلى أنّه «بدأت سريعاً نتائج قرار ترامب وبدأت مخاطره تظهر، ففي اليوم الثاني تماماً اجتمعت حكومة العدو وأعلنت عزمها على بناء 14000 وحدة سكنيّة في القدس، وعلى البدء بتغيير الأسماء العربيّة للشوارع فيها والباقي يلحق، كلّ المخاطر التي تحدّثت عنها قبل أيام، هذا يفترض تحمّل مسؤولية». وقال: «إنّ هذا القرار الأميركي يجب أن نعرف أنّه جاء في سياق، ليس معزولاً ولا مفصولاً، له ما قبله وله ما بعده. عندما نرجع إلى ما قبله سنفهم جيداً ماذا جرى في منطقتنا خلال السنوات القليلة الماضية، عندما كنّا نتحدّث عن المشروع الأميركي الصهيوني الذي تساعد عليه بعض الدول الإقليمية في تدمير دولنا وحكومتنا وجيوشنا وشعوبنا، بالـ2011 قلنا لكم واليوم نذكّر، قلنا لكم إنّ أميركا التي تدعم الجماعات الإرهابية التكفيرية، وفي مقدّمها «داعش»، هدفها الحقيقي هو تدمير مجتمعاتنا، والهدف تصفية القضية الفلسطينية حتى يأتي اليوم الذي ينسى فيه الناس فلسطين، فتأتي أميركا وتفرض الحلّ والتسوية التي تريدها هي وتنسجم مع مصلحتها ومصالح الصهاينة».

أضاف: «هذا الذي نشهده اليوم، ولكن ستخيب آمالهم وخابت آمالهم. إذاً هذا فيما قبل، وفيما بعد، هذه الخطوة لها ما بعدها بالنسبة للقدس، سيقول الأميركيون لكلّ الحكومات العربية والفلسطينيين، القدس خلاص خارج البحث، تعالوا لنكمل التسوية، التسوية في المشروع الأميركي «الإسرائيلي» المدعوم من بعض الدول العربية، على ما يبدو، هدفه تصفية القضية الفلسطينية، والمخاطر الآتية على الشعب الفلسطيني، على بقيّة الأرض الفلسطينية، على السيادة الفلسطينيّة، على اللاجئين الفلسطينيين».

وشدّد على وجوب أن تواجه الأمّة جمعاء هذا المشروع الأميركي العدواني الخطير، موضحاً أنّ المسؤولية لا تقع فقط على الشعب الفلسطيني، وإنّما على الجميع. وتابع: «نعم بالدرجة الأولى تقع المسؤولية على الفلسطينيين، لأنّهم هم الخط الأول، لأنّ صمودهم هو الأساس، لأنّ مقاومتهم وانتفاضتهم هي العامل الأكثر حسماً».

وتوجّه إلى الفلسطينيين بالقول «إذا رفضتم الخضوع للإملاءات الأميركية وبعض العربية، إذا لم توقّعوا على أيّ مشروع من هذا النوع، إذا أصررتم على القدس عاصمة أبدية لفلسطين، ورفضتم أبو ديس وأم ديس وكلّ عائلة أبو ديس وكلّ من يقف وراء ديس، إذا رفضتم ذلك، لا يستطيع لا ترامب ولا 1000 ترامب ولا كلّ العالم ولو أجمعت كلّ دول العالم أن تنتزع منكم مقدّساتكم وقدسكم وأرضكم. أنتم الأساس في أيّ موقف، إذا وقفتم فالعالم سيقف إلى جانبكم، أو بعضه في الحدّ الأدنى، أمّا إذا تخلّيتم فسيُقال لكلّ من يريد أن يقف من أجل القدس، هل تريد أن تكون فلسطينياً أكثر من الفلسطينيّين؟ هل تريد أن تكون ملكياً أكثر من الملك؟ اليوم موقفكم يا شعب فلسطين العزيز والمقاوم والصابر والعظيم والمضحّي هو المفتاح لكلّ المرحلة التاريخية الآتية والمقبلة، وعليكم الرهان، وكلّنا معنيّون أن نكون معكم وإلى جانبكم».

وتابع: «بناءً على ما تقدّم وعلى نتائج هذا القرار، أستطيع أن أقول اليوم، وبالفم الملآن لقد تمّت الحجّة، بعد قرار ترامب وأداء الإدارة الأميركية الأخير، على كلّ أولئك الذين كانوا وما زالوا يراهنون على أميركا أو على موقف متوازن منها، لقد تمّت الحجة على كلّ أولئك الذين يراهنون على تدخّل أميركي لمصلحة الفلسطينيين أو الدول والشعوب العربية على حساب «إسرائيل»، لقد تمّت الحجّة على كلّ الذين سلكوا طريق المفاوضات العقيم، وآن الأوان ليعرف الجميع أنّ أميركا ليست راعية السلام في فلسطين والمنطقة، أميركا صانعة «إسرائيل» وداعمة «إسرائيل»، أميركا راعية الإرهاب والاحتلال والتهويد والتهجير والإحراق والتدمير والفتن، أميركا صانعة «داعش» والجماعات التكفيرية، ويجب أن يكون موقف الأمّة الوحيد أمام أميركا والذي تلخّصه كلمتان: الموت لأميركا. آن الأوان لأن يفهم الجميع أنّه لا يجوز الثقة بأميركا أو الركون إليها، بل هي العدو الذي يجب أن يحذره الجميع، ويقف في وجهه الجميع وتدينه كلّ المحافل».

واعتبر أنّ كلّ الجهود والضغوط السياسية والشعبية والإعلامية يجب أن تتركّز على عزل الكيان الصهيوني مجدّداً، مشيراً إلى أنّ هذا الأمر من أهم الردود على قرار ترامب، وذلك عبر الضغط الشعبي والجماهيري، وأيضاً في المجالس النيابية وفي الحكومات والأحزاب ومواقع التواصل والتظاهرات وبكلّ الأشكال، على الحكومات والأنظمة في العالم العربي والإسلامي، وأيضاً على بعض النخب المستسلمة والمطبّعة، أن يتمّ الضغط أولاً لقطع علاقات بعض الدول العربية والإسلامية مع «إسرائيل».

وقال: «لأهلنا في فلسطين: أيّ وفد يأتيكم مطبّعاً، مهما كان، مرتدياً عمامة أو حاملاً هلالاً أو واضعاً على صدره صليباً أو شيخ عشيرة أو كبير أو صغير، كلّ من جاء إلى فلسطين مطبّعاً اطردوه، اضربوه بالنعال، ارجموه بالحجارة لأنّه لا يمثّل شعبه، وعندما يعود يجب أن تحاسبه حكومته وإلّا فليحاسبه شعبه».

ورأى أنّ «أهمّ خطوة هي المطلوبة من السلطة الفلسطينية بكلّ واقعية، حتى لو تكلّمنا براغماتياً، حتى لو تكلّمنا تكتيك مفاوضات، يا أخي حتى لو لا تريدون أن تخرجوا من المفاوضات، بالتكتيك قل لهم، جدّياً قل لهم، نحن انتهينا من عملية التفاوض، انتهينا من عملية التسوية ما لم يرجع ترامب عن قراره هذا، عندما يرجع ترامب عن قراره تريد أن تعود للمفاوضات هذا شأنك».

أضاف: «أضعف الإيمان هنا أن تعلن السلطة الفلسطينية، وأن تعلن جامعة الدول العربية، وأن تعلن قمّة التعاون الإسلامي في إسطنبول بعد يومين وقف عملية السلام، ليس أنّ المبادرة العربية للسلام ما زالت على الطاولة، أن يقولوا للأميركيّين انتهينا، لا يوجد شيء على الطاولة، ارجعوا عن هذا القرار نعود ونتكلّم على الطاولة، حتى سياسياً وتكتيكياً هذا منطق قوة ومنطق مؤثّر ومنطق فاعل، وإن كنّا لا نؤمن نحن بمسار المفاوضات على الإطلاق».

وتابع: «يبقى الأهم هو أن يكون الردّ على قرار ترامب انتفاضة، كما دعا القادة الفلسطينيّون، لا نستطيع نحن في لبنان ولا أحد في محور المقاومة ولا أيّ مكان في العالم أن يُملي على الفلسطينيين ما يفعلون، الفلسطينيون دائماً كانوا السبّاقين في المقاومة والسبّاقين في المواجهات الشعبيّة والسبّاقين في الانتفاضة، وكانوا معلّمين كباراً في هذه المدرسة، الفلسطينيّون أنفسهم هم الذين يقرّرون ما عليهم أن يفعلوا، وهم الذين يقولون ونحن نردّد معهم: لنتحمّل المسؤولية جميعاً معهم. نعم، أريد أن أقول اليوم إنّ أهم، بالمطلق، أهم ردّ على قرار ترامب العدواني هو إعلان انتفاضة فلسطينية ثالثة على كامل الأرض الفلسطينية المحتلّة، هذا هو الردّ الكبير والحقيقي، وهي مسؤولية الفلسطينيين بالدرجة الأولى، وعلى كلّ العالم العربي والإسلامي أن يقف إلى جانبهم وأن يساندهم».

وأردف: «أنا اليوم أريد أن أتكلّم ليس فقط بِاسم حزب الله، بل بِاسم كلّ محور المقاومة، وأنا أعرف آراءهم ومواقفهم وعلى تواصل مع الجميع دولاً وشعوباً وفصائل وحركات، أريد أن أقول ما يلي: اليوم محور المقاومة ودول محور المقاومة تخرج من محنة السنوات الماضية، وبالرغم من الجراح والآلام التي أصابتها، تخرج منتصرة، قوية، صلبة. هذا المحور يكاد أن ينهي معاركه في الإقليم ويلحق الهزيمة بكلّ الأدوات التكفيرية التي استخدمتها أميركا و«إسرائيل» لإسقاطه وسحقه. اليوم محور المقاومة سيعود ليكون أولويّة اهتمامه ورأس أولوياته وليعطي كلّ وقته، ومن جملته حزب الله، للقدس وفلسطين وللشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية بكلّ فصائلها، بكلّ كتائبها، بكلّ سراياها. ونحن نراهن على الجميع أن نقف إلى جانبكم وبكلّ الطاقات».

ودعا إلى «التئام شمل المقاومين جميعاً، إلى لملمة الصفوف بعد السنوات العجاف، إلى تضميد الجراح بعد ما أصاب هذا الجسد الشريف من آلام ومن جراح خلال السنوات الماضية» … لنواجه هذا العدوان لنستعيد القدس، ولتبقى القدس ولتبقى القضية الفلسطينية أمام محاولة إسقاطها، ولوضع استراتيجية موحّدة للمواجهة، ولوضع خطة ميدانية وعملانية متكاملة تتوزّع فيها الأدوار وتتكامل فيها الجهود في هذه المواجهة الكبرى، ونحن في حزب الله وفي المقاومة الإسلامية في لبنان سنقوم بمسؤولياتنا كاملة في هذا المجال».

وقال: «أرادوا لهذا القرار أن يكون بداية النهاية للقدس وللقضية الفلسطينية، تعالوا معاً لنجعل هذا القرار الأميركي الأحمق الغاشم بداية النهاية لهذا الكيان الغاصب إلى الأبد، وليكن شعارنا ومنهجنا وبرنامجنا: الموت لإسرائيل. هذا ما يجب، أن نحوّل التهديد إلى فرصة، وأن نحوّل هذا الخطر إلى إنجاز، وهذه الهزيمة الدبلوماسية والسياسية للحكومات العربية أن نحوّلها إلى انتصار للأمّة وللشعوب ولفلسطين وللمقدّسات».

أضاف: «اليوم، حتى لا يُقال لم أعلّق، اليوم أو أمس نتنياهو يطلق من باريس تهديدات للبنان وللمقاومة في لبنان وللّبنانيين بكذا وكذا وكذا، هو يريد أن يحرف المسار، يريد أن يجعل المسألة الآن سلاح حزب الله وصواريخ حزب الله وحديثه عن مصانع صواريخ في لبنان، أنا اليوم لن أردّ عليه، يجب أن يبقى المسار والتمركز والتوجّه قدس، القدس العاصمة الأبدية، القدس التي لن نتخلّى عنها، القدس التي يقول عنها الشعب الفلسطيني ويجب نحن اللبنانيين أيضاً وكلّ شعوبنا العربية والإسلامية أن تردّد مع الشعب الفلسطيني «للقدس رايحين شهداء بالملايين». وأكّد أنّ «قرار ترامب سيكون بداية النهاية لإسرائيل».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى