رئيس «القومي» استقبل وفوداً من «المرابطون» و«الديمقراطي اللبناني» و»الديمقراطي الشعبي» وتأكيد مشترك على تفعيل خيار المقاومة وجعل الأولوية في المرحلة المقبلة فلسطين كلّ فلسطين
استقبل رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي حنّا الناشف أمس، وفوداً حزبية مهنّئة بانتخابه رئيساً للحزب، حيث زاره أمين الهيئة القيادية في حركة «الناصريين المستقلين ـ المرابطون» العميد مصطفى حمدان على رأس وفد ضمّ: فؤاد حسن، محمد قليلات ود. يوسف الطبش. ووفد من الحزب الديمقراطي اللبناني برئاسة الأمين العام وليد بركات، وضمّ أعضاء المجلس السياسي: لواء جابر، وليد العياش ونزار زاكي. ووفد من الحزب الديمقراطي الشعبي برئاسة أمينه العام نزيه حمزة.
وحضر اللقاءات إلى جانب رئيس «القومي» رئيس المكتب السياسي د. كمال النابلسي، عميد الإعلام معن حمية، العميد وائل حسنيّة، وأعضاء المجلس الأعلى: توفيق مهنّا وقاسم صالح وحسام العسراوي ووكيل عميد الداخلية رامي قمر.
«المرابطون»
وخلال اللقاء مع العميد حمدان ووفد «المرابطون»، جرى عرض للأوضاع العامّة، وكان تأكيد مشترك على ضرورة حشد الطاقات في مواجهة مخطّط تصفية المسألة الفلسطينية، واعتبار قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لكيان الاحتلال لا قيمة له، لكنّه بمثابة إعلان حرب جديدة على أمّتنا بعد فشل أهداف الحرب على الشام.
وشدّد المجتمعون على أنّ الانتصار الذي تحقّق في الشام على قوى الإرهاب والتطرّف يلغي مفاعيل أيّ قرار أميركي، لأنّ الشام نجحت مع حلفائها في تثبيت معادلة الرّدع ومنعت تنفيذ اتفاقية سايكس بيكو جديدة في المنطقة، وبالتالي لا بُدّ من تفعيل خيار المقاومة وجعل البوصلة والأولوية في المرحلة المقبلة فلسطين كلّ فلسطين.
وبعد اللقاء، أدلى العميد حمدان بتصريح للصحافيين قال فيه: «تشرّفنا بلقاء الرفاق في الحزب السوري القومي الاجتماعي، وتقدّمنا بالتهنئة من السيد حنّا الناشف لتوليه رئاسة الحزب».
وتابع حمدان: «نحن والحزب السوري القومي الاجتماعي نفتخر أنّنا وقفنا منذ البدايات في وجه خطر المشروع التفتيتي والتقسيمي الذي أنتج هذه المجموهات الإرهابية المؤتمرة من الأميركيين واليهود، كما نثمّن عالياً تضحيات شهداء الحزب السوري القومي الاجتماعي الذين خاضوا هذه المعركة القومية الكبرى على أرض سورية العربية، ونعتبر أنّ دماء هؤلاء الشهداء مع دماء الشهداء في الجيش العربي السوري ومع دم جميع الحلفاء الذين شاركوا في التصدّي لهذه الهجمة الكبرى على أمتنا، أدّى إلى انتصار الجمهورية العربية السورية الواحدة الموحّدة على هذا الإرهاب، بما يمثل وفاء لهذا الدم المقدّس».
وعلى صعيد ما يحدث في القدس، أضاف حمدان: «نحن نعتبر أنّ هذا الاستنهاض لأبناء الأمّة من محيطها إلى خليجها العربي هو بحدّ ذاته الردّ الطبيعي على ما قام به وقاله ترامب، والذي نعتبر كلامه لا قيمة له، لكن يمكننا الاستفادة منه في توحيد الطاقات وتجميع عناصر القوة من أجل الاستمرار في النضال لتحرير فلسطين من نهرها إلى بحرها وعاصمتها القدس الشريف.
أمّا بالنسبة إلينا نحن القوميون الناصريون العرب المرابطون والحزب السوري القومي الاجتماعي، نعتبر أنّ القدس هي جوهرة الهلال الخصيب ودرّة الأمّة العربية من محيطها إلى خليجها العربي، وما بذلناه مع الحزب السوري القومي الاجتماعي ومع القوميين العرب من شهداء على امتداد تاريخ صراعنا مع اليهود يؤكّد على أهمية القدس بالنسبة إلينا، والتي لا تخضع لا لترامب ولا لليهود ولا لأحد في تحديد هويّتها، فهوية القدس عربية ونحن مع أبناء القدس نسعى دائماً ونناضل حتى ترتفع أعلام العروبة فوق كلّ ثرى فلسطين الحبيبة».
على الصعيد الوطني اللبناني، ثمّن حمدان الموقف الرسمي لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري ووزير الخارجية جبران باسيل وكلّ المسؤولين الرسميين، الموقف الواضح الذي أثبت دور لبنان العربي وقيمته وحرصه على حماية القضية الفلسطينية وحق العودة إلى فلسطين.
«الديمقراطي اللبناني»
أمّا اللقاء مع بركات ووفد الحزب الديمقراطي اللبناني، فجرى خلاله عرض للعلاقات الثنائية بين الحزبين وسُبل تعزيزها، وتنكّب المهام الوطنية بما يساهم في صون استقرار لبنان وتحصينه أمنياً وسياسياً واجتماعياً، لمواجهة الخطر الذي يتهدّد لبنان وعموم المنطقة، وهو الخطر المتمثّل بالعدو الصهيوني وقوى الإرهاب والتطرّف.
ولفت المجتمعون إلى أنّ لبنان تمكّن من تجاوز الأزمة السياسية التي عصفت به مؤخّراً، وهذه الصفحة طُويت بفضل مواقف المسؤولين ومختلف القوى السياسية، والمطلوب الاستثمار في هذا المناخ من أجل تعزيز الوحدة الداخلية، وتفويت الفرص على بعض القوى التي لا تزال تتنفّس خطاباً تحريضياً.
ودان المجتمعون قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن القدس، معتبرين أنّ هذا القرار هو ترجمة للسياسة الأميركية المنحازة إلى الكيان الصهيوني، وإعطاء الإشارة لتهويد القدس وكلّ فلسطين، وأنّ المطلوب من كلّ قوى المقاومة والصمود في الأمّة أن تلتفّ حول خيار المقاومة، وعلى القوى الفلسطينية كافّة أن تحقّق الوحدة الوطنية على قاعدة برنامج نضالي مقاوم في مواجهة الهجمة الصهيو أميركية الجديدة الهادفة إلى تصفية قضية فلسطين.
وأكّد المجتمعون أنّ الانتصارات التي يحقّقها محور المقاومة في الشام والعراق أسقطت مفاعيل المخطّط التقسيمي التفتيتي الذي رعته قوى دولية وإقليمية وعربية، وأوكل تنفيذه لقوى الإرهاب المتعدّد الجنسيات.
«الديمقراطي الشعبي»
وفي اللقاء مع أمين عام الحزب الديمقراطي الشعبي نزيه حمزة، تمّ التداول بآخر التطوّرات، وأكّد المجتمعون على أهمية تضافر جهود مختلف القوى السياسية اللبنانية من أجل تأمين الاستقرار السياسي.
كذلك شدّد المجتمعون على أنّ قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ما هو إلّا محاولة مكشوفة من أجل وضع اليد على ما تبقّى من القدس وجعلها عاصمة للكيان المحتلّ، وهذا ما يستدعي من قوى المقاومة الحية أن توحّد جهودها من أجل إسقاط مفاعيل هذا القرار، الذي يؤكّد الانحياز الأميركي التامّ للكيان الصهيوني.
ودعا المجتمعون القوى والفصائل الفلسطينية إلى تحصين وحدتها الوطنية والالتفاف حول خيار المقاومة، ورفض الانصياع للشروط الأميركية، لأنّ لا سبيل لتحرير كامل التراب الفلسطيني إلّا من خلال اعتماد المقاومة نهجاً وخياراً، في مواجهة الغطرسة الأميركية والممارسات الصهيونية المتواصلة لتهويد القدس وكلّ فلسطين.
