ميّاس الخطيب.. تعيد إلى فيينا بهجتها بأسمهان السورية!

طلال مرتضى

من جديد، وعلى غير موعد، كانت فيينا متأهبة حدّ نشوتها تلك الليلة. هاهي مثل فتاة بكر تستعيد عن سابق اشتهاء فتنة شبابها.

لم تكن المدينة الفاصلة بصقيع غربتها لتعتلي منصّة الحلم، توجّست بأن مقولة التاريخ تعيد ذاتها، هجست لعابر عطر، لهذا أغفلت دفتر ذكرياتها من غير منّة ولسان حالها يردّد:

أسمهان التي صدحت في دار الأوبرا ذات مرّة «ليالي الأنس في فيينا» حالة لن تتكرّر… لكنّها أخطأت المقال والحلم هذه المرّة.

من جديد، أسرجت سورية التي صارت حدثاً يومياً مثل زاد، مهرة تعرف بكلّ ممكنات الفنّ والثقافة لتدخل مضامير الحكاية معلنةً ولادة معجزة سوريّة جديدة، ستبقى على مدّ حكاية اللحن والكلمة.

الشابة المغنّية السورية الدمشقية ميّاس الخطيب، كنّا وإياها في ساعة وكأنها ليلة من ليالي ألف ليلة وليلة، حين تعانق اللحن الرخيم مع الصدح الشجي الملتزم، قدوداً وموشّحات أندلسية.

على غير العادة، رقص رهط من الحضور العربي ملء فرحه، لكن الحضور النمسوي كان مميّزاً حين تعالق مع اللحن والصدح في رقصة خاصة، نشوانَ، أبحر بروحه نحو فلوات لم نكن نعرفها.

تجدر الإشارة إلى أنّ المغنّية مياس الخطيب هي من مواليد دمشق وخرّيجة جامعتها، ساقتها حرب البلاد منفيّةً وراء البحار.

لم يكن ليضيرها الأمر كثيراً، فهي قد حملت بكلّ حواسها شامها إلى فيينا، وها هي تقف بكلّ ثقة على منابرها تصدح من دون ارتهان.

هذا، وقد نظّم الأمسية الغنائية مركز «COP OF COLTURES» في فيينا، والذي يديره الأديب المؤلف اللبناني مفيد نعمة، إذ إنّ المركز المذكور يشرف وبشكل مباشر على دعم النشاطات الثقافية والأدبية والفنّية، ويعتبر المركز بيت احتواء للشباب العرب ويساهم في دعم مواهبهم وتنميتها.

وخلال تقديم المغنّية ميّاس الخطيب، قرأ عريف الأمسية تعريفاً موجزاً عن الموشّح والقدود باللغتين العربية والألمانية. وفي دردشة سريعة، أدلى مدير المركز مفيد نعمة بتصريح إلى «البناء» قائلاً: ميّاس الخطيب، اليوم هنا، وهي تحمل رسالة بلد، رسالة أمّة، تدلي بأننا أمة تعشق الفنّ والفكر والثقافة، وفي الوقت نفسه هي رسالة لبعض المرضى الذين يعملون جاهدين على إقصاء دور الأنثى المحجبة. ها هي ميّاس الخطيب تغنّي وهي في كامل حشمتها، والتي ازدانت وقاراً بزيّها السوريّ الأصيل.

قاد الفرفة الموسيقية «تخت شرقي» المايسترو السوري بشير ميرزو قانون ، ومعه: طارق خضراوي إيقاع ، عبد المعين الصمادي عود ، وعازف الكمان عماد الحسن.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى