مسيرات واعتصامات تضامناً مع فلسطين ورفضاً لقرار ترامب بشأن القدس: لتصعيد التحرك ومواجهة الغطرسة الأميركية والصهيونية في المنطقة

استمرت أمس المسيرات والاعتصامات في بيروت والمناطق اللبنانية، تضامناً مع فلسطين ورفضاً لقرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن القدس والسياسات الأميركية في المنطقة.

وقد نظمت الأحزاب والقوى الوطنية والقومية والفصائل الفلسطينية وقفة تضامنية مع القدس في ساحة شتورا في البقاع، مؤكدة رفض القرارات الأميركية الجائرة في حق القدس، ورفض القرار الإميركي بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل».

وقد شارك الحزب السوري القومي الاجتماعي في هذه الأنشطة بحشد من القوميين والطلبة تقدّمه عضو المجلس الأعلى منفذ عام زحلة أحمد سيف الدين، ومنفذ عام البقاع الغربي د. نضال منعم ومنفذ عام راشيا خالد ريدان وأعضاء هيئات المنفذيات.

وتحدث باسم الأحزاب يحي الإمام الذي اعتبر «أنّ القدس عاصمة السماء، وأنّ ما أخذ بالقوة لا يستردّ بغير القوة».

وتحدّث باسم الفصائل الفلسطينية عضو اللجنة المركزية في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين علي فيصل، الذي اعتبر أنّ أيّ اعتصام وأيّ وقفة هي وقفة وفاء لأقدس قضية ولأقدس مدينة هي القدس، مشيراً إلى أنّ ترامب ارتكب جريمة العصر وخطيئة العصر، فيما هو ينتقل من هزيمة إلى أخرى، في سورية والعراق وفي روسيا وكوريا الشمالية، وها هو يُهزم اليوم على أسوار القدس».

وطالب فيصل كلّ الفصائل بـ»توحيد الصف وتسريع خطوات الوحدة والخيار المقاومة الموحدة».

وفي السياق، نفذت المؤسسات الأهلية العاملة في الوسط الفلسطيني واللبناني والمنظمات الشبابية، اعتصاماً في حديقة جبران خليل جبران أمام بيت الأمم المتحدة إسكوا ، وحمل المشاركون الأعلام الفلسطينية ومجسمات الأقصى، وسط هتافات تدعو إلى «الشهادة من أجل فلسطين»، وعزف على آلة العود ووصلات غنائية للمناسبة.

كما حملوا لافتات اعتبرت أنّ قرار ترامب عدوان على الأمم المتحدة واعتداء صريح على القوانين والشرائع الدولية.

وألقت ليلى العلي كلمة باسم المنظمات العاملة في الوسطين الفلسطيني واللبناني، دعت فيها الأمم المتحدة إلى «الاعتراف بدولة فلسطين عضواً كامل العضوية»، ودول العالم «إلى سحب سفرائها وبعثاتها الديبلوماسية من إسرائيل، ووقف كل أشكال التطبيع مع الاحتلال».

كذلك دعت القيادة الفلسطينية إلى «سحب اعترافها بإسرائيل وإلغاء اتفاق أوسلو والعمل على تدويل القضية والحقوق الوطنية الفلسطينية».

وفي مدينة صيدا، انطلقت مسيرة حاشدة، تضامناً مع القدس، من أمام مسجد القدس وصولاً إلى ساحة النجمة، تقدمها حشد من العلماء وممثلون عن الفصائل الفلسطينية، ورفع خلالها المشاركون الأعلام اللبنانية والفلسطينية ولافتات تضامنية مع القدس.

وألقى إمام مسجد القدس الشيخ ماهر حمود كلمة أثنى فيها على «التحركات والمسيرات والاعتصامات التي تقام في لبنان والعالم، وخصوصاً في فلسطين»، ودعا إلى «استمرار الانتفاضة، مهما غلت التضحيات، ودعمها بالوسائل كافة»، كما دعا إلى «استمرار التحركات في العالم العربي والإسلامي حتى يتراجع ترامب عن قراره المشؤوم».

ونوّه «بمواقف رئيس الجمهورية ميشال عون ووزير الخارجية جبران باسيل وما صدر عن القمة الروحية في بكركي التي أكدت متانة الموقف اللبناني على اختلاف انتماءاته وطوائفه».

كذلك، نظمت جبهة العمل الإسلامي في لبنان، احتفالاً في ذكرى المولد النبوي وأسبوع الوحدة الإسلامية وتضامناً مع القدس عاصمة فلسطين المحتلة، وذلك في مركز «تيار الفجر» في صيدا، بحضور شخصيات وقوى وأحزاب وطنية وإسلامية.

وألقى منسق عام الجبهة الشيخ الدكتور زهير الجعيد كلمة أكد فيها «أنّ المقاومة في فلسطين والعراق وسورية ولبنان هي واحدة، وبدعم واضح وكبير من الجمهورية الإسلامية الإيرانية في مواجهة محور الشر بقسميه الصهيوأميركي والإرهابي التكفيري الذي بدأ بالتقهقر والانهزام إلى غير رجعة».

من جهته، اعتبر الأمين العام لـ «تيار الفجر» عبد الله الترياقي أنّ قرار ترامب «بمثابة حرب ضروس جديدة تشن على العرب والمسلمين، وعلينا جميعاً مجابهة هذا المشروع الشيطاني، فنحن لا نرضى إلا وأن نكون في مقدمة الصفوف لقتال الصهاينة والأميركيين حتى استرجاع القدس الشريف والأقصى المبارك وتحرير كل فلسطين من نهرها إلى بحرها».

وألقى مسؤول الملف الإسلامي وعضو المكتب السياسي في حزب الله الشيخ عبد المجيد عمار كلمة قال فيها: «ما لم تستطع أميركا وإسرائيل أخذه منا بالحروب والاعتداءات العسكرية، لن تستطيعا أخذه بدهاء السياسة وكواليسها، لأنّ محور المقاومة هو المحور المنتصر اليوم، وعلى الجميع التعامل معه على هذا الأساس».

أما الشيخ ماهر حمود فأكد «أنّ خياراتنا في محور المقاومة كانت صواباً وصحيحة منذ البداية، فالمقاومة ستحقق المزيد من الانتصارات، وعلينا التمسك بوحدتنا وخياراتنا ومحاربة الفتن الداخلية».

بدورها، نظمت «حركة التوحيد الإسلامي» اعتصاماً تضامنيا مع فلسطين في مسجد التوبة في طرابلس.

وألقى رئيس المكتب الإعلامي في الحركة عمر الأيوبي كلمة أكد فيها «أنّ فلسطين حق للأمة ولا يمكن أن يبيعها أو أن يهبها ترامب أو غيره للصهاينة المحتلين، على الرغم من الانقسام الذي تعيشه منطقتنا»، داعياً إلى «إزالة أسباب هذا التشرذم».

ورأى أنّ «هناك من يراهن على تطبيع العلاقات مع العدو، ومع ذلك لن تجدي نفعاً أي زيارة لهذا الكيان من هذه الدولة أو تلك الإمارة أو المملكة، ولن تعطيه أي صبغة شرعية أو قانونية».

ثم كانت كلمة لـ «المؤتمر الشعبي اللبناني» ألقاها المحامي عبد الناصر المصري، الذي أكد أنّ «شعوب الأمة لم تعد تعول على حكامها»، داعياً إلى «رفع الصوت عالياً برفض التطبيع وإدانة المطبعين مع العدو، والقول لأميركا إنها شريكة في جرائمه كلها وفي قتل أطفالنا وانتهاك مقدساتنا وبيعها لإسرائيل». وطالب «بطرد سفراء العدو الصهيوني من عواصمنا العربية والإسلامية وسحب مبادرة السلام العربية ومحاصرة المصالح الأميركية، وفي المقابل تقديم كل أشكال الدعم الإعلامي والمادي للمرابطين في الأقصى والقدس «.

وكانت كلمة باسم فصائل المقاومة الفلسطينية في الشمال ألقاها أبوعدنان عودة عبر فيها عن التحية لطرابلس وللبنان «لكونهما سباقين في نصرة فلسطين»، مؤكداً أنّ «الشعب الفلسطيني سيستمر بانتفاضته التي لن تتوقف حتى اندحار هذا الاحتلال وحتى سحب كل القرارات المستجدة بشأن القدس، ولن تهدأ الاعتصامات والتظاهرات والتحركات في كل مكان من أجل رفع الظلم الذي يحيق بفلسطين وأهلها».

بدوره، اعتبر الأمين العام للحركة الشيخ بلال سعيد شعبان «أنّ ما يجري اليوم على أرض فلسطين هو أكبر عملية تزوير تاريخية يراد من خلالها أن تغتصب أرضنا وتستلب مقدساتنا ولا يكون لنا إلا قرار واحد هو توقيع ما يريده فرعون العصر، أميركا»، مؤكداً «أننا اتخذنا قرار المواجهة والمواجهة فحسب، ولن نرضى في حالة من الأحوال أن يتحول الأقصى والقدس وفلسطين إلى كبش فداء في الساحة الدولية ولن نرضى أن تُباع المقدسات التي هي ملك الأمة».

من جهته، جدّد المكتب السياسي للحزب الشيوعي اللبناني، في بيان إدانته الشديدة لقرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الكيان الصهيوني «والذي يكشف حقيقة الولايات المتحدة من قضية فلسطين باعتبارها، ليست عدوة فلسطين وقضيتها فحسب، وإنما أيضاً عدوة كل الشعوب الساعية للتحرُّر، وهي ما كانت لتصدر هكذا قرار لولا تواطؤ الأنظمة العربية الرجعية مع إسرائيل، والتي تجهد لتصفية القضية وإلغاء حق العودة وتوطين الفلسطينيين حيث هم».

ودعا «كل القوى اليسارية والوطنية والقومية العربية والقوى الحريصة إلى أوسع تحرك رفضاً للسياسة الأميركية الجائرة والمستبدة، وإلى الضغط على الحكومات لقطع العلاقات الدبلوماسية وإغلاق سفارات دولة الإرهاب الأولى وطرد سفرائها من كل العواصم العربية، وإلى التظاهر والتحرك الشعبي أمام السفارات والمصالح الأميركية في كل مكان».

وطالب «الدولة اللبنانية بتطوير الموقف الرسمي الذي عبّر عنه في اجتماع جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي واستكماله بوقف كل برامج التعاون مع الولايات المتحدة الأميركية، وتحديداً مع الجيش اللبناني، وبالتالي إقفال سفارتها في لبنان، وتأكيد الرهان على شعار المقاومة العربية الشاملة بالسياسة والكفاح المسلح وبالاقتصاد وبالاجتماع خياراً وحيداً، بعد فشل كل الاتفاقات المنفردة، وانكشاف مشاريع صياغة شرق أوسط جديد، على حساب مصالح شعوبنا، ما يستوجب الدعوة لتوحيد كل القوى الوطنية والمقاومة العربية بكل فصائلها لمواجهة الغطرسة الأميركية والصهيونية في المنطقة».

وشدّد رئيس جمعية «قولنا والعمل» الشيخ أحمد القطان، «أنّ قضية القدس لا تعني المسلمين فقط وإنما تعني كل أحرار العالم ونحن كمسلمين ومسيحين يجب علينا أن نكون يداً واحدة وقوة واحدة ومواجهة واحدة في وجه هذا القرار الذي أصدره فرعون هذا العصر «ترامب» يجب علينا أن نقف ضدّ هذا القرار وأن نحاربه بكلّ ما استطعنا من قوة».

وطالب القطان خلال مسيرة واعتصام نظمتهما «جمعية قولنا والعمل» أمام مسجد ومجمع عمر بن الخطاب بر الياس الشعوب العربية بـ»أن تصحوا من غفلتها وأن تستيقظ من سباتها العميق وأن تهب مع الشعوب والإسلامية نصرة للأقصى والقدس»، مؤكداً «أنّ حركات المقاومة هي التي سوف تستعيد فلسطين».

بدوره، حيّا الشيخ صهيب حبلي بطولة وصمود الشعب الفلسطيني الذي يخوض مواجهة شاملة مع العدو الصهيوني، داعياً إلى «اعتبار كل الأيام أيام غضب من أجل فلسطين والقدس والأقصى وكل حبة تراب فلسطينية، حتى تعود الحقوق لأصحابها ويخرج المحتل الصهيوني والمستوطن الغاصب للتراب الفلسطيني».

وأشاد بما صدر عن قمة بكركي الروحية تنديداً ورفضاً للقرار الأميركي بتهويد القدس، وأشار إلى أنّ الرئيس عون «أثبت من خلال موقفه في قمة إسطنبول الإسلامية مدى التزامه بقضية فلسطين والقدس، بينما كان وزير خارجية السعودية عادل الجبير يسرح ويمرح في شوارع باريس». وأضاف: «بات واضحاً بما لا يدع مجالاً للشك أنّ الأنظمة الخليجية، خاصة الدول التي تعتبر نفسها مؤتمنة على قضايا العرب والمسلمين، باتت تلهت وراء التطبيع مع العدو الصهيوني وتتخلى عن القدس وفلسطين، فالسعودية التي باتت حليفاً علنياً لإسرائيل، تريد اعتبار إيران التي تدعم المقاومة في فلسطين ولبنان والعراق العدو بدل إسرائيل، وهذا ما يكشف حقيقة الدور والموقف السعودي بالشراكة مع واشنطن وتل أبيب في أزمات المنطقة، من أجل تقسيم دولها وتحويلها إلى كانتونات مذهبية وطائفية متحاربة خدمة للكيان الصهيوني وتمهيداً للاعتراف بإسرائيل دولة لليهود».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى