المقاومة طالبت برفع مستوى المواجهة مع العدو في نقاط التماس كافة

شارك عشرات آلاف المواطنين في محافظات قطاع غزة كافة، بعد صلاة الجمعة، بمسيرات أطلقوا عليها «مليونية القدس»، وذلك رفضاً لإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب القدس عاصمة للكيان الصهيوني.

وتقدّم المسيرات التي دعت لها لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية، قادة الفصائل بمحافظات القطاع الخمس، فيما حمل المشاركون الأعلام الفلسطينية ويافطات تؤكد تمسكهم بمدينة القدس عاصمة للدولة الفلسطينية.

ووقعت اشتباكات بين الفلسطينيين وجنود الاحتلال على امتداد قرى ومدن الضفة الغربية وقطاع غزة والأراضي المحتلة عام 48 ما أسفر عن وقوع أكثر من 400 إصابة بين صفوف الفلسطينيين الذين يخرجون بشكل يومي احتجاجاً على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب اعتبار القدس المحتلة عاصمة للمحتل.

الهلال الأحمر الفلسطيني قال إنّ إجمالي عدد الإصابات في الضفة الغربية والقدس المحتلة التي تعامل معها بلغ 263 إصابة، 13 بالرصاص الحي، و 61 بالمطاطي، و177 بقنابل الغاز و 12 بوسائل أخرى للاحتلال.

وارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين إلى 4 فيما أصيب المئات في المواجهات المستمرة مع قوات الاحتلال. وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية، فإنّ الرصاص الحي تسبّب باستشهاد الشابين ياسر سكر 23 عاماً من الشجاعية شرق مدينة غزة، والشاب إبراهيم أبو ثريا 29 عاماً مبتور القدمين وقد استّشهد برصاصة في رأسه خلال محاولته رفع العلم على السياج الصهيوني. كما استشهد شاب متأثر بجراحه خلال المواجهات مع العدو على مدخل مدينة البيرة الشمالي ما أدى إلى حالة غضب واسعة اجتاحت صفوف الشبان الفلسطينيين بعد تصفية الشاب الفلسطيني بـ 10 رصاصات أطلقها الاحتلال مباشرة على صدره، في حين استشهد شاب آخر في مجمع فلسطين الطبي، بعد تعرّضه لإصابة خطيرة في الصدر في بلدة عناتا شمال شرق القدس.

وبلغ إجمالي الإصابات في قطاع غزة مساء أكثر من 145 إصابة بالرصاص الحي منها 5 خطيرة، ووصلت إصابتان بحال الخطر إلى مستشفى رام الله الحكومي.

وقالت مصادر طبية إنّ عشرات المواطنين وصلوا المستشفيات وهم مصابون بالاختناق الشديد شرق رفح جراء استخدام الاحتلال غازاً يؤدي إلى تسريع نبضات القلب والإجهاد والغثيان والسعال الشديد.

وقد طالبت وزارة الصحة الفلسطينية الجهات المعنية بكشف طبيعة هذا الغاز الجديد.

وأطلقت قوات الاحتلال قنابل الغاز المسيّل الدموع بكثافة على المتظاهرين الفلسطينيين عند السياج الفاصل مع القطاع، حيث نقلت سيارات الإسعاف العديد من حالات الاختناق نتيجة هذه القنابل.

وفي المدخل الشمالي للبيرة تصدّى شبان فلسطينيون لاعتداءات الاحتلال بالرصاص وقنابل الغاز وكذلك في شوارع بيت لحم وفي مدينة الخليل اشتبك الفلسطينيون مع جنود الاحتلال على المدخل الجنوبي لبلدة سعير شمال المدينة.

وفي القدس المحتلة عززت قوات الاحتلال من إجراءاتها الأمنية المشددة في محيط المسجد الأقصى، وقال مصدر فلسطيني إن نحو 30 ألف مصلٍ أدّوا صلاة الجمعة في المسجد، وأشار إلى إصابة فلسطيني جراء اعتداء قوات الاحتلال على المتظاهرين في البلدة القديمة، التي تعمّد إلى دفع المحتجين بعنف في محيط المسجد.

كما اعتدى جنود الاحتلال على المتظاهرين وقاموا باعتقال عدد من الشبّان المقدسيين عند باب العمود.

وأفادت وكالة «معا» بأن المئات من المتظاهرين خرجوا بمسيرة من المسجد الأقصى وهم يهتفون للقدس والمسجد الأقصى، ولدى وصولهم شارع الواد عبر باب المجلس، أحد أبواب الأقصى، قامت القوات الصهيونية بنصب الحواجز الحديدية لمنع إكمال سيرهم باتجاه باب العمود، وخلال ذلك قامت القوات الخاصة بضرب المتظاهرين ورشّ غاز الفلفل باتجاههم كما حاصرتهم في شارع الواد، وصادرت الأعلام الفلسطينية.

وبالرغم من قمع قوات الاحتلال اجتاز العشرات من المتظاهرين الحواجز الحديدية في شارع الواد وباب العمود وتمكنوا من الوصول إلى منطقة باب العمود.

جدير بالذكر أن الاحتلال نصب السواتر الحديدية في ساحات منطقة باب العمود كافة، وعلى مدرّجاته لمنع وقوف واعتصام المتظاهرين، واعتدت على المتواجدين مرة أخرى بالضرب والدفع كما استخدمت الكلاب البوليسية لإبعادهم عن المكان.

هذا وحاصرت القوات الطواقم الصحافية في منطقة باب العمود ووضعت السواتر الحديدية في محيطهم لمنع تحرّكهم بكل حرية، كما أبعدت طواقم المسعِفين بالقوة وعرقلت عملهم.

الهلال الأحمر الفلسطيني من جهته، أعلن أنه نقل 23 إصابة على الأقل في القدس ورام الله، متحدثاً عن إصابة بالرأس باعتداء قوات الاحتلال بالضرب على أحد المتظاهرين في باب العمود بالقدس.

وانطلقت التظاهرات في محيط الأقصى، برغم محاولات الاحتلال منعها، ونجح المصلون في المسجد في تجاوز الحواجز البشرية لجنود الاحتلال عند مدخل باب العمود، ونشرت القوات الحواجز الحديدية في محيط البلدة القديمة، كما أطلقت الرصاص المطاطي وقنابل الغاز على المحتجين الفلسطينيين عند حاجز قلنديا في الضفة الغربية.

الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي داوود شهاب. وهو بالقرب من الاشتباكات على السياج الفاصل «هناك دول اتخذت قرارات سبقت السلطة الفلسطينية ولا سيما الموقف اللبناني». وأضاف شهاب أن «على الدول العربية مقاطعة زيارة نائب الرئيس الأميركي مايك بنس واستقباله بالأحذية».

هذا، ودعت حركتا حماس والجهاد الإسلامي إلى تصعيد الانتفاضة واستمرار الغضب الشعبي في مواجهة الاحتلال. وطالبت حماس برفع مستوى المواجهة مع الاحتلال وبإشعال المواجهة في كل نقاط التماس.

بدورها دعت حركة الجهاد ليكون الجمعة يوم غضب تصعّد فيه الانتفاضة في الضفة والقدس والداخل المحتل عام 48.

ووجّهت الحركة نداءها إلى أبناء العالمين العربي والإسلامي وأحرار العالم لاستمرار التظاهرات الداعمة لفلسطين والمناصرة للقدس.

وكان رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنيّة قد طالب المسلمين أول أمس الخميس بالخروج كل يوم جمعة في تظاهرات غضب، مؤكداً سقوط مفاعيل قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ومشدداً على أن الحركة ستعزز علاقاتها في المنطقة للتصدّي للمشروع الأميركي الصهيوني، داعياً إلى بناء تحالفات قوية على المستويين العربي والإسلامي.

وكانت قوات الاحتلال أغلقت باب العمود في القدس أول أمس الخميس، واعتقلت عدداً من المعتصمين واعتدت على طواقم الصحافيين، بعد اقتحام مستوطنين المسجد الأقصى بحماية الشرطة الصهيونية، حيث وقعت مواجهات في منطقة أبو ديس بعد محاصرتها من قبل قوات الاحتلال «الإسرائيلي».

وشنّت قوات الاحتلال فجر أول أمس، سلسلة غارات على مواقع عديدة للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة. ووصف الإعلام المعادي الغارات بأنها تعدّ الأقوى منذ العدوان على القطاع عام 2014.

وكانت قوات الاحتلال نفذت حملة اعتقالات طالت 367 عاملاً فلسطينياً في الداخل الفلسطيني، في الوقت الذي تجددت فيه الاحتجاجات والتظاهرات المناهضة لقرار الرئيس الأميركي بشأن القدس في بيت لحم والبيرة في الضفة الغربية والشجاعية في غزة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى