رئيس الجمهورية: رأس لبنان ظلّ مرفوعاً ولم نخضع للضغط

أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، أن «لبنان نجح في تجاوز الأزمة التي نتجت عن إعلان رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري الاستقالة من الخارج، بفضل الوحدة الوطنية التي تجلّت بأبهى مظاهرها، ما حافظ على الاستقرار الأمني والاقتصادي والمالي، وظلّ رأس لبنان خلال الأزمة مرفوعاً، لأننا لم نخضع للضغط من أية جهة أتى». وأشار الى أن همّه الأول «تركّز في بداية الأزمة على المحافظة على الأمن واستقرار السوق المالية والوحدة الوطنية، ما أتاح للبنان إبقاء الوضع تحت السيطرة. بعد ذلك، انتقل اهتمامنا لدعوة المجتمع الدولي الى التدخل، الأمر الذي كانت له نتيجته الإيجابية، فأبقينا رأسنا مرفوعاً ولم ننحن للضغط من أي جهة أتى».

وأشار إلى «مستجدّات قضية القدس بعد إعلان الرئيس الأميركي إياها عاصمة لـ «إسرائيل» والموقف المهم الذي اتخذه لبنان منها، والذي لقي تأييداً دولياً وعربياً»، فأكد أن الخطاب الذي ألقاه باسم لبنان خلال مؤتمر القمة الاستثنائي في اسطنبول «كان محطّ تقدير العديد من الأطراف وعبّر عنه عدد من الكتّاب والإعلاميين العرب والأجانب».

كلام الرئيس عون جاء خلال استقباله نقيب المحامين الجديد في بيروت اندريه الشدياق مع أعضاء مجلس النقابة والنقباء السابقين، حيث تمنى للنقيب والنقابة «العمل الناجح والتوفيق في مهامهم الجديدة»، كما تمنى «ان يشكل المحامون والنقباء السابقون النموذج المتقدّم الذي يوحي بالثقة في القضاء»، مؤكداً اعتزازه لـ «كون لبنان من أوائل البلدان التي انتخبت نقابة للمحامين». وقال: «إن الادعاء والدفاع والقاضي هم ثلاث ركائز لا وجود لقضاء سليم من دونهم، وعلى هؤلاء الثلاثة العمل بتناغم دائم بحيث يتولّى كل منهم بدوره بشكل صحيح كي تقوم العدالة بدورها بالشكل السليم».

وأعاد رئيس الجمهورية تأكيد ما كان طرحه في افتتاح السنة القضائية لجهة تأخّر البتّ ببعض الأحكام القضائية، لافتاً إلى أن «بعضها يتأخّر لسنوات، لا سيّما في القضايا المدنية».

كما أكد في هذا السياق على «الدور المهم الذي يلعبه القاضي»، آملاً «التوصّل الى ما يتيح اختصار المهل لإعطاء صاحب الحق حقّه». وشدّد على أنه «إذا كان سبب التأخير يعود لنقص عدد القضاة، فبامكاننا تعيين المزيد منهم كي يتمّ البتّ في القضايا ذات الصلة».

وأشار النقيب الشدياق من جهّته إلى أن نقابة المحامين في بيروت، المؤتمنة على رسالة المحاماة ورسالة لبنان على حد سواء، أبصرت النور قبل ولادة دولة لبنان الكبير، فكانت، لتكوينه السياسي ممهّدة، لدستوره موحية، لركائز الدولة داعمة، لأسس الجمهورية موطّدة، للاستقلال مُنجزة، للمؤسسات حاضنة، وبوحدة الأرض متمسّكة، وعلى سيادة الكيان ساهرة.

واستقبل الرئيس عون سفير جنوب أفريقيا شون بينيفلدت، بحضور القنصل الفخري لجنوب أفريقيا وجيه البزري، وتداول معه في المواضيع التي تهمّ البلدين، في ضوء التعاون القائم في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية.

وأشار السفير بينيفلدت إلى «النجاح الذي حقّقه مؤتمر الطاقات الاغترابية الذي عُقد في جوهانسبورغ، برعاية وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل وحضوره، بمشاركة أعداد كبيرة من المغتربين اللبنانيين ورجال الأعمال والذي كان مناسبة لإرساء قواعد إضافية للتعاون بين البلدين».

وأكد الرئيس عون للسفير بينيفلدت «حرص لبنان على تطوير العلاقات بين البلدين»، مبرزاً «أهمية دور المغتربين اللبنانيين في جنوب أفريقيا وغيرها من الدول».

واستقبل الرئيس عون بحضور المدير العام لوزارة الزراعة المهندس لويس لحود، وفداً من المسؤولين والعاملين في قطاع النبيذ، شكر رئيس الجمهورية على «الاهتمام الذي يُبديه بالقطاع، ورعايته الدائمة لكل النشاطات المتعلقة بتسويق النبيذ اللبناني».

وأكد الرئيس عون أنّه «يتمّ حالياً الاهتمام بالسياسة الاقتصادية للبنان كي يتمكّن قريباً من اعتماد استراتيجيا اقتصادية بديلة من نظام الاقتصاد الريعي». وقال: «نحن اليوم في صدد إنعاش الاقتصاد اللبناني المنتج، لأن السياسة الريعية أوصلت لبنان إلى الاستدانة والنكبة المالية، وتتمّ حالياً معالجتها، عبر الاهتمام بالقطاعات الإنتاجية كافة، خصوصاً تلك التي تعود بالفائدة والربح على لبنان».

ولفت من جهة ثانية إلى أن «الإنتاج اللبناني للنبيذ جيد، ونشكر في هذا السياق وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، لدعمه النبيذ الوطني وتزويد سفراء لبنان بالتوجيهات اللازمة لتسويقه في الخارج»، مشدداً على «أهمية الأسواق الخارجية بالنسبة لهذا القطاع كي يتمكن من تحقيق الاستمرارية والتخلّص من الكساد».

وهنّأ الرئيس عون الوفد على «جهوده في تحسين نوعية النبيذ اللبناني من خلال تقنيين واختصاصيين بارعين يساهمون في ذلك»، آملاً بـ «أن تبقى الأسواق الخارجية مفتوحة أمامه. فلبنان من الآن وصاعداً سيعتمد على جودة هذا الإنتاج لتأمين استمرار قبول هذه الأسواق له».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى