مشقة عمل الأم في أميركا

يستعيد سوق العمل الأميركي عافيته مسجّلا أدنى نسبة بطالة منذ العام 2000، لكن النساء الأمهات غير قادرات على الاستفادة من هذا الوضع، بغياب حضانات الأطفال تحت سن الخامسة، حيث لا تستقبل المدارس الرسمية الأميركية سوى الأطفال فوق سن الخامسة.

وأثارت إليزابيث وارن وهي عضو في مجلس الشيوخ من الحزب الديموقراطي، في جلسة استماع في آخر الشهر الماضي، مسألة تدني نسبة عمالة النساء، علماً أنهنّ يشكّلن مصدراً يمكن التعويل عليه لنمو الاقتصاد الأميركي.

وتساءلت «كيف يمكن للمصرف المركزي أن يعيد إلى سوق العمل النساء اللواتي لا يمكنهنّ أن يعملن بسبب حضانة أطفالهنّ؟».

وصارت الحدائق العامة في واشنطن وضواحيها تكتظّ بالنساء باللواتي تركنَ أعمالهن للاهتمام بأطفالهن، إذ إن عمل الأم في الولايات المتحدة معركة شاقة.

وتقول عالمة الاجتماع كيتلين كولينز إن «سياسات العائلة في الولايات المتحدة هي من الأقل ملائمة للنساء بين كل الدول المتقدّمة». وقد أجرت هذه الباحثة مقارنات بين السياسات العائلية في الولايات المتحدة وتلك في ألمانيا والسويد وإيطاليا.

ففي أوربا تحصل الأمهات على إجازات مدفوعة، وهذه الإجازات أطول في دول شمال أوروبا. لكن الإجازات المدفوعة غير موجودة أصلاً في الولايات المتحدة.

فبحسب القوانين الأميركية، تحصل النساء على إجازة أمومة لمدة 12 اسبوعاً، لكنها غير مدفوعة، كما أن هذا الإجراء لا يُلزم الشركات الصغيرة التي يقلّ عدد موظّفيها عن 50.

وهناك مدارس خاصة تعتني بالأطفال في سنواتهم الأولى، لكنها تكلف سنوياً بين 25 إلى 35 الف دولار، فتقتصر على أصحاب الدخل المرتفع.

وفي العام 2016 صارت الولايات المتحدة تحتل المركز العشرين من أصل 22 في ترتيب منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي حول مشاركة النساء في سوق العمل.

ميدل إيست أونلاين

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى