مزيد من التنديد بـ«الفيتو» الأميركي وقرار ترامب بشأن القدس: لإلغاء الاتفاقات مع العدو الصهيوني ووضع استراتيجية موحّدة لتحرير فلسطين

توالت أمس ردود الفعل المندّدة بقرار الولايات المتحدة بشأن القدس والفيتو الذي استخدمته في مجلس الأمن الدولي لتعطيل مشروع قرار بإبطاله، ودعت المواقف إلى إلغاء الاتفاقات مع العدو الصهيوني، والتوجّه «نحو استراتيجية موحّدة لتحرير فلسطين».

أحزاب برجا

وفي هذا الإطار، وجّه لقاء الأحزاب والقوى الوطنية والإسلامية في بيان بعد اجتماعه الدوري في مركز «جبهة العمل الإسلامي» في برجا، التحية لشعبنا الفلسطيني، و»للمقاومة الفلسطينية بفصائلها كافّة، لوضع خلافاتها جانباً والعمل على تشكيل غرفة عمليات واحدة لتخوض معركة التحرير الشعبية باعتبارها الخيار الوحيد الذي يحقّق آمال الشعب الفلسطيني والشعوب العربية والإسلامية في استرجاع فلسطين كلّ فلسطين لحضن الأمّة».

ودعا اللقاء السلطة الفلسطينية «إلى اتّخاذ قرارات حاسمة لجهة إحياء منظّمة التحرير الفلسطينية وضمّ الفصائل التي لم تكن فيها خاصة حماس والجهاد، وإلغاء كلّ الاتفاقات مع العدو الصهيوني، وكذلك إلغاء التنسيق الأمني الذي لا يستفيد منه سوى العدو الصهيوني».

كذلك دعا «دول العالمين العربي والإسلامي لإلغاء الاتفاقات المعهودة مع العدو الصهيوني»، والتوجّه «نحو استراتيجية موحّدة لتحرير فلسطين».

وحيّا المجتمعون مواقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النوّاب نبيه برّي ووزير الخارجية جبران باسيل والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله.

«الاتحاد»

من جهته، علّق حزب الاتحاد في بيان على الفيتو الأميركي وإفشال القرار العربي بحقّ فلسطين في مجلس الأمن، وقال: «لم يفاجئنا الفيتو الأميركي في مجلس الأمن، الذي جاء في سياق تأكيد المؤكّد بشأن الانحياز الأميركي الكامل إلى جانب الاحتلال والعدوان والاحتضان والرعاية الأميركيّة لإرهاب الدولة الذي تمارسه عصابات الاحتلال الصهيوني في فلسطين، وعرّى أميركا مرة جديدة أمام المجتمع الدولي، إذ إنّه جاء ضدّ إرادة هذا المجتمع ومخالفاً لقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن واستهتاراً بالشرعية الدولية».

وأشار إلى «أنّ هذا الفيتو الذي اتّخذته أميركا، هو بمثابة استفزاز للمجتمع الدولي، بل ويهدّد في مضمونه استقراره كما يهدّد مستقبل العالم نتيجة الصلف الأميركي ومحاولة فرض الهيمنة على العالم وعلى المنظمة الدولية»، مشيراً إلى «أنّ اصطفاف العالم في وجه الفيتو الأميركي، وإن كنّا لا نعوِّل على المؤسسات الدولية في استرجاع الحقوق، إلّا أنّه يعبِّر عن حالة الرفض الدولي للسياسات الأميركيّة المنحازة والخارجة عن القواعد القانونية والمواثيق الأمميّة ومنها شرعة حقوق الإنسان».

وطالب بوقف الصراعات العربية العربية والعربية الإسلامية، مهيباً «بالجميع التوجّه نحو قضية العرب والمسلمين المركزية فلسطين، لأنّ أيّ صراع بين الأخوة والأشقاء يشكّل خدمة لما تقوم به أميركا و»إسرائيل» باغتصاب مزيد من الحقوق الفلسطينية والعربية والإسلامية».

وحيّا «أيقونة النضال الفلسطيني عهد التميمي، التي أثبت الاحتلال باعتقالها أنّه يتجاوز كلّ المحرّمات، فليس غريباً على هذه البطلة التي نشأت في كنف عائلة رفضت أن تخضع لقوانين المحتلّ، وتعرّض والدها إلى الاعتقال 9 مرّات، ووالدتها 5 مرّات وأخيها مرّتين، بخلاف ما عانته من فقدان للعم والخال بسبب الاستشهاد، أن تبادر إلى أخذ دورها بحجز مقعدها في صفوف مقاومة الاحتلال».

ودعا الحزب إلى استمرار التحرّكات والاعتصامات في داخل فلسطين وخارجها من أجل رفض القرار الأميركي ونصرة الشعب الفلسطيني وشبابه المنتفض على الاحتلال، والرافض لسياسات الخنوع والاستسلام.

اعتصامات تضامنيّة

من جهةٍ أخرى، نظّمت «رابطة أطباء الأسنان» في محافظة النبطية و»التجمّع الإسلامي لأطباء الأسنان»، وقفة تضامنيّة مع القدس، أمام بلدية مدينة النبطية بحضور رئيس اتحاد بلديات الشقيف الدكتور محمد جميل جابر، رئيس «رابطة أطباء الأسنان» في المحافظة الدكتور عصام غزال، مدير مديرية النبطية في الحزب السوري القومي الاجتماعي طارق بيطار، رئيس «التجمّع الإسلامي» الدكتور محمد عياد بيطار، ووفد من رابطة أطباء الأسنان الفلسطينيين في لبنان».

مدير «القومي» في النبطية

بداية، الوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء الانتفاضة، ثمّ ألقى بيطار كلمة اعتبر فيها أنّ «أصواتنا خجولة أمام أصوات المقموعين في القدس وفي فلسطين الصمود والعذاب، فلسطين القلب النابض التي نأخذ منها دروس النضال والحرية ومواقف الرجولة»

كما ألقى غزال كلمة، أدان فيها قرار ترامب إعلان القدس عاصمة لـ»إسرائيل»، واعتبره «انتهاكاً لحقّ الشعوب في تقرير مصيرها وخرقاً للقانون الدولي وتعدّياً على حقّ الفلسطينيين في دولة مستقلّة وعاصمتها القدس الشريف»، محذّراً من أنّ «الخطوة التالية ستكون ابتلاع كامل فلسطين، وتهجير الفلسطينيين وتوطينهم في أصقاع العالم».

وطالب «بالتنديد بهذا القرار، والعمل على مقاطعته كلّياً وعدم التعامل مع أيّ هيكل أو إطار ينبثق عنه».

وأقامت «الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين» في مخيم عين الحلوة المؤتمر الثالث عشر لإقليم لبنان بعنوان «مؤتمر الحرية والقدس»، وقفة تضامنيّة لقرار ترامب باعتبار القدس عاصمة لدولة الكيان الصهيوني، في حضور القوى السياسية الفلسطينية الوطنية والإسلامية واللجان الشعبية والاتحادات والمؤسسات الأهليّة في منطقة صيدا ومدير خدمات «أونروا» في المخيم.

ورفعت شعارات تؤكّد «أنّ القدس عاصمة دولة فلسطين الأبدية».

بدايةً، قدّمت عضو قيادة اتحاد الشباب الديمقراطي الفلسطيني «أشد» لارا عثمان كلمة ترحيب بالحضور، ألقى بعدها أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية في صيدا ماهر شبايطة كلمة، أكّد فيها «أنّ قرار ترامب لم يكن سوى حبر على ورق لم يغيِّر شيئاً في المعادلة، وأنّ من يقرّر مصير القدس وفلسطين الشعب الفلسطيني وقيادته»، مؤكّداً «أنّ الردّ على ترامب كان بوحدة الشعب الفلسطيني بكلّ أطيافة السياسية والجماهيرية».

واعتبر «أنّ القدس جمعت العرب والمسلمين والأحرار على مساحة العالم، وقرار ترامب يتنكّر لكلّ القيم الإنسانية والسياسية ويعرِّي الولايات المتحدة الأميركية».

الممثّل السياسي لحركة «حماس» في صيدا أيمن شناعة، وجّه «تحية إلى الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج، المنتفض في وجه قرار ترامب المزعوم أنّ القدس عاصمة دولة الكيان الصهيوني، هذا الحق لا يمتلكه ترامب ولا أيّ كان خارج إطار شعبنا وكلّ أحرار العالم».

ودعا المسؤول عن «الجبهة الديمقراطية» في مخيم عين الحلوة فؤاد عثمان «القيادة الرسمية الفلسطينية إلى عقد اجتماع عاجل للّجنة التنفيذية، ووضع آليّات تنفيذيّة وتطوير ما كانت القوى السياسية الفلسطينية قد توافقت علية لرسم استراتيجية العمل الوطني للمرحلة المقبلة عبر ترتيب البيت الفلسطيني وإعلان إنهاء اتفاق أوسلو وكلّ مفاعيله، ووقف كلّ أشكال التنسيق الأمني والعمل على تشكيل مرجعيّة وطنية موحّدة وائتلافية للقدس».

وختم: «القدس قلب الحقوق الفلسطينية وعاصمة دولتنا المستقلة المقبلة، وستبقى جزءاً لا يتجزّأ من الأرض الفلسطينية».

«تجمّع العلماء»

بدوره، دعا «تجمّع العلماء المسلمين» في بيان بعد اجتماع مجلسه المركزي، شعبنا الفلسطيني إلى «تنسيق خطواته وتنظيمها كي تبقى بالوتيرة نفسها، بل تتصاعد»، مقترحاً في هذا المجال تشكيل هيئة عليا للانتفاضة تخطّط لاستمرارية الانتفاضة وابتكار تحرّكات من نوع جديد وغير مسبوقة.

وأدان «الفيتو الأميركي في مجلس الأمن بحقّ القرار الذي كان سيلزم الولايات المتحدة الأميركية التراجع عن قرارها، مع أنّ قانون مجلس الأمن لا يسمح للدولة صاحبة الحق بالفيتو في استعماله، فيما لو كنت هي المستهدفة بهذا القرار، والظاهر أنّ الدول التي قدّمته تقصّدت أن يكون بهذا الشكل كي لا يشكّل إدانة للولايات المتحدة الأميركية ضمن خطة استيعاب ردود الفعل المتّفق عليها بين أميركا وبعض الدول العربية».

وأيّد دعوة الجمعية العامّة للأمم المتحدة للانعقاد، مستنكراً «الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة الأميركية والكيان الصهيوني على بعض الدول كي لا تصوّت إلى جانب قرار إدانة نقل السفارة، وتأكيد أنّ القدس هي عاصمة لفلسطين».

ووجّه التحية «للبطلة عهد التميمي على كلّ تاريخها المشرق في مقاومة الكيان الصهيوني، والتي عبّرت بقبضتها الطفولية عن أنّها أقوى بكثير من صواريخ العالم العربي التي لم تطلق يوماً إلّا على شعوبها والعالم العربي»، متسائلاً «أين هي المؤسسات الدولية التي تحمي الحق في التعبير، والطفولة التي ينتهكها الكيان الصهيوني يومياً؟».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى