دمشق تردّ على أردوغان: تصريحاتك لن تبرّئك من جرائمك تجاه سورية

ردّت الخارجية السورية أمس، بشدّة، على تصريحات للرئيس التركي رجب طيب أردوغان من تونس، التي هاجم فيها الرئيس السوري بشار الأسد، بأنّه لا يمكن أن يكون جزءاً من الحلّ السياسي في سورية.

وقال مصدر رسمي في وزارة الخارجية السوريّة، إنّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يستمرّ بـ»تضليل الرأي العام التركي في فقاعاته المعتادة، في محاولة يائسة لتبرئة نفسه من الجرائم التي ارتكبها بحق الشعب السوري عبر تقديمه الدعم اللامحدود بمختلف أشكاله للمجموعات الإرهابية في سورية».

وفي تصريح لوكالة «سانا» أمس، أشار المصدر إلى أنّ «أردوغان الذي حوّل تركيا إلى سجن كبير وكمّ أفواه أصحاب الرأي والصحافة وكلّ من يختلف معه، لا يملك أيّ صدقيّة لإلقاء العظات التي لم تعد تلقى أيّ اهتمام، بل تشكّل إدانة جديدة له».

وأضاف المصدر، أنّ «جنون العظمة وأوهام الماضي التي تسكن داخل أردوغان جعلته ينسى أنّ امبراطوريته البالية قد اندثرت إلى غير رجعة».

وأكّد المصدر في الخارجية السوريّة، أنّ «الشعوب الحرّة هي التي تملك خياراتها وقراراتها الوطنيّة وتدافع عن سيادتها، ولن تسمح لأردوغان التدخّل بأيّ شكل في شؤونها».

وفي السياق ذاته، قال عضو المكتب السياسي لحزب التيّار الشعبي التونسي، رضا الجندوبي، إنّ أردوغان «جلب كثيراً من الكوارث للأمّة»، وأنّ موقفه الأخير الذي أطلقه من تونس حول سورية «يتناقض مع الديمقراطية، ويعتبر تدخّلاً في الشأن السوري الداخلي».

واعتبر الجندوبي أنّ أردوغان يدافع عن القدس ولكنّه في الوقت نفسه يطبّع مع «إسرائيل»، كاشفاً عن رفض قوى سياسية تونسية كثيرة لزيارة أردوغان إلى تونس، وأنّ هذه القوى تعتبره شخصاً غير مرحّب به.

على صعيدٍ آخر، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إنّ القضاء على «جبهة النصرة» أهم مهمّة في مجال مكافحة الإرهاب في سورية، مؤكّداً أنّ موسكو تملك معلومات حول حصول مسلّحي هذا التنظيم على دعم خارجي.

وأوضح لافروف خلال اللقاء مع رئيس ما يسمّى بتيّار «الغد السوري» المعارض أحمد جربا في موسكو، أمس، أنّه تمّ توجيه ضربة حاسمة لتنظيم «داعش» في سورية، على الرغم من أنّ بعض المسلّحين الهاربين من ساحة المعركة يحاولون إعادة التجمّع في روسيا، أو الهروب للخارج، لكنّه من الواضح أنّ المعركة الأساسية باتت في الماضي.

وبالنسبة للحوار السوري، أكّد وزير الخارجية الروسي دعوة المعارضة الخارجية المشاركة في مفاوضات جنيف، لمؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي، مشيراً إلى أنّ هدف المؤتمر هو إرساء الأُسس لإطلاق إصلاح دستوري في سورية.

كما لفت لافروف إلى أنّ تنظيم «جبهة النصرة» يتلقّى دعماً من الخارج لمحاربة الجيش السوري.

من جانبه، أعرب أحمد الجربا عن قلقه إزاء الأوضاع الإنسانية في منطقة الغوطة الشرقية بريف دمشق، وعن أمله بأن تبذل روسيا جهوداً لتحسين الوضع هناك، قائلاً: «هناك مآسٍ إنسانيّة على أعلى مستوى، ونأمل بأن تتدخّل روسيا بثقلها لعودة الأمور إلى نصابها»، بحسب تعبيره.

كما تطرّق إلى مسألة مؤتمر الحوار الوطني السوري، قائلاً: «سنقيّم معكم هذا الموضوع لنرى كيف ستجري الأمور، وأعرب كذلك عن الأمل بإقامة حوار مباشر بين وفدي المحكومة والمعارضة إلى مفاوضات جنيف».

وفي هذا الصدد، اعتبر ألكسندر لافرينتيف المبعوث الروسي الخاص للتسوية السوريّة، أنّ الحلّ في سورية لا يتطلّب المماطلة أبداً، وشدّد على ضرورة الإسراع في عقد مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي.

وقال: «لقد تعهّدت الدول الضامنة للتسوية خلال مشاورات أستانة الأخيرة بالعمل على تسهيل انعقاد هذا المؤتمر الهام، الذي سيشكّل منعطفاً هامّاً على طريق التسوية السياسيّة في سورية».

«موعد سوتشي تقرّر بشكل نهائي، وسينعقد يومي الـ29 والـ30 من كانون الثاني المقبل، والجميع وافقوا على هذا الموعد لإدراكهم ضرورة عدم المماطلة بما يخدم التمهيد لمفاوضات جنيف وتطويرها».

بالتوازي، اتّهم رئيس أركان القوّات الروسية فاليري غيراسيموف الولايات المتحدة بتدريب إرهابيّين معظمهم من «داعش» في قاعدة التنف في سورية.

وقال غيراسيموف، إنّ القوّات السورية حاصرت القاعدة الأميركية في التنف على نحو كامل.

وأضاف أنّ المتدرّبين الإرهابيين في التنف ينشطون بمسمّيات جديدة بينها جيش سورية الجديد، وأضاف أنّ الأميركيّين يدرّبون أيضاً مسلّحين في الشدادي بالحسكة، مؤكّداً أنّ روسيا لن تسمح بخروج مسلّحي «داعش» الأجانب من القتال أحياءً ليغادروا إلى أفريقيا وأميركا وآسيا وأوروبا.

ميدانياً، أعلن الهلال الأحمر السوري نقل عدّة حالات إنسانية من الغوطة الشرقية لدمشق إلى مستشفيات العاصمة.

وذكر الهلال الأحمر، أنَّ العملية جاءت بعد زيارة رئيس الاتّحاد الدوليِّ لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر فرانشيسكو روكا الأسبوع الماضي إلى سورية، ولقائه مع الرئيس بشار الأسد.

ولفتَ في بيانه إلى أنّ تنفيذ هذه المهمة تمّ بعد «مفاوضات طويلة من رئيس منظمة الهلال الأحمر العربي السوري المهندس خالد حبوباتي، ورئيس الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر فرانشيسكو روكا».

وقال نشطاء، إنّ سيارات الهلال الأحمر دخلت من معبر مخيم الوافدين الثلاثاء، وقامت بإجلاء 5 حالات مرضيّة من غوطة دمشق الشرقية، والتي تعدّ بمثابة أول دفعة من الخارجين لتلقّي العلاج في مشافي خارج الغوطة، ومن المرتقب أن يجري إخراج نحو 25 آخرين في الأيام المقبلة على دفعات متفرّقة.

وأول أمس الثلاثاء، أعلن الإعلام الحربي عن أنّ الجيش السوري أوقف عملياته على محور مغر المير – بيت جن في ريف دمشق، بعد استسلام مسلّحي «جبهة النصرة» وفصائلها. وأضاف أنّ المسلّحين رضخوا للدخول في مفاوضات لنقلهم بعد إحكام الطوق على المنطقة.

وبحسب الإعلام الحربي، فإنّ الجهات المختصة تعمل على ترتيب اتفاق يقضي بنقل المسلّحين إلى إدلب ودرعا خلال الأيام المقبلة.

وكان الإعلام الحربي نقل عن تنسيقيّات المسلّحين الاثنين الماضي، أنّ الجيش السوري باتَ على وشك إنهاء وجود «جبهة النصرة» في آخر معاقلها في الغوطة الغربية لدمشق.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى