فلسطين تسلّم صكوك الانضمام للمعاهدات الدولية

أعلن وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي بأنّ الوزارة باشرت بتسليم صكوك الانضمام للاتفاقيات والمعاهدات الدولية إلى «الجهات الوديعة» بعد توقيعها من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.

وذكر أنّ الوثائق تتعلّق باتفاقيات نزع التسلّح، والسلاح النووي، وأسلحة الدمار الشامل، بالإضافة إلى استكمال منظومة حقوق الإنسان ومنع الجرائم العابرة للحدود وغيرها.

وأشاد المالكي بدور الخارجية والدبلوماسية الفلسطينية، ونوّه بالمسؤوليات الضخمة التاريخية التي تقع على عاتقها. وأكّد أنّ بلاده مستعدّة لتنفيذ كلّ بنود الاتفاقيات التي وقّعتها. وطالب المجتمع الدولي بإلزام الكيان الصهيوني بتطبيق قرارات الأمم المتحدة والشرعية الدولية، والاحتكام إلى مواد الاتفاقيات الدولية.

وقال الوزير، إنّ دولة فلسطين انضمّت إلى 22 اتفاقية ومنظّمة دولية، وشدّد على أنّ ذلك يُعتبر أداة رئيسية في اعتماد القانون الدولي لتحقيق حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة والتوصّل إلى إنهاء الاحتلال واستقلال دولة فلسطين ضمن حدود عام 1967 مع عاصمتها القدس، وتنفيذ القرار 194 الخاص بعودة اللاجئين.

إلى ذلك، حذّر رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو حركة «حماس» من أيّ «تصعيد» عسكري، مهدّداً باستخدام «كافة الوسائل» للدفاع عن كيانه الاستيطاني.

وقال نتيناهو خلال مراسم في إحدى القواعد الجويّة: «لن نسمح ولن نقبل بأيّ تصعيد من قِبل حماس أو عناصر إرهابية أخرى ضدّ «دولة إسرائيل»، وفق ما نقل عنه مكتبه. وأضاف: «سنستخدم كافّة الوسائل للدفاع عن سيادتنا وعن أمن مواطنينا»، بحسب تعبيره.

وكان رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس، خالد مشعل، قال خلال زيارته للمملكة المغربية، إنّ حلّ قضية القدس يبدأ في المواجهة والمقاومة والانتفاضة ضدّ الكيان الصهيوني.

وبحسب رؤية مشعل، فإنّ الطريقة المثلى لثني الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وإجباره على التراجع عن قراره نقل سفارة واشنطن إلى القدس، تكمن في «المواجهة والمقاومة والانتفاضة والضغط على الاحتلال»، وبعد ذلك يأتي الدور السياسي والوساطات الدولية كعامل مساعد لقطف الثمار، فالحلّ، وفقاً لمشعل، «يُصنع على الأرض من خلال الضغط الحقيقي على الاحتلال».

وأضاف مشعل خلال تصريحات أدلى بها للصحافيين في العاصمة المغربية الرباط، قائلاً: «بالنسبة لنا في حماس، لم نكن مقتنعين بالوساطة الأميركية من قبل، فمن باب أولى أن لا نقتنع فيها من بعد. لكن الذين جرّبوا خيار التسوية والتعامل مع أميركا كراعٍ لها، اكتشفوا فعلاً أنّها ليست فقط منحازة، بل إنّها تسبق الموقف «الإسرائيلي»، كما صدمتنا في موضوع القدس، ولذلك هؤلاء لفظوا أيديهم من أميركا ورفضوا أن تكون راعياً، وأتمنّى أن يصمدوا على هذا الموقف».

وحول قرار غواتيمالا نقل سفارتها إلى القدس، قال مشعل: «سيكتشف هؤلاء خطأهم، وسنجبر الإدارة الأميركية على التراجع، وهذه القدس ستلفظ الغزاة والمحتلّين ومن يناصرهم، ولا أحد يراهن أنّ القدس ستكون تحت الهيمنة «الإسرائيلية». سننتزعها رغماً عن الاحتلال».

وفي ردّ على سؤال حول المستوى الذي وصلت إليه المصالحة الداخلية الفلسطينية، أوضح مشعل أنّ مراحل متقدّمة أُنجزت في هذا الملف، وقال: «لعلّ معركة القدس تزيدنا وحدة، وحرصاً على إتمام المصالحة بأسرع وقت ممكن».

من جهةٍ أخرى، طلبت النيابة العسكرية الصهيونية أمس، تمديد اعتقال الفتاة الفلسطينية الناشطة عهد التميمي، لمدة أسبوع إضافي.

وأوضحت وكالة «معا» الفلسطينية، أنّ النيابة تقدّمت بهذا الطلب بحجّة استكمال التحقيق مع التميمي.

وتعقد محكمة عوفر العسكرية جلسة للنظر في قضية التميمي ودراسة الدعوة لتمديد اعتقالها، إلّا أنّها لم تصدر حتى الآن قراراً حول هذا الشأن.

واعتقلت قوات الاحتلال عهد التميمي فجر 19 كانون الثاني الحالي، بعد انتشار مقطع فيديو يظهرها وهي تضرب جنديّين صهيونيين في محاولة لطردهما من ساحة بيتها في قرية النبي صالح شمال رام الله.

تظهر عهد في الشريط مع قريبتها نور وهما تقتربان من الجنديين اللذين يستندان إلى جدار منزل عائلة التميمي، وتبدآن بدفع العسكريين، وثمّ تقومان بركلهما وصفعهما وتوجيه لكمات لهما.

وأثار الحادث غضب المتابعين للمشهد في الكيان الصهيوني، والذين اعتبروا ذلك «إهانة لجيشهم».

وعلى خلفية ذلك، تعهّد وزير دفاع العدو أفيغدور ليبرمان، بالقبض على الطفلة الفلسطينية ومعاقبتها، ومعاقبة كلّ من ظهر معها في الفيديو وهو يقاوم جنوده.

وقد عقّب ليبرمان على اعتقال الجيش لعهد بالقول: «كلّ من في محيطها، ليس فقط الفتاة، ولكن أيضاً ذووها لن يفلتوا ممّا يستحقّونه».

وفي السياق، أخلت سلطات الاحتلال الأربعاء سبيل الطفل الفلسطيني فوزي الجنيدي المعتقل منذ ثلاثة أسابيع في مدينة الخليل.

وفي تصريحات إعلامية أدلى بها الفتى البالغ 16 عاماً من العمر، فور إطلاق سراحه بكفالة 10 آلاف شيكل نحو 2900 دولار ، أعلن أنّه ضُرب ضرباً مبرحاً، وعومل بقساوة من قِبل جيش الاحتلال خلال اعتقاله أثناء هروبه من الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية، عندما كان في طريقه إلى منزل أحد أقربائه.

ونقلت مصادر عن الجنيدي، قوله إنّ «العسكريين الإسرائيليّين شرعوا في الاعتداء على كلّ أنحاء جسده ورأسه فور اعتقاله، وألقوا به على الأرض، ثمّ جلس عدد من الجنود فوقه وداسوا عليه بأرجلهم.

وأكّد الفتى أنّه كان مرعوباً ولم يكن يدرك ما يجري له، وبعد تكبيله نُقل إلى سجن لا يعرف مكانه، ويعاني من آلام في جسده. كما عُذّب في المعتقل أيضاً، وكان معصوب العينين وسكبت المياه الباردة على رجليه خلال التحقيق معه.

تجدر الإشارة إلى أنّ الفتى الجنيدي أصبح رمزاً بعد أن تداولت وسائل الإعلام صوراً لاعتقاله من قِبل 23 جندياً وهو شامخ الرأس.

وكان ترامب قرّر مطلع كانون الأول الماضي الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني، وأمر بنقل السفارة الأميركية من «تل أبيب» إلى القدس، ما أثار إدانات شديدة اللهجة من العالمَين العربي والإسلامي والمجتمع الدولي.

وأدّى قرار ترامب الأحادي إلى تظاهرات يومية في الأراضي الفلسطينية، كما استشهد 12 فلسطينيا منذ ذلك الحين، عشرة منهم في مواجهات مع جيش الاحتلال في غزة والضفة الغربية، واستشهد اثنان في غارة «إسرائيلية» على قطاع غزة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى