خامنئي: الأعداء يستخدمون المال والسلاح وعملاء المخابرات لتوجيه ضربة للشعب الإيراني

قال المرشد الإيراني السيّد علي خامنئي إنّ «الأعداء ينتظرون أيّة فرصة لتوجيه ضربة للشعب الإيراني».

وأكد خلال لقاء مع أُسر الشهداء على أنّ «الأعداء يثيرون التوتر في إيران ويستخدمون المال والسلاح وعملاء المخابرات»، مضيفاً أنّ لديه ما يقوله «في الوقت المناسب للشعب الإيراني حول التطورات الحالية».

كلام المرشد الإيراني يأتي بعد وقت من تأكيد المتحدث باسم الحرس الثوري أن الأوضاع في طهران وباقي المدن الايرانية الأخرى «تحت السيطرة»، وذلك إثر مقتل خمسة أشخاص في هجوم لمثيري الشغب على قائم مقامية مدينة «قهدريجان» في محافظة أصفهان، فيما قُتل شخصان في مدينة «خميني شهر» في أصفهان في إطلاق نار عشوائي لمثيري الشغب.

وبحسب مصادر محلية فقد عاشت مدن إيرانية عدة ليلة هادئة خلت من أي تجمعات احتجاجية وأبرزها مدينة مشهد بحسب حاكم آمر المدينة، وهي التي انطلقت منها التظاهرات المطلبية قبل ستة أيام، فيما شهدت مدن أخرى تظاهرات شعبية رافضة للعنف، حيث خرج العديد من أبناء مدن الأهواز وزنجان وغيرها من المدن.

من جهته، ردّ المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي على تدخّلات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالقول «على ترامب أن يهتم بشؤون بلاده الداخلية»، لافتاً إلى أنّ الأخير «يُخاطب شعباً له حضارة تمتد لآلاف السنين بعبارات مهينة».

واعتبر قاسمي مواقف ترامب متناقضة ومضطربة تجاه الإيرانيين «وهذا ليس بالأمر الجديد»، حسب تعبيره، مستغرباً كيفية «وصفه الشعب الإيراني بالإرهابي بينما يتعاطف مع الإيرانيين اليوم».

فيما شددّ المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني رمضان شريف على أنّ «الأوضاع في طهران وباقي المدن الإيرانية الأخرى تحت السيطرة».

وأكد شريف ألاّ حاجة حالياً لتدخل قوات الحرس الثوري في الأحداث الجارية، وقال «إنّ قوات الشرطة والأمن الداخلي تقوم بواجبها بشكلٍ جيد»، مضيفاً أنّ «بعض المدن الإيرانية طلبت مساعدة قوات التعبئة الشعبية الباسيج».

بدوره، أكد نائب مقر ثار الله التابع للحرس الثوري الإيراني العميد إسماعيل كوثري «أنّ عدد المشاركين في الاحتجاجات في طهران أمس، انخفض إلى حدّ كبير».

كوثري أشار إلى أن «الهدوء عاد إلى وسط العاصمة خلال فترة قصيرة»، مشدّداً على أنه «ستتمّ ملاحقة الذين ألحقوا خسائر بالممتلكات أثناء الاحتجاجات»، لافتاً إلى أنّ «دور الحرس الثوري في طهران اقتصر على مراقبة الأوضاع فقط».

من جهته، قال حسين ذو الفقاري معاون الشؤون الأمنية والشرطية لوزير الداخلية الإيراني إن «الأوضاع عادية في معظم مناطق البلاد وبالتعاون مع الشعب وبهمة الأجهزة المختصة ستنتهي حالة عدم الاستقرار إثر أعمال الشغب في بعض المناطق قريباً».

ولاحقاً، قال رئيس محكمة الثورة في طهران موسى غضنفر آبادي «إن كل مَن اعتُقل بعد اليوم الثالث من الاحتجاجات سيلقى عقاباً قاسياً»، مؤكداً أن «كلما استمرت أحداث الشغب أكثر زادت عقوبة الضالعين فيها». وشدّد على أنه «لن يجري التعامل مع الموقوفين كأصحاب مطالب محقة بل باعتبار أن حراكهم يستهدف أصل النظام»، وأضاف أن «بعض الموقوفين سيحاكمون بتهمة استهداف الأمن القومي وتخريب الممتلكات العامة».

بدوره، كشف معاون الشؤون السياسية والأمنية لحاكم طهران عن «توقيف 450 ممن قاموا بأعمال شغب في طهران في الأيام الـ3 الماضية».

ومساء الإثنين، واصلت مدن عدة تظاهراتها التي دخلت مرحلة جديدة من خلال استخدام الأسلحة، حيث أطلق «متظاهرون مخرّبون»، بحسب التلفزيون الإيراني النار في نجف أباد في اصفهان على عناصر الشرطة ما أدّى الى مقتل واحد وجرح ثلاثة، كما قتل أيضاً عنصران من قوات التعبئة البسيج في المدينة نفسها.

وكالة أنباء رجا نيوز الإيرانية ذكرت «أن اثنين من المواطنين في مدينة خميني شهر في محافظة أصفهان قتلا أيضاً إثر إطلاق نار عشوائي لمثيري الشغب»، كما لفتت الوكالة إلى «مقتل 5 أشخاص إثر هجوم لمثيري الشغب على قائم مقامية مدينة قهدريجان في محافظة أصفهان».

كما أشارت الوكالة إلى «جرح 12 من رجال الشرطة في أراك أيضاً إثر الاشتباك مع مثيري الشغب».

بدوره، قال المتحدث باسم الشرطة الإيرانية «إن الشرطة ألقت القبض على 4 أشخاص ممن أهانوا العلم الإيراني خلال الأيام الماضية حرقاً أو تمزيقاً بعد التعرّف عليهم وتحديد هوياتهم».

وفي العاصمة طهران، بدت الأمور أكثر هدوءاً، حيث اقتصرت التحركات على مجموعات صغيرة لا يتجاوز مجموعها المئة شخص في شارع انقلاب وسط طهران عملت الاجهزة الامنية على تفريقها.

وفي سياق متصل، وجهّت وزارة الداخلية الإيرانية دعوة تحت عنوان «لجنة الحوار السياسي» إلى أمناء ومسؤولي الأحزاب المختلفة في إيران من مختلف التيارات لتناقش معهم التطورات الاخيرة في البلاد.

وأكد المجتمعون في الاجتماع الذي عّقد صباح أمس على «ضرورة إيلاء المسؤولين الاهتمام لحل المشكلات الاقتصادية والمعيشية وإزالة الفوارق والتمييز، وإلى التعامل مع التطورات الأخيرة في إيران على مستويين هما: عدم الرضى الشعبي خاصة اقتصادياً، والفوضى والتخريب».

المعاون الأول للرئيس الإيراني اسحاق جهانغيري رأى أن «تحسين الأوضاع يتم عبر الإصلاحات التدريجية بمشاركة الجميع».

وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني قال أول أمس «إن المسؤولين والشعب الإيراني سيردّون على مَن قال إنه سينقل المشاكل إلى داخل إيران».

وخلال اجتماعه برؤساء اللجان البرلمانية، أضاف روحاني أنّ «الأعداء منزعجون من عظمة الشعب ونجاحاته وتطوّر البلاد»، مشيراً إلى أنّ «حكومته تتعامل مع الانتقادات واعتراضات الناس كفرصة وليس كتهديد»، ومؤكداً أنّ «الشعب سينزل بالملايين إلى الشوارع دعماً للنظام، إن تطلّب الأمر».

روحاني اعتبر أن «كل الذين تجمّعوا في الشوارع في الأيام الماضية لم يأخذوا أوامرهم من الخارج بالضرورة، بل إن بعضهم نزل بسبب مشاكله».

من جهته، ندّد وزير الدفاع الإيراني العميد أمير حاتمي بما سمّاه «مخططات الأعداء»، وقال «إنّ الاستكبار العالمي وأعداء إيران يخططون لزعزعة الاستقرار في البلاد».

وأشار حاتمي، في تصريح أدلى به أمام حشد من مدراء وخبراء وزارة الدفاع أول أمس، إلى التطورات الأخيرة في البلاد، مؤكداً ضرورة التضامن والوحدة والتكاتف الوطني من أجل «إحباط مؤامرات الأجانب وفتنهم».

بدوره، حذّر أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران محسن رضائي من أنّ «التدخّل الأميركيّ في شؤون إيران لن يمرّ من دون ردّ».

وفي ردود الفعل، أعربت تركيا أمس، عن «قلقها» إزاء التظاهرات المتواصلة في إيران منذ الخميس الماضي احتجاجاً على الضائقة الاقتصادية والحكومة، محذّرة من مغبة أي تصعيد للاضطرابات.

وأجرى وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو اتصالاً هاتفيًا مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف لبحث تطورات المشهد في ايران.

وقالت وزارة الخارجية في بيان إن «تركيا قلقة إزاء الأنباء عن أن التظاهرات في ايران… تنتشر وتوقع قتلى وأيضاً وإزاء الأضرار التي لحقت ببعض المباني الحكومية»، داعية «إلى تغليب المنطق لمنع أي تصعيد».

كما أكد مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين أن سورية «تدين بشدة وترفض بشكل مطلق المواقف الصادرة عن الإدارة الأميركية والكيان الصهيوني وأدواتهما بخصوص الأوضاع الراهنة في إيران وأن سورية واثقة بأن إيران ستتمكن من إفشال هذه المؤامرة والاستمرار في مسيرة التطور والبناء ومتابعة دورها في نصرة القضايا العادلة للشعوب».

وفي بريطانيا، دعا وزير الخارجية بوريس جونسون إيران «إلى الدخول في حوار جاد بشأن القضايا التي أثارها المحتجون»، واصفاً إياها بـ «المشروعة والمهمة».

من جانبه، أعرب الاتحاد الأوروبي عن «أمله في أن تضمن طهران حق التظاهر»، وقالت المتحدثة باسم وزيرة الخارجية الأوروبية فيديريكا موغيريني إن «الاتحاد يتابع التظاهرات التي قام بها مواطنون إيرانيون وهو على اتصال بالسلطات الإيرانية، ويتوقع أن يكون الحق في التظاهر السلمي وحريّة التعبير مضموناً».

بدورها، أعربت الخارجية الفرنسية عن «قلقها إزاء سقوط قتلى خلال الاحتجاجات في إيران وتزايد أعداد الموقوفين في صفوف المحتجين هناك»، مشددة على أن «التظاهر أحد الحقوق الأساسية للإنسان».

وأعلنت الخارجية الفرنسية في بيان، أمس: «تتابع سلطات فرنسا عن كثب تطوّرات الوضع في إيران. وبهذا الصدد، تذكر فرنسا بأن الحق في التظاهر يمثل أحد الحقوق الأساسية للمواطنين ، مثلما إمكانية نشر المعلومات. تعرب فرنسا عن قلقها من عدد كبير من الضحايا والتوقيفات في إيران».

وأشارت باريس إلى أن «كل هذه الأسئلة وكذلك مسألة احترام حقوق الإنسان عموماً ستكون في صدارة تبادل الآراء مع السلطات الإيرانية الذي سيجري خلال الأسابيع المقبلة».

وفي ظل مواصلة الاحتجاجات في مدن إيرانية، واجه متحدّث باسم الخارجية الفرنسية، اليوم، صعوبة في الإجابة على سؤال صحافيين حول مصير زيارة وزير الخارجية جان إيف لودريان، لطهران التي كانت مقرّرة يوم الجمعة الـ 5 كانون الثاني الحالي، تمهيداً لزيارة رئيس الجمهورية إيمانويل ماكرون، لإيران.

وقال المتحدث: «في المرحلة الحالية لا نستطيع تقديم أي معلومة بهذا الخصوص».

مع ذلك، شدّد المتحدث على أن «فرنسا تؤيد حواراً منتظماً ومباشراً وجاداً مع إيران، يتضمّن بحث حالة حقوق الإنسان».

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قال أول أمس، في تغريدة على موقع تويتر إنّ الوقت قد حان من أجل التغيير في إيران.

وهذه هي التغريدة الثانية لترامب حول التطورات الداخلية في إيران خلال يومين.

وأضاف ترامب أنّ «إيران فشلت على المستويات كلها، على الرغم من الاتفاق الرهيب الذي أبرمته معها إدارة أوباما».

من جانبه، أعلن نائب الرئيس الأميركي مايك بنس أن بلاده «لن تتخلّى عن دعم المتظاهرين في إيران».

بنس أكد في تغريدة على تويتر أن الولايات المتحدة «لن تكرّر أخطاء الماضي عندما تجاهل آخرون ما سمّاه «المقاومة البطولية للشعب الإيراني»

وأضاف أن «المقاومة المستمرة للإيرانيين» تعطي «أملاً لكل مَن يكافح من أجل الحرية».

امّا رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو فأشاد بالمحتجين ضد الحكومة في إيران، نافياً اتهامات طهران لـ«إسرائيل» بأنها تقف وراء المظاهرات.

وقال نتنياهو في فيديو نشره على صفحته الرسمية على موقع فيسبوك «أتمنى للشعب الإيراني النجاح في سعيه النبيل نحو الحرية».

بدوره، أكد وزير الأمن «الإسرائيليّ» أفيغدور ليبرمان أن منفعة «إسرائيل» تكمن في لفت أنظار العالم إلى ما يجري في إيران لا في غزة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى