روحاني: الشعب له مطالب سياسية واجتماعية وواشنطن فشلت باستصدار قرار ضدّ البلاد ظريف: الولايات المتحدة لا تهتمّ بحقائق المنطقة وتواصل سياساتها المخرّبة

قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن «الاحتجاجات في إيران ليست موجّهة نحو الاقتصاد فحسب»، موضحاً أنّ «الشعب له مطالب سياسية واجتماعية»، داعياً إلى «إصلاح أخطاء الحكومة».

وأكد روحاني «فشل واشنطن باستصدار قرار في مجلس الأمن ضدّ بلاده على خلفية الاحتجاجات».

من جهة أخرى، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف «أن اعتراف الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لـ«إسرائيل» يمثل عداوة صريحة مع الشعوب والدول الإسلامية».

وخلال كلمة له في افتتاح مؤتمر طهران الأمني الذي تشارك فيه 200 شخصية إيرانية وعربية وعالمية، أكّد ظريف أنّ «قضايا المنطقة كلّها مرتبطة بالقضية الفلسطينية»، مشدداً على أنّ «الولايات المتحدة لا تهتمّ بحقائق المنطقة وتواصل سياساتها المخرّبة من خلال وجودها في الأراضي السورية».

ظريف عبّر عن سعادة بلاده بوقوفها «إلى جانب الشعبين العراقي والسوري المقاومَيْن في الحرب التاريخية ضد داعش»، معتبراً أن «إعادة إعمار العراق وسورية من الأمور المهمة التي يجب على المجتمع الدولي الاهتمام بها».

واعتبر وزير الخارجية الإيراني أن «تيّارات التطرّف والعنف التي فرضت على المنطقة أخطر المراحل وأكثرها خطورة في طريقها إلى الزوال»، مشيراً إلى أن «من الناحية العسكرية تمّ القضاء على خلافة داعش المزعومة».

ورأى ظريف أن مواصلة مواجهة بقايا تنظيم «داعش» والأفكار المتطرّفة الخطيرة في سورية والعراق تتطلّب قطع تمويلها، وتابع «داعش أوجد شبكات واسعة في العديد من الدول في آسيا الوسطى والغربية، خاصة في أفغانستان وشمال أفريقيا، ما يجعله تهديداً جدّياً».

وأشار إلى أن «السعي لإيجاد منطقة قوية بعيداً عن حذف دور الآخرين وفق قاعدة رابح رابح، يمثّل استراتيجية ثابتة لإيران»، مضيفاً «لا يمكن لأيّة دولة أن توفّر الأمن لنفسها من خلال زعزعة أمن جيرانها».

وفي سياق منفصل، قال ظريف، «إن إيران والاتحاد الأوروبي سيعقدان اجتماعاً تشاورياً حول خطة العمل المشترك الشاملة الاتفاق النووي ».

ورداً على سؤال حول دعوة المسؤولين الألمان له لزيارة ألمانيا لمناقشة الأحداث الأخيرة في المدن الإيرانية، أوضح ظريف «نظراً لأهمية الاتفاق النووي ونظراً لسياسات أميركا المدمّرة ووفقاً للمحادثات التي جرت، فقد تمّ الاتفاق على عقد اجتماع تشاوري بين إيران وثلاثة أعضاء في الاتحاد الأوروبي حول الاتفاق النووي».

وصرّح ظريف بأن «بعض وسائل الإعلام، بخاصة الصهيونية منها، حاولت تضليل الرأي العام في هذا المجال وبثّ أخبار مزيفة ولا أساس لها من الصحة».

بدوره قال وزير الدفاع الإيراني العميد أمير حاتمي إنّ «دعم إيران لسورية والعراق حكومةً وجيشاً وشعباً هو دليل واضح على تحمّل إيران مسؤوليّاتها»، مؤكداً أنّ «بلاده ستبذل كل الجهود لتعزيز الأمن والسلام عالميّاً».

ورأى حاتمي في كلمة له في المؤتمر أن «بيع الأسلحة بشكل غير محدود من الغرب لدول ديكتاتورية وغير ديمقراطية حوّل المنطقة مستودعَ بارود، وعقّد المعادلات الأمنية في المنطقة»، كما اتهم الولايات المتحدة «التي ترفع شعار أميركا أوّلا» بأنها «تُفضّل اقتصادها على أمن الدول الأخرى».

الوزير الإيراني أضاف في هذا الإطار أن «المجتمع الدولي ينتظر جواب الولايات المتحدة على جرائمها في أفغانستان والعراق وفلسطين وتأسيس المجموعات الإرهابية».

واعتبر حاتمي أن «السكوت عن جريمة الاعتداءات على اليمن دليل على عدم المسؤولية وعدم الأخلاق بالنسبة لدولة عظمى وعضوة دائمة في مجلس الأمن الدولي»، قائلاً إن قضايا المنطقة يمكن أن تُحلُّ بالاستناد إلى قدرة العالم الإسلامي والدول الإقليمية صاحبة النفوذ في المنطقة.

في سياق متصل، اعتبر المتحدّث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي خلال موتمره الصحافي أن «مواقف الإدارة الأميركية خلال الجلسة الأخيرة لمجلس الأمن الدولي تُعتبر هزيمة أخرى ضمن سلسلة الهزائم السابقة للسياسة الخارجية لإدارة الرئيس الأميركي ترامب».

وقال قاسمي «إن المجتمع الدولي وأعضاء مجلس الأمن أثبتوا في جلسة مجلس الأمن الأخيرة رفضهم التبعية لإدارة الرئيس ترامب، مشيراً إلى أن إيران لا يمكن أن تعلِّق في كل الأحوال الآمال على سلوك ترامب وتصرفاته».

وحول ما تردّد في طهران من دور لإقليم كردستان في الأحداث الإيرانية الأخيرة، أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية «أن إيران تستبعد أن تكون سلطات إقليم كردستان العراق قد أقدمت على أي إجراء ضد الأمن القومي الإيراني في الأحداث الأخيرة».

وشدّد قاسمي بالقول «نحن نولي أهمية خاصة للتكذيب الذي أصدره رئيس وزراء الإقليم نيجرفان بارزاني بشأن ضلوع الإقليم في أحداث إيران الداخلية ومن جهتنا ليس لدينا أي أدلة على ضلوع إقليم كردستان بذلك».

وأضاف قاسمي «أن أي قرار أميركي غير منطقي حول الاتفاق النووي سيؤدي إلى ندم واشنطن»، لافتاً إلى أن «خروج أميركا المحتمل من الاتفاق النووي سيواجه برد إيراني حازم».

وفي السياق نفسه، قال معاون وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في كلمة له خلال مؤتمر طهران الأمني الثاني «إن خروج أميركا من الاتفاق النووي محتمل، وعلى العالم أن يكون مستعداً لهذه المرحلة، لن تكون منطقتنا أكثر أمنا بدون الاتفاق النووي».

وأشار عراقجي إلى أنّ «الرئيس الأميركي يسعى منذ أكثر من سنة للقضاء على الاتفاق النووي، وأن البعض يتوّقع بأن لا يقوم ترامب بتمديد تعليق العقوبات على إيران خلال الأيام المقبلة».

وأكد معاون وزير الخارجية الإيراني بأن أميركا تتحرك باتجاه القضاء على الاتفاق النووي و«نحن في إيران جاهزون لأي سيناريو»، مشدداً على أنه «في حال إنهاء الاتفاق النووي فإن المجتمع الدولي والمنطقة سيتضرران لأنه سيتم القضاء على تجربة ناجحة على الصعيد الدولي»، حسب تعبيره.

فيما أعلنت برلين من جهتها، أن الاتحاد الأوروبي «ينوي دعوة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لمناقشة المسائل المتعلقة بالاحتجاجات الأخيرة المناهضة للحكومة في إيران».

وقال وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل في حديث تلفزيوني أول أمس: «قررنا مع رئيسة الدبلوماسية الأوروبية فيدريكا موغيريني دعوة وزير خارجية إيران لزيارتنا الأسبوع المقبل، إن أمكن الأمر».

وأضاف أن الاتحاد الأوروبي «يدعم حرية التظاهر، وعلى الدولة الإيرانية أن تدعمها أيضاً»، مشيراً في الوقت ذاته، إلى أن «برلين لن تنجرّ وراء توجّهات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي يحث المجتمع الدولي على دعم تغيير النظام في طهران».

وأوضح الوزير أن ألمانيا وفرنسا أيضاً، «تعارضان محاولات استغلال المسائل المتصلة بأمور إيران الداخلية».

وكان السفير الفرنسي في الأمم المتحدة فرانسوا ديلاتر، قد صرّح خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي حول إيران دعت لعقده واشنطن الجمعة الماضي، بأن «الاحتجاجات المناهضة للحكومة في ذلك البلد لا تشكل تهديداً للسلم والأمن الدوليين».

ولفت إلى «عدم جواز التلاعب بهذه الأزمة»، مشدداً على أن «التغييرات في إيران لن تأتي من الخارج، بل من الشعب الإيراني نفسه».

في سياق منفصل، تواجه ناقلة النفط الإيرانية المشتعلة في بحر الصين الشرقي منذ السبت الماضي، خطر الانفجار وسط تحذيرات من وقوع أكبر كارثة بيئية منذ ربع قرن.

كذلك لم يستبعد مسؤولون صينيون انفجار الناقلة «سانتشي» وغرقها في البحر، بسبب اشتداد النيران.

وصرّحت وزارة النقل الصينية «أن فرق الإنقاذ تحاول الوصول إلى مكان الحادث، لكن النيران وسحب الدخان السام حالا دون ذلك».

فيما تمكّنت فرق الإنقاذ، التي تحاول السيطرة على الحريق في الناقلة قبالة الساحل الشرقي للصين، أمس، من «انتشال جثة أحد أفراد طاقم الناقلة المفقود وعددهم 32 فرداً».

واصطدمت الناقلة البحرية «سانتشي»، المسجلة في بنما، وكانت تنقل نحو 136 ألف طن من النفط الخام الإيراني وهو نفط خفيف، مساء السبت بسفينة شحن مسجلة في هونغ كونغ كانت تنقل القمح الأميركي، ووقع الحادث قبالة سواحل مدينة شانغهاي على بعد 260 كيلومتراً، هذا ولا تزال النيران مشتعلة في الناقلة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى