«حماس»: حريصون على أمن لبنان وستبقى معركتنا في فلسطين

تواصلت أمس ردود الفعل المستنكرة لمحاولة اغتيال القيادي في حركة «حماس» محمد حمدان، مكرّرةً اتهام «الموساد الإسرائيلي» بالجريمة.

وجال أمس وفد من حركة «حماس» ضمّ ممثّل الحركة في لبنان علي بركة ونائب المسؤول السياسي في لبنان جهاد طه وعضو القيادة السياسية ومسؤول «حماس» في منطقة صيدا أيمن شناعة، على قيادات صيداوية للتداول في جريمة التفجير الإرهابية. وفي هذا الإطار، التقى الوفد النائبة بهية الحريري. وقال بركة بعد اللقاء: «إثر الانفجار الآثم الذي استهدف أحد كوادر حركة المقاومة الإسلامية حماس التنظيمية في مدينة صيدا، أطلعنا القيادات الصيداوية السياسية والأمنيّة على مجريات ما جرى، وأبلغناهم تقديرنا لجهودهم وموقفهم إلى جانب حركة حماس وإدانتهم لهذه الجريمة، وقدّرنا حرصهم على العلاقة الأخوية اللبنانية الفلسطينية، وكذلك نقلنا لهم رسالة قيادة حركة حماس أنّ الحركة حريصة على السلم الأهلي في لبنان وعلى أمن لبنان واستقراره، وأنّ حركة حماس لن تنجرّ إلى أيّ معارك خارجية مع الكيان الصيهوني» . أضاف: «نحن ستبقى معركتنا داخل فلسطين المحتلة ضدّ العدو الصهيوني، هذا العدو الماكر الذي يحاول أن يتهرّب من الانتفاضة الفلسطينية في الداخل الفلسطيني لينقل المعركة إلى الخارج. نحن لن ننجرّ إلى هذا الاستدراج الصهيوني، وسنبقى حريصين على استمرار الانتفاضة وتفعيلها في فلسطين، وعلى استمرار مقاومتنا حتى زوال هذا الاحتلال عن كامل أرضنا ومقدّساتنا».

وقال ردّاً على سؤال: «نحن نتواصل مع الأجهزة الأمنيّة اللبنانيّة كافة، وخصوصاً مخابرات الجيش اللبناني التي تتولّى مباشرة هذا الملف، ونحن لنا كامل الثقة بالأجهزة الأمنيّة والعسكرية اللبنانية، ونحن على تواصل معهم ونترك لهم أن يعلنوا نتائج التحقيق»، آملاً «أن يصلوا إلى الجناة والمتعاملين مع العدو الذين ساهموا بهذه الجريمة النكراء».

كما زار الوفد رئيس «الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة» الشيخ ماهر حمّود، الذي اعتبر أنّه «يحق لحركة حماس أن تفخر بأنّ «إسرائيل» تستهدف أحد كوادرها، ما يؤكّد أنّ هذا الكادر وغيره قد تسبّبوا بأذىً أو إحراج العدو الصهيوني، سواء اعترف العدو الصهيوني أم لم يعترف فإنّ الأمر واضح جداً، وبغضّ النظر عن مهمة هذا الأخ حمدان سواء أعلنت أم لم يعلن عنها. وإن كانت «إسرائيل» قد اخترقت أمن المقاومة، فإنّ أمن المقاومة يخترقها كلّ يوم بعمليات عظيمة تصيب الأهداف بأفضل ما يكون».

وزار حمّود برفقة وفد حركة «حماس» حمدان في «مستشفى لبيب»، واطمأن إلى صحته من مدير المستشفى معين أبو ظهر.

والتقى وفد «حماس» أيضاً مسؤول منطقة صيدا في حزب الله الشيخ زيد ضاهر. وردّاً على سؤال، بعد اللقاء، رفض بركة الخوض في تفاصيل التحقيقات التي تجريها مخابرات الجيش اللبناني، معتبراً أنّ «الجيش هو المعنيّ باستكمال هذه التحقيقات، ونحن على تواصل مستمر».

وشملت جولة الوفد عضو المكتب السياسي في حركة «أمل» بسام كجك، بحضور عضو قيادة الحركة في الجنوب علي دياب، و«الجماعة الإسلاميّة».

وفي ردود الفعل على الجريمة، رأى لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية في بيان، «أنّ هذا التفجير الجبان إنّما يحمل البصمات الصهيونيّة، في محاولة لإثارة البلبلة وإيجاد مناخات التوتّر وإثارة الفتنة بين الفصائل الفلسطينيّة من ناحية، وبين اللبنانيين والفلسطينيين من ناحية ثانية، والعمل على ضرب حالة الاستقرار والهدوء التي تسود مدينة صيدا ومخيم عين الحلوة، بعد نجاح التعاون والتنسيق بين الأجهزة الأمنيّة اللبنانية والفصائل الفلسطينية والأحزاب الوطنيّة في تفكيك الحالة الإرهابية في عين الحلوة وإنهاء خطرها على حياة اللبنانيين والفلسطينيين معاً».

واعتبر «أنّ التفجير استهدف أيضاً إضعاف حالة التضامن اللبناني الفلسطيني مع الانتفاضة الفلسطينية الثالثة، في مواجهة المخطط الأميركي الصهيوني لتصفية قضية فلسطين، وذلك عبر إشغال الناس بصراعات داخليّة تبعدهم عن دعم ونصرة الانتفاضة».

وأدان «هذه الجريمة الإرهابية الجبانة من قِبل عملاء الموساد الصهيوني»، ودعا «أبناء شعبينا اللبناني والفلسطيني وقواهما الوطنيّة إلى توخّي الحذر واليقظة وتفويت الفرصة على مخطّطات العدو الصهيوني».

وجدّد التأكيد «أنّ قضية فلسطين كانت وستبقى هي البوصلة، وأنّ المقاومة والانتفاضة هما السبيل لمواجهة الاحتلال وإحباط مشاريعه وتحرير فلسطين العربية من النهر إلى البحر».

من جهته، رأى الأمين العام لـ«حركة النضال اللبناني العربي» النائب السابق فيصل الداود، في بيان، «أنّ محاولة اغتيال القيادي في حركة «حماس» محمد حمدان، تؤشّر إلى أنّ لبنان ما زال مكشوفاً أمام العدو «الإسرائيلي»، بالرغم من نجاح الأجهزة الأمنيّة في كشف شبكاته وعملائه، وكان آخرها العميل محمد الضابط الذي أوقفه الأمن العام وأحاله إلى القضاء، وكان يخطّط لاغتيال النائبة بهية الحريري، إثر استقالة الرئيس سعد الحريري، والهدف إشعال فتنة طائفيّة ومذهبيّة توصل الى حرب أهلية».

وأشار الداود إلى أنّ «التفجير الإرهابي الذي استهدف المقاوم حمدان في صيدا، يدخل في إطار توتير الأجواء الأمنيّة في لبنان، إلّا أنّ مثل هكذا مخطّط صهيوني بات مكشوفاً، والردّ عليه تمثّل بالوعي الوطني اللبناني والفلسطيني، لأنّ الهدف منه تحييد الأنظار عن الانتفاضة الشعبية الفلسطينية ضدّ سلب القدس بقرار أميركي لا شرعي، وتحويل الصراع من أرض فلسطين إلى أرض لبنان.

وأدان رئيس تيّار «صرخة وطن» جهاد ذبيان الجريمة، مؤكّداً «أنّ كلّ الخيوط تثبت بما لا يدع مجالاً للشكّ بأنّ العدو «الإسرائيلي» يقف وراء هذا العمل الإرهابي، في محاولة منه للعبث بالأمن على الساحة اللبنانية عموماً، وفي الجنوب خصوصاً عبر مدينة صيدا التي تشكّل عاصمة المقاومة وبوّابة الجنوب المقاوم الذي هزم العدو الإسرائيلي».

ولفتَ إلى أنّ «الحرب بين المقاومة اللبنانيّة والفلسطينيّة من جهة، والعدو الاسرائيلي من جهة ثانية، مفتوحة ولا تتوقّف في مكان أو زمان، وهذا ما يستدعي رفع مستوى الجهوزيّة الأمنيّة لدى أمن المقاومة والأجهزة الأمنيّة اللبنانيّة لملاحقة وتوقيف شبكات العملاء التي كان دورها واضحاً في تفجير صيدا».

كذلك دعا ذبيان الفصائل الفلسطينية إلى الردّ على العمل العدواني «الإسرائيلي»، من خلال ترسيخ الوحدة الوطنية بين مختلف القوى والفصائل الفلسطينيّة، واعتماد المقاومة نهجاً وخياراً وحيداً.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى