دمشق: كلّ من ترعاه واشنطن «خائنٌ للشعب والوطن».. ولافروف يحدّد أهداف مؤتمر سوتشي للحوار المقبل

دانت وزارة الخارجية السورية قيام التحالف الأميركي بإنشاء ميليشيا مسلّحة في شمال شرقي البلاد، مؤكّدةً «عزيمة الشعب السوري وجيشه على إنهاء أيّ شكل للوجود الأميركي على الأراضي السوريّة».

ونقلت وكالة «سانا» السوريّة عن مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين السوريّة، قوله: «إنّ ما أقدمت عليه الإدارة الأميركية، يأتي في إطار سياستها التدميريّة في المنطقة لتفتيت دولها وتأجيج التوتّرات فيها وإعاقة أيّ حلول لأزماتها خدمة للمشروع الأميركي الصهيوني في المنطقة».

وأوضح المصدر، أنّ سورية تدعو المجتمع الدولي إلى إدانة الخطوة الأميركيّة والتحرّك لوضع حدّ لنهج الغطرسة وعقلية الهيمنة التي تحكم سياسات الإدارة الأميركية، والتي تُنبئ بأسوأ العواقب على السلم والأمن الدوليين.

كما أكّد أنّ شعب سورية وجيشها «اللذين سطّرا أروع ملاحم الصمود والانتصارات ضدّ الإرهاب التكفيري، أكثر عزيمة وصلابة على إسقاط المؤامرة المتجدّدة، وإنهاء أيّ شكل للوجود الأميركي في سورية وأدواته وعملائه وبسط السلطة الشرعية على كل الأراضي السورية والحفاظ على سيادتها ووحدتها أرضاً وشعباً».

وحذّرت الخارجية السوريّة من أنّها ستعتبر أيّ سوري يشارك في المليشيات التي ترعاها واشنطن «خائناً للشعب والوطن».

أمّا نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، فقد أكّد أنّ دمشق «تعتبر وجود قوّات تركية وقواعد أميركيّة على أراضيها بمثابة عدوان».

وفي السياق، اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أنّ المبادرة التي أعلنت عنها واشنطن بشأن مساعدة ما يُعرف «بقوات سورية الديمقراطية» في تشكيل مناطق أمنيّة حدودية، تظهر عدمَ وجودِ رغبة لديها في الحفاظ على وحدة الأراضي السوريّة.

وعبّر لافروف عن أمله بأن يصبح مؤتمر الحوار السوري حافزاً للأمم المتحدة لتفعيل العمل من أجل التسوية السياسيّة في سورية.

وقال في المؤتمر الصحافي حول نتائج العمل الدبلوماسي الروسي عام 2017، أمس: «نحاول عبر مبادرة عقد مؤتمر الحوار السوري تحقيق المواءمة لمصالح جميع الأطراف السوريّة وكافّة اللاعبين الخارجيّين الذين قد يؤثّرون على الأوضاع هناك، وتريد ضمان مصالحها ضمن إطار التسوية السوريّة».

وأضاف أنّ هذه العملية صعبة للغاية، مضيفاً في الوقت ذاته أنّ الدور النشيط لروسيا وتركيا وإيران، سمح بتفعيل عملية أستانة وإنشاء مناطق خفض التصعيد التي لا يزال مفعولها سارياً رغم بعض المخالفات.

وتابع: «إنّه من المهم أنّ عملية أستانة شجّعت نشاط الأمم المتحدة التي في حقيقة الأمر لم تعمل شيئاً على مدى 10 أشهر قبل بداية لقاءات أستانة. وآمل بأن تلعب فكرة عقد مؤتمر الحوار السوري دوراً حافزاً بالنسبة للأمم المتحدة لتفعيل أعمالها. كما أنّ مؤتمر الحوار السوري في سوتشي يهدف إلى دعم محادثات جنيف».

إلى ذلك، اتّهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس، الولايات المتحدة بأنّها تحاول تشكيل ما سمّاه «جيش ترويع» على الحدود الجنوبية لتركيا مع سورية، بتدريب قوّة حدوديّة سوريّة تتضمّن مقاتلين من الكرد، متوعّداً «بسحق القوّة قبل أن تولد».

كما أكّد أردوغان، أنّ القوّات المسلّحة التركية أكملت استعداداتها لعملية في منطقة عفرين الخاضعة لسيطرة الكرد بشمال غربي سورية وبلدة منبج.

من جهته، قال نائب رئيس الوزراء التركي، باكير بوزداغ، أمس، إنّ الولايات المتحدة «تلعب بالنار» من خلال تشكيل قوة أمنيّة حدودية في سورية تضمّ قوات كرديّة.

وكان المتحدّث بِاسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، أكّد فور إعلان التحالف عن هذه الخطوة، أنّ بلاده «تحتفظ بحقّ التدخّل ضدّ المنظمات الإرهابية في الوقت والمكان والشكل الذي تحدّده».

وتعتبر أنقرة «وحدات حماية الشعب الكردية»، الامتداد السوري لمنظمة بي كا كا التي تصنّفها منظمة إرهابية.

ورأت أنقرة في هذه الخطوة محاولة من «واشنطن لإضفاء الشرعية على هذه المنظمة الإرهابية، وتثبيت أركانها في المنطقة بشكلٍ دائم»، بذريعة مكافحة تنظيم «داعش» الإرهابي.

وكان التحالف الأميركي أعلن العمل مع فصائل مسلّحة سورية بقيادة «قوات سورية الديمقراطية»، بُغية تشكيل «قوة أمنيّة حدودية» جديدة يصل قوامها إلى 30 ألف مسلّح.

وبحسب التحالف، فإنّ «القوة الأمنيّة الحدودية ستتمركز على الحدود مع تركيا والعراق، وعلى طول نهر الفرات».

ميدانياً، أحكمت وحدات من الجيش السوري بالتعاون مع القوى الحليفة سيطرتها الكاملة على قرية حجيلة وتلّة مشرفة بريف حماة الشمالي الشرقي، وذلك في إطار عمليّاتها للقضاء على آخر أوكار وتجمّعات إرهابيّي «داعش» المنتشرة في ريف حماة.

وذكر مصدر في حماة، أنّ «وحدات الجيش بالتعاون مع القوى الحليفة تابعت عملياتها في ريف حماة الشمالي الشرقي، وخاضت خلال الساعات الماضية مواجهات عنيفة ضدّ إرهابيّي تنظيم «داعش» في المنطقة تمكّنت خلالها من استعادة السيطرة على قرية حجيلة وتلّة مشرفة غرب قرية الزنكاحية».

ولفتَ المصدر إلى أنّ «عمليات وحدات الجيش والقوى الحليفة أسفرت أيضاً عن القضاء على أعداد من الإرهابيّين وتدمير مواقع وآليّات لهم».

ولا تزال لتنظيم «داعش» المدرج على لائحة الإرهاب الدوليّة في بعض قرى ريف حماة الشرقي جيوب متفرّقة يتّخذ منها منطلقاً للاعتداء على القرى والبلدات الآمنة بالقذائف الصاروخية، والتي تسبّبت خلال الأشهر الماضية بارتقاء العديد من الشهداء ووقوع أضرار مادية بالممتلكات العامّة والخاصة والبُنى التحتيّة.

إلى ذلك، دمّرت وحدات من الجيش السوري بالتعاون مع القوات الحليفة آخر تحصينات وتجمّعات إرهابيّي تنظيم «جبهة النصرة» والمجموعات المرتبطة به في قريتَي هوبر والشيخ خليل بريف حلب الجنوبي.

وكانت وحدات من الجيش بالتعاون مع القوات الحليفة واصلت ملاحقة فلول إرهابيّي تنظيم «جبهة النصرة» والمجموعات المرتبطة به الفارّة من القرى المحرّرة مؤخّراً بالريف الجنوبي، وسيطرت على قريتَي هوبر والشيخ خليل وتلّة أبو رويل الشرقي.

ولفتت مصادر إلى أنّ وحدات الجيش ثبّتت مواقعها في التلّ والقريتين المحرّرتين بعد إزالة الألغام والعبوات الناسفة التي زرعها الإرهابيون قبل سقوط قتلى ومصابين في صفوفهم وتدمير أسلحتهم وعتادهم.

وأحكمت وحدات الجيش بالتعاون مع القوات الحليفة أول أمس سيطرتها الكاملة على كامل القرى والبلدات الواقعة شمال شرقي طريق خناصر/ تلّ الضمان وصولاً إلى جبل الأربعين، ويتابع تقدّمه لفتح أوتوستراد حلب – حماة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى