أذينة العلي لـ«البناء»: «يا أمّي يا سوريّة» صارت نشيداً للسوريين

دمشق ـ آمنة ملحم

سلسلة حفلات أحياها المطرب السوري أذينة العلي في عيدَي والميلاد ورأس السنة، محافظاً ـ كما طوال مشواره الفنّي ـ على الأغنية السورية التي تحمل معه ملامح متفرّدة، تحفظ له هويته الغنائية الخاصة.

تنقّل العلي بين دمشق والعاصمة الأردنية عمّان، وتشارك مع الفنانة اللبنانية مي حريري في حفل في فندق «شيراتون» ـ دمشق، بعدها كانت حفلته في فندق «ديز إن» ـ عمّان. وتلقّى خلالها تفاعلاً رائعاً من قبل الجمهور متعدّد الجنسيات العربية، وعلى أنغام أغنية «يا ريتك لو تجي يمّي» التي لاقت صدى كبيراً في الدول العربية، حيث بدأ بها الحفلة ليلة رأس السنة، تلتها باقة من أكثر الأغاني رواجاً له مثل «هزّي بخصرك»، «سرّ مخبّى»، «هيك كتير»، و«سبع بيات»، وغيرها من وصلاته الغنائية التي يقدّمها لجمهوره في حفلاته.

العلي استقبل السنة الجديدة بإطلاق أغنية «متل العادة»، ولفت في حديث إلى «البناء»، إلى اشتغاله على الأغنية قرابة ستة أشهر وأكثر، ما بين التحضيرات وتسجيل الصوت واستديو والعمليات الفنّية التي يتابعها بدقّة. قصة الأغنية بدأت مع صديقه الملحّن محمد عيسى الذي رأى أنّها تليق به، وعندما سمعها لم يتردّد. وعملا معاً عليها.

الأغنية من كلمات الشاعر رياض العلي وألحان وتوزيع محمد عيسى وتسجيل وماستريتغ عبد الحليم حسن. وفور انتهاء الأغنية، قرّر العلي مع فريق من الأصدقاء منهم إعلاميون وفنانون، أنّ يختم بها عام 2017 وتكون بداية عام 2018، وجاءت مختلفة بنمطٍ جديدٍ بلحنها وطرحها مشاعر تمسّ كل اثنين. كانت متكاملة تحمل مواصفات النجاح، وطُرحت كأغنية «سنغل»، بينما يحضّر العلي لخمس أغنيات جديدة ليطرحها في السوق.

وحول ميول الفنانين مؤخراً إلى نمط الأغنية المنفردة يشير العلي إلى توجّهه بكلّ أعماله التي يطرحها مؤخراً إلى الأغنية المنفردة، لأن الأغنية تتطلّب تعباً وجهداً وتحتاج وقتاً كافياً كي تحصد النجاح، هي سياسة أصبحت سائدة في الوسط الفنّي خصوصاً في ظلّ غياب شركات إنتاج تتحمّل إنتاج ألبوم بكامله.

وأشار العلي إلى أنّ مشكلة غياب وجود شركات الإنتاج الفنّي للفنانين السوريين هي مشكلة قديمة، لذلك، ومنذ بداية مشواره الفنّي، اعتمد على نفسه، وبمجهوده الماديّ الخاص، وصل لإنتاج عدد من الألبومات ومئات الأغاني.

هذه العقبة لا تؤثّر عليه فقط بل على كلّ زملائه في المهنة بحسب قوله، فهي نقطة ضعف يعانون منها في وقت تشهد الأغنية السورية رواجاً وانتشارا في العالم كلّه.

وعن تمسّكه بالأغنية السورية والتزامه بها في خطهّ الفنّي يرى العلي أنّ الأغنية والفنان السوريين وصلا إلى مرحلة متقدّمة ومتطوّرة ومنافِسة في المسارح والحفلات الفنّية في العالم العربي والعالم، وهذا بفضل القائمين على تقديم الفنّ السوري، لذا وبكلّ تأكيد سيستمر في خطه ولونه الغنائي الذي يتميّز به عن الباقي على حدّ تعبيره.

ولفت العلي إلى أنّ وصوله إلى مرحلة فنّية قطع فيها شوطاً كبيراً حيث لم تعد أمامه صعوبات تمنعه من تقديم وجبة غنائية راقية تحترم عقل الجمهورين السوري والعربي في كل دول العالم، وهذا بفضل النجاح والاستمرارية في العمل على تطوير أدواته والبحث عمّا هو الأفضل دائماً.

ويفضّل صاحب «يا أمّي يا سوريّة» حاليّاً أن يترك المجال لفترة مقبلة لأغنيته الوطنية التي قدّمها مؤخراً «طير وعليّ يا طير الحمام رفرف بجناحك فوق بواب الشام»، وهي أغنية مهداة إلى حماة الديار.

الأغنية من كلماته وألحانه، توزيع وتسجيل جوزف مصلح، ولاقت نجاحاً وخصوصية عبر القنوات السورية، وهي ليست الوحيدة، فله أكثر من 13 أغنية وطنية لسورية ورجال الجيش السوري، غالبيتها من كلماته، منها: «الله محيّي الجيش»، «هادا الجيش العربي السوري»، «محلاها سورية»، و«يا أمّي يا سوريّة» التي لاقت إقبالاً ونجاحا باهرين منذ عام 2011 حتى الآن، لأنها التصقت بوجدان الشعب السوري وبقدسية الشهيد لدرجة أنها أصبحت مثل النشيد الرسمي لسورية، فخصوصية هذه الأغنية تتجلّى برأيه كون أحرف كلماتها رسمت بدموع وبقلب محروق لسورية، وخصوصاً الدم الطاهر الذي نزف على ترابها.

ويبقى للأغنية الوطنية عموماً خصوصية كبيرة، لا سيّما لدينا نحن الملتصقين بتراب البلد.

أخيراً، تنقسم مشاريع العلي المقبلة ما بين السفر والحفلات ومتابعة أعماله وأغنياته في الاستديوات، والتواصل الدائم مع جمهوره في كلّ مكان.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى