نوّاب عرب في «الكنيست» ردّوا على نائب الرئيس الأميركي: القدس عاصمة فلسطين.. ووقفات احتجاجيّة رافضة زيارته

حمل أعضاء الكنيست العرب لوحات تحمل صور المسجد الأقصى وكنيسة المهد كُتب عليها «القدس الشرقية عاصمة فلسطين» خلال إلقاء نائب الرئيس الأميركي مايك بنس خطابه في «الكنيست» أمس، محاولين منعه من إلقاء كلمته، الأمر الذي دفع بالأمن الصهيوني إلى إخراج النوّاب العرب المحتجّين بالقوة.

وذكر موقع «القناة السابعة»، أنّ عدداً من أعضاء الكنيست العرب حملوا لوحات القدس والأقصى في «الكنيست».

وقال بنس في كلمته، إنّ السفارة الأميركيّة في «إسرائيل» ستنتقل إلى القدس العام المقبل. وأشار إلى أنّ على القيادة الفلسطينية العودة إلى طاولة المفاوضات. كما أكّد أنّ أميركا لن تتنازل عن أمن «إسرائيل»، وأنّ أيّ اتفاق سلام يجب أن يضمن أمنها.

نائب الرئيس الأميركي قال إنّ الصفقة النووية الإيرانية «كارثة»، وإنّ بلاده لن تصادق عليها ووصفها بالصفقة «المريضة».

وكان بنس توجّه لرئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو، قائلاً «إنّه شرف كبير لي أن أكون في القدس عاصمة إسرائيل »، مضيفاً أنّ «الاعتراف بالقدس عاصمة لـ»إسرائيل» يساعدنا في تحقيق السلام»، بحسب تعبيره.

بدوره، قال نتيناهو لبنس بحسب «القناة الثانية الإسرائيليّة»، إنّ «الولايات المتحدة و»إسرائيل» يواجهان سوياً التهديد الأخطر على العالم الحرّ، وبحسب وجهة كلّ العالم هو نظام الكراهية في إيران وملحقاته الإرهابية». وأضاف: «نحن سنكبح إيران، ولن نسمح لها بالتسلّح بسلاح نووي، هذه هي سياستنا وهذه هي سياستكم».

وتابع نتنياهو: «السلام يبدأ بالاعتراف بحقّ الشعب اليهودي بدولة قوميّة في أرضه هنا في دولة إسرائيل»، بحسب قوله.

رئيس الحركة العربية للتغيير النائب أحمد الطيبي، قال إنّ خطاب بنس أحد أكثر الخطابات صهيونية في تاريخ الكنيست، مؤكّداً أنّ القدس عاصمة لفلسطين. وأضاف لقد عبّرنا عن رأي كلّ الأحرار رغم التهديدات التي تعرّضنا لها.

وتابع الطيبي، أنّ بنس جاء إلى هنا ليتزلّف للـ»يمين الإسرائيلي المتطرّف»، ومواقفه تفضح تحيّز الإدارة الأميركية، مشيراً إلى دعم الموقف الرسمي الفلسطيني الرافض لاستقبال بنس.

رئيس الحركة العربية للتغيير، أكّد أيضاً أنّ الإدارة الأميركية الحالية هي الأقرب إلى «إسرائيل»، وهذا ما أدّى إلى ابتعاد التسوية وتدهور الوضع، كما قال.

لجان المقاومة في فلسطين من جهتها، رأت أنّ زيارة بنس للقدس المحتلّة «إمعان في العدوان الأميركي ضدّ مقدّسات وقضية الشعب الفلسطيني».

وشددّت لجان المقاومة على الوحدة وعلى المقاومة «سبيلاً لإفشال المؤامرة على قضيتنا».

إلى ذلك، رفضت القوى الوطنية في فلسطين زيارة بنس إلى القدس المحتلّة، واعتبرت في بيان لها أنّ المواقف الأميركية هدفها تصفية القضية الفلسطينية، وطالبت الفلسطينيين برفض الزيارة التي وصفتها «بالمشؤومة»، معلنةً الإضراب الشامل يوم الثلاثاء المقبل.

وذكرت وسائل إعلام العدو، أنّ الشرطة الصهيونية مستعدّة لاحتمال حصول اضطرابات في شرق القدس لمناسبة زيارة بنس للمنطقة.

وكان بنس قد وصل إلى مطار بن غوريون صباح أول أمس، حيث التقى قادة الاحتلال قبل إلقاء خطابه أمام الكنيست في غياب النوّاب العرب الذين قرّروا مقاطعته، فيما نظّم الفلسطينيون وقفة احتجاج رفضاً لزيارته في الضفة الغربية وأحرقوا خلالها صوره وأكّدوا أنّه «غير مرحّب به».

وكان نتنياهو قد وجّه كلاماً إلى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وقال: «ّلا بديل عن الوساطة الأميركيّة في عملية السلام».

وفي غزة، نظّمت بلدية بيت لاهيا شمال القطاع وقفة تضامنية مع مدينة القدس في وجه القرار الأميركي. وشارك في الوقفة رئيس البلدية وعدد من أعضائها، إضافة إلى وجهاء ومخاتير البلدة، وقد طالبوا بضرورة حماية مدينة القدس من التهويد، مؤكّدين أنّها كانت وستبقى عربية إسلامية.

وتأتي زيارة بنس إلى فلسطين المحتلّة بعد جولة له في مصر والأردن، حيث التقى في عمان الأحد الملك الأردني عبد الله الثاني. ورأى الملك عقب محادثاته مع بنس، أنّ تحرّك واشنطن بخصوص القدس سيغذّي التشدّد ويلهب التوتّر في العالمين الإسلامي والمسيحي، وقال: «بالنسبة لنا، القدس مسألة رئيسية بالنسبة للمسلمين والمسيحيين مثلما هي لليهود.. إنّها قضية رئيسية للسلام في المنطقة، وعامل حاسم لتمكين المسلمين من أن يحاربوا بفاعليّة بعض أسبابنا الرئيسية للتحوّل إلى التشدّد».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى