بحكمة الحرصاء على لبنان القلق تحوّل فرصة

معن حمية

أسبوع قلق عاشه اللبنانيون، على خلفية خطاب انطوى على إساءة غير مسبوقة، لكن الحرصاء على لبنان استطاعوا أن يحوّلوا القلق فرصة لتحصين لبنان وتدعيم وحدة اللبنانيين في لحظة قرّر فيها وزير الحرب الصهيوني أفيغدور ليبرمان أن يفتح النار العدوانية على لبنان، مدّعياً ملكية بلوك الغاز البحري رقم9.

وضعَ أسبوع القلق الداخلي أوزاره، من دون أن يُحدِث أية ندوب، لكن ما هو مؤكد أنّ هناك مَن كان يحفر عميقاً لإحداث شروخ وأعطاب في علاقات اللبنانيين بين بعضهم بعضاً، وهذا ما بدا واضحاً من خلال نأي البعض بأنفسهم عن أيّ مساهمات ولو رمزية لاحتواء ما حصل!

الذين انشغلوا في الحفر فاتهم أنّ لبنان عصيّ على العودة إلى مربع الحرب، وفاتهم أيضاً أنّ قدرتهم تنحصر في الحفر فقط لا أكثر ولا أقلّ.

في ظلّ غياب المبادرات العلنية لاحتواء القلق جاء اتصال رئيس الجمهورية العماد ميشال عون برئيس مجلس النواب نبيه بري، لبحث الخطوات الواجب اتخاذها للردّ على الادّعاء «الإسرائيلي» بملكية بلوك الغاز البحري رقم 9، ليشكل بحدّ ذاته مبادرة مكتملة لتجاوز القلق. فالرئيس عون يدرك جيداً أنّ الرئيس بري يترفّع عن الصغائر كافة، حين تكون هناك تهديدات للبنان. فالرئيس بري هو رئيس السلطة التشريعية في لبنان، ويرأس حركة أمل التي قاومت الاحتلال وقدّمت الدماء والشهداء والتضحيات الجسام في سبيل الدفاع عن لبنان ووحدته واستقراره وسلمه الأهلي. وبالتالي فإنّ الرئيسين عون وبري أكدا أنّ المصلحة الوطنية للبنان تتقدّم على كلّ شيء. وهذه هي ميزة القامات الكبيرة التي تضطلع بمسؤولياتها، حين يكون الخطر «الإسرائيلي» على لبنان داهماً ومستفحلاً.

بحكمة القامات الكبيرة يستطيع لبنان أن يتجاوز القلق وأن يتفادى الحفر العميقة، وأن يرسم خطوطاً حمراء أمام العدو الطامع بالأرض والثروات. فالعدو لا يفهم غير لغة القوة، ولبنان لا تنقصه القوة. ففيه مقاومة قوية وقادرة. وهو يرتكز على معادلة ذهبية اسمها الجيش والشعب والمقاومة، وبالتالي فإنّ وحدة الموقف في مؤسسات الدولة اللبنانية تشكل عاملاً إضافياً لعناصر قوة لبنان. لذلك، فإنّ المطلوب الارتكاز على عناصر القوة وحمايتها من كلّ أشكال القلق، واجتناب الحفر الداخلية التي يحفرها البعض للإيقاع بلبنان واللبنانيين في هاوية سحيقة.

الآن صار لزاماً أن يفهم البعض استحالة أخذ لبنان إلى مجهول الفوضى، فلبنان هذا أصبح قوياً بمقاومته وبجيشه وشعبه، وواهم مَن يراهن على إضعافه للعودة إلى شعار قوة لبنان في ضعفه.

عميد الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى