واشنطن ستواصل الضغط على بيونغ يانغ ومستعدّة لمحادثتها

أعلن نائب الرئيس الأميركي مايك بنس، «أنّ واشنطن ستواصل الضغط على كوريا الشمالية، ولكنها مستعدة لإجراء محادثات مع بيونغ يانغ في الوقت ذاته».

وقال بنس العائد لتوّه من جولة في شمال شرق آسيا، كان هدفها ممارسة أقصى الضغوط على بيونغ يانغ والتحريض على عدم «تصديق ابتسامتها الدبلوماسية»، في مقابلة مع صحيفة واشنطن بوست: إنّ «حملة الضغط القصوى ستستمر وستصبح أكثر كثافة، ولكن إذا أرادت التحدّث، سنتحدث».

وسئل بنس عن الخطوات التي يتوجب على بيونغ يانغ اتخاذها للبدء برفع العقوبات عنها؟ فقال نائب الرئيس الأميركي: «لا أعرف، لهذا السبب هناك حاجة للمفاوضات».

ويشترط الموقف الرسمي للولايات المتحدة على كوريا الديمقراطية، «التخلي أولاً عن برامجها النووية والصاروخية، وعندها فقط ستوافق واشنطن على التفاوض معها».

وفي وقت سابق، عرضت الصين وروسيا، على كوريا الديمقراطية «إعلان وقف تجاربها النووية وعملية إطلاق الصواريخ، مقابل امتناع كوريا الجنوبية والولايات المتحدة عن إجراء مناورات عسكرية في المنطقة»، لمنع تفاقم التوتر في شبه الجزيرة الكورية وتحقيق استقرار الوضع، لكن واشنطن «تجاهلت كلياً هذه المبادرة».

في سياق متصل، قال وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس أول أمس، «إنّ دفء العلاقات بين كوريا الجنوبية وجارتها الشمالية، لن يدق إسفينا بين واشنطن وسيول».

وأوضح وزير الدفاع الأميركي «أنه من السابق لأوانه، معرفة إن كان الانفراج الدبلوماسي بين الكوريتين في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية سيؤدي إلى نتائج»، مشيراً إلى أنّ «هذه الخطوة لن تؤثر على علاقات واشنطن مع كوريا الجنوبية».

وأضاف ماتيس «أنه بعد لقائه بنظيره الكوري الجنوبي في كانون الثاني الماضي، تشكل لديه انطباع أن كوريا الشمالية لن تستطيع دق إسفين بين واشنطن وسيول».

وتأتي هذه التصريحات بعد انفراج ملحوظ في العلاقات بين الكوريتين، وإرسال بيونغ يانغ وفداً للمشاركة في الألعاب الأولمبية الشتوية في بيونغ تشانغ، كما وجّه زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون دعوة للرئيس الكوري الجنوبي مون جيه – إن لإجراء محادثات في بيونغ يانغ مما يمهد الطريق لأول اجتماع للزعيمين الكوريين منذ ما يزيد على 10 سنوات.

من جهة أخرى، يزور رئيس اللجنة الأولمبية الدولية الألماني، توماس باخ، كوريا الشمالية بعد دورة الألعاب الشتوية 2018، المقامة حالياً في بيونغ تشانغ الكورية الجنوبية، بحسب اللجنة الأولمبية.

وأدى الأولمبياد المقام حتى 25 شباط، إلى تقارب تاريخي بين الجارين اللدودين، مع حضور مسؤولين شماليين بارزين حفل الافتتاح الذي تضمن مشاركة البلدين بوفد موحد، ومشاركة رياضيين شماليين في المنافسات، وتشكيل فريق موحد لمنافسات هوكي الجليد النسائية.

وقال المتحدث باسم اللجنة، مارك أدامز، «إنّ باخ سيزور الشمال في موعد لم يتم تحديده بعد»، موضحاً أنّ «الزيارة كانت جزءاً من الاتفاق الذي وقع في 20 كانون الثاني بين اللجنة الأولمبية والبلدين، وحدّدت فيه أطر مشاركة الشمال في ألعاب أولمبية يستضيفها الجنوب، للمرة الأولى».

وكان باخ اعتبر «مشاركة الشمال في الألعاب التي افتتحت رسميا في التاسع من كانون الثاني، تاريخية»، بعد تقارب بين البلدين، تلا أشهراً من التوتر السياسي والعسكري على خلفية البرنامج النووي والصاروخي الشمالي.

وأشار باخ «أنّ دخول الوفد الكوري المشترك حفل الافتتاح كان لحظة مليئة بالمشاعر». وأضاف بـ «التأكيد كان لدينا إعلان 20 كانون الثاني في لوزان المدينة السويسرية حيث مقر اللجنة الأولمبية الدولية حول المشاركة الكورية في الألعاب الأولمبية. إلا أنه كان ولا يزال ثمة الكثير من العمل للقيام به بعد ذلك».

وتابع قائلاً: «قلنا إننا لن نصدق إلا عندما نرى هذه اللحظة تتحقق، عندما يصلون رياضيون من الشمال والجنوب معاً ويدخلون إلى الملعب. كان ثمة الكثير من المشاعر عندما رأينا ذلك يحصل. كان أيضاً ثمة الكثير من الفرح للقدرة على البعث بهذه الرسالة من التفاهم والسلام».

وأردف قائلاً: «هذه هي الرسالة الأولمبية من كوريا إلى العالم، كان من المهم أن تأتي هذه الرسالة من شبه الجزيرة الكورية، حيث شهدنا هذا التوتر السياسي القوي».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى