يوم ثقافي إيراني في دار الأسد للثقافة والفنون ـ دمشق

رشا محفوض وسامر الشغري

استضافت الهيئة العامة لـ«دار الأسد للثقافة والفنون»، فعاليّات اليوم الثقافي الإيراني لمناسبة الذكرى التاسعة والثلاثين لانتصار الثورة الإسلامية في إيران. حيث تنوّعت الفعاليّات بين معرض فنّي تضمّن لوحات فنّ تشكيلي وتصوير ضوئي وصناعات يدويّة، وأمسية موسيقيّة وغنائية أحيتها فرقة «بايار» بالتعاون مع المستشارية الثقافية الإيرانية في دمشق.

افتتحت الفعاليات «جوقة قوس قزح» السورية بقيادة المايسترو حسام الدين بريمو، حيث قدّمت أغنية باللغة الفارسية لضيوف الحدث الرسميين تعبيراً منها عن عمق التواصل الحضاري والثقافي بين سورية وإيران.

وقال المايسترو بريمو: هذه الأغنية التي أدّتها الجوقة منذ خمس سنوات قُدّمت للمرّة الأولى ضمن مهرجان طريق الحرير، أحببنا أن نستعيدها اليوم لأنها ليست من تراث الفرقة فحسب، بل هي تجسيد لعمق العلاقة السورية ـ الإيرانية.

أمّا المعرض الفنّي فضمّ أعمالاً لخمسة فنانين إيرانيين اجتمعوا ليقدّموا مزيجاً من الفنّ التشكيلي المعاصر في بلدهم، من خلال لوحات فنّية تنوّعت بين الخطّ العربي والرسم الحروفي والغرافيك والمنمنمات والكاريكاتور، اختزلت التيارات التشكيلية في إيران. ما شكّل نافذة ثقافية أطلّ من خلالها الجمهور السوري على النتاج الفنّي الإيراني المتطوّر والمميّز في مجالات فنّية عدّة، تختصر مئات السنوات من الحضارة.

الفنانون المشاركون في المعرض هم: أحمد رضا بيصاني المتخصّص في مجال الكاريكاتور، والحائز على المرتبة الأولى في مسابقة الكاريكاتور للمطبوعات عام 2002، وشارك في «المهرجان الوطني للفنّ المقاوم» عام 2005. والفنان رضا شعباني مدير ومؤسّس عدد من المهرجانات الوطنية، وحائز على المرتبة الأولى في المهرجان الإعلامي الأوّل في إيران.

الفنان الثالث المشارك هو علي تن، المتخصّص في مجال رسم الغرافيك، وهو عضو اللجنة التحكيمية للمهرجانات الوطنية والدولية، وحائز على عدد من الأوسمة والشهادات في المهرجانات الوطنية والدولية. إضافةً إلى الخطاط حسين شيركوند ذي عدد من المشاركات في ورش العمل للخطّ في طهران وبعض الدول الأجنبية والعربية كالإمارات العربية المتحدة والصين، وأقام عدداً من الورش التعليمية للخطّ. أما الفنان الأخير، فهو محمد علي رجبي الحائز على جائزة «الشهيد أويني» من منظّمة النخبة الوطنية.

ووثّقت الصور الضوئية بالأبيض والأسود في المعرض مراحل نضال الشعب الإيراني منذ انطلاقة الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979 وما شهدت من أحداث عظيمة وتضحيّات جسام لكلّ مكوّنات الشعب، إضافةً إلى صور ضوئية حديثة للمعالم الثقافية والحضارية في إيران كبرج ميلاد وحديقة الماء والنار ومحطة الأنفاق في ولي عصر وجسر الطبيعة بالعاصمة طهران ومتحف الفنون الإيرانية إضافةً إلى أعمال يدويّة متنوعة بين الخزف والنحاس والخشب والصدف.

الإمام

وقبيل بدء الحفل الموسيقيّ الغنائي ألقى معاون وزير الثقافة توفيق الإمام كلمة باسم الوزارة استعرض فيها تاريخ العلاقات السورية ـ الإيرانية مؤكداً أنّ دمشق وطهران عصب المقاومة الأساسي والمنتصرة على المشروع التكفيري والهيمنة الأميركية والصهيونية في المنطقة.

خامه يار

من جهته استعرض معاون الشؤون الدولية في منظمة الثقافة والعلاقات الثقافية الإيرانية الدكتور عباس خامه يار التطور العلمي والتقني الذي شهدته إيران خلال العقود الماضية رغم العقوبات الاقتصادية الجائرة ضدّها والحروب التي تعرّضت لها حيث أحرزت المرتبة 13 من الإنتاج العلمي، وحصلت على المرتبة السابعة عالمياً بإطلاق الأقمار الصناعية.

وأشار خامه يار إلى الإنجازات الثقافية التي تحقّقت خلال أربعة عقود منصرمة لا سيّما في مجال السينما عبر إنشاء عشرات المعاهد والمؤسسات التي تدرّس الشباب مختلف اختصاصات الفنّ السابع، والتي عبرها استطاعت إيران أن تتبوأ مكانة عالية على الساحة العالمية، إضافةً إلى خوض المرأة مجال الإخراج السينمائي بشكلٍ كبير والنهضة التي تحقّقت في صناعة الكتاب بإيران من تضاعف أعداد عناوين الكتب المنشورة سنويّاً لتصل إلى 2000 عنوان وتوسّع معرض طهران الدولي للكتاب وضمّه ما يقارب 150 ألف عنوان باللغة العربية كدليل على التقارب الفكري والحضاري العربي والفارسي.

ودعا معاون الشؤون الدولية في منظمة الثقافة والعلاقات الثقافية الإيرانية المثقفين والفنانين في سورية وإيران لاستنهاض جميع الطاقات لمواجهة المدّ التكفيري الظلامي وتوثيق جرائمه لتبقى في ذاكرة الأجيال المقبلة وصون الآثار والتراث في المنطقة.

ترك آبادي

بدوره تطرّق سفير الجمهورية الاسلامية الايرانية في سورية جواد ترك آبادي إلى التمازج الحضاري بين الحضارتين العربية والفارسية والتأثير المتبادل في الثقافة واللغة والأدب والفنّ معرباً عن آمله في إحضار فرق غنائية إيرانية تغني إلى جانب نظيراتها في سورية أغاني النصر القادم على الإرهاب.

أمّا جمهور مسرح الأوبرا فكان على موعد مع أمسيّة موسيقيّة غنائية أحيّتها فرقة «بايار» الموسيقيّة التي يعني اسمها بالفارسية المقاومة والصمود، والتي قادها الموسيقيّ والمغنّي سعيد خوانساري حيث قدّمت الفرقة معزوفات متنوعة من الموسيقى الإيرانية والفلكلورية.

وضمّ البرنامج مجموعة من المقطوعات الموسيقية منها مقطوعة «الخريف» من مقام الشور إضافةً إلى مقطوعات تمازجت فيها الموسيقى العربية مع الفارسية منها «الدعوة» و«الغروب الخريفي» و«كنت بانتظارك»، ثم قدّمت الفرقة مقطوعة «الأزرق» التي تمزج الألحان العربية بالاسطنبولية ومقطوعتين من ولاية خرسان بعنوان «بين عشيرتي» و«تعال لنذهب إلى الجبل».

واستمع الجمهور من الفرقة إلى موسيقى ذات طابع إيراني أصيل تظهر تنوّع التأليف الموسيقي الفارسي منها «أيها العزيز اجلس بجانبي» وهي أغنية شيرازية وموسيقى الملا محمد جان إضافةً إلى موسيقى خاصة بمنطقة جنوب إيران بعنوان «أيها القبطان أنا لديّ قلب» وموسيقى كردية «عزيزتي أنت وردتي» وغيرها.

وكانت فرقة «بايار» بدأت عملها منذ عشرين سنة في إيران وخارجها وشاركت بمجموعة من البرامج الفنّية الإذاعية والتلفزيونية، كما شاركت بنحو 100 حفلة داخل إيران وأقامت العديد من الحفلات في دول أجنبية في حين يمتلك قائد الفرقة الموسيقيّ خوانساري ما يزيد على 400 نتاج فنّي موسيقيّ لمصلحة القنوات الإذاعية والتلفزيونية المحليّة ويحاول من خلال الفرقة الدمج ما بين الموسيقى التراثية والشعبية.

حضر فعاليّات اليوم الثقافي الإيراني سفيرا جمهورية الصين الشعبية وجمهورية العراق وحشد من المثقفين والمهتمين.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى