بدائل العدو الصهيوني بعد إسقاط طائرته

حميدي العبدالله

تلقى العدو الصهيوني ضربة قوية بعد إسقاط طائرة أف 16 وإصابة أخرى من طراز أف 15. هذا على الأقلّ ما اعترف به العدو رسمياً من خسائر في هجومه الجوي الأخير على إحدى القواعد الجوية السورية.

هذا التحوّل الذي وصفه معلقون إسرائيليون أنه غير مسبوق منذ حرب تشرين 1973، أثار نقاشاً وسجالاً في صفوف العدو وحلفائه، وفي صفوف منظومة المقاومة، عن بدائل تل أبيب المحتملة، بعد سقوط أهمّ أوراق تفوّقها، وهو تفوّقها الجوي.

ثمة من يقول، حتى في معسكر المقاومة والممانعة، من أنّ العدو الصهيوني لم يفقد كلّ أوراق تفوّقه ولا يرى بالتالي ما حدث من إسقاط طائرات للعدو الصهيوني بوسائل دفاع جوي ليست هي الأكثر تطوّراً، تغييراً جذرياً وكبيراً في قواعد الصراع.

واستند خبير عسكري ضابط رفيع سابق إلى أمرين في التقليل من أهمية الاستنتاج بتغيّر قواعد الصراع بعد إسقاط طائرة أف 16 ، الأمر الأول أنّ العدو يملك طائرات أخرى أكثر تطوّراً، وهي أف 35 وبرأيه هذه الطائرة لا يمكن للرادار رصدها، كما أنها لا تحتاج إلى مدرّج، وهي تستطيع الإقلاع عمودياً، كما أنّ العدو الصهيوني وضع نظرية عن العمق الإسرائيلي للتخلص من الحيّز الجغرافي الضيّق لفلسطين الذي لا يمثل عمقاً كافياً، هذا العمق الذي وصفه في العمق باتجاه البحر.

من المفيد التعرّف إلى ما إذا كانت هذه هي فعلاً أوراق تفوق، وبالتالي تحول دون تغيير قواعد اللعبة والصراع بين العدو الصهيوني وبين منظومة المقاومة؟.

بالنسبة للميزة الأولى، أيّ امتلاك العدو لطائرات أف 35 هذا يعني أنّ سلاح جو العدو قادر على ضرب قواعد وأهداف جوية في دول منظومة المقاومة، وتحديداً في سورية ولبنان، وبالتالي لم تتغيّر قواعد اللعبة. في الواقع أنّ منظومة المقاومة لديها ما يبطل هذا التفوّق وإنْ كان ذلك ليس فقط من خلال وسائل الدفاع الجوي، أيّ تمتلك منظومة المقاومة إمكانية ضرب العمق الإسرائيلي بكامله بأجيال وأنواع مختلفة من الصواريخ، وتهديد كلّ منشآت العدو الحيوية رداً على أيّ قصف أو عدوان من قبل طائراته المتطوّرة. وفي حرب التقاصف المتبادل لا يملك العدو المزايا التي تمتلكها منظومة المقاومة حتى وإنْ كانت المواجهة محصورة بسورية ولبنان. فمساحة فلسطين كلها 27 ألف كيلو متر مربع، بما في ذلك قطاع غزة، والضفة الغربية. ويتركز وجود المؤسسات الحيوية للعدو في منطقة «غوش دان» وهي أقلّ مساحة بكثير من مساحة كلّ فلسطين، في المقابل مساحة سورية ولبنان وحدهما 195 ألف كيلو متر مربع، وبالتالي فإنّ كثافة القصف المتبادل ومستوى تأثيرها سيكون وقعه أشدّ على الكيان الصهيوني منه على سورية ولبنان، وسيكون تأثير الصواريخ المنطلقة من سورية ولبنان أكثر تركيزاً ودماراً من صواريخ طائرات العدو المتطوّرة، وحتى صواريخه الأرضية بسبب رقعة المسرح المستهدف والحيّز الجغرافي لكلا الطرفين.

أما بالنسبة للعمق باتجاه البحر، فالبحر لا يمكنه أن يشكل عمقاً، قد يشكل عمقاً لسلاح البحرية الإسرائيلي، ولكنه هل يستطيع أن يشكل عمقاً لسكان فلسطين من اليهود، وهل ثمة سفن قادرة على حمل وإجلاء كلّ هؤلاء الذين تجاوز عددهم ثمانية ملايين؟

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى