رندة برّي في ذكرى يوم المرأة العربية: جرائم العنف الأسري سببه إهمال الدولة

محمد أبو سالم

أحيت «جمعية شؤون المرأة» ذكرى «يوم المرأة العربية» باحتفال حاشد أقيم في «مجمّع باسل الأسد الثقافي» في صور، برعاية رندة عاصي برّي عقيلة رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي، وحضور النائبين علي خريس وعبد المجيد صالح، السيّدة رباب الصدر شرف الدين، مسؤول حركة أمل في إقليم جبل عامل علي اسماعيل، مسؤول الحركة في إيران عادل عون، رئيس المنطقة التربوية في الجنوب باسم عباس، رئيس اتحاد بلديات صور حسن دبوق، عضو المكتب السياسي رحمة الحاج، مسؤولة مكتب شؤون المرأة المركزي الدكتورة رباب عون وقيادات حركية وممثلين عن الجمعيات النسائية والثقافية والاجتماعية وحشد من الحضور.

قدّمت للحفل مسؤولة شؤون المرأة في المنطقة الرابعة ناديا حمزة. ثمّ ألقت الدكتورة رباب عون كلمة «جمعية شؤون المرأة» جاء فيها: في مدينة صور، وعلى أرض أبي ذر الغفاري، أرض جبل عامل، نجتمع لمناسبة يوم المرأة العربية الذي أطلقته الهيئة البرلمانية لتطوير صيغ التضامن العربي المشترك في الاتحاد البرلماني عام 2000، واعتبار الأول من شباط من كل سنة يوم المرأة العربية، بناء على اقتراح تقدّم به الرئيس نبيه بري إلى الهيئة خلال اجتماعها عام 1999. لكن السؤال اليوم ما هو حال المرأة العربية؟ وتحديداً في فلسطين ومنذ وعد بلفور عام 1917 إلى الوقت الحالي وما يسمّى بصفقة العصر؟ تثبت المرأة الفلسطينية حضورها النضالي والجهادي إلى جانب الرجل. ومن منّا لا يعرف أيقونة فلسطين الأسيرة الطفلة البطلة المناضلة الشجاعة عهد التميمي، فنحن معك أيتها المرأة الفلسطينية بنضالك وكل مطالبك بحق العودة، وأن القدس عاصمة فلسطين الأبدية، ورفض التوطين والتهويد، والتمسّك بكل الثوابت الوطنية.

ثمّ كان عرض مسرحيّ عن المرأة العربية ودورها.

برّي

وألقت برّي كلمة جاء فيها: كثيرة هي الأسئلة والعناوين التي تفرض نفسها اليوم واقعاً. أوّلاً لجهة هذا الظلم والعنف اللامتناهي الذي تتعرّض له المرأة العربية، وخصوصاً المرأة الفلسطينية التي كشفت خنوع المرجعيات الدولية وجمعيات ومؤسّسات حقوق الإنسان للصهيونية العالمية المجرمة، والتي تضرب بعرض الحائط وطوله كافة المسلّمات والمفاهيم الأساسية والحقوقية وحتى الفطرة الإنسانية، حيث لا حرمة لطفل أو قاصر أو ربّة منزل، ولا لمُقعد ولا مُسنّ، فهذا الكيان الذي تشكّل من مجموعة عنصريين ومرتزقة جنّ جنونه من صفعة قاصر. وعليه، فإن مسؤوليتنا اليوم كجمعيات ومؤسّسات نسائية عربية ولبنانية أن يكون شعارنا لهذه السنة «الحرّية للمرأة الفلسطينية الأسيرة وللأطفال القُصّر، الحرّية لأيقونة فلسطين عهد التميمي، الحرّية للأمّ إسراء الجعابيص».

وأضافت: أما العنوان الثاني الذي يفرض نفسه في هذه الأيام، فهو الاستحقاق الانتخابي المقبل وأهمية مشاركة المرأة الفاعلة فيه ترشيحاً واقتراعاً، وهنا يكمن بيت القصيد.

وقالت: لا بدّ من إلقاء الضوء على ظاهرة العنف المتفلّت والمتمادي الذي تتعرّض له المرأة قتلاً وتعنيفاً، حيث بتنا في لبنان أمام ظاهرة اجتماعية خطيرة تتمثّل بمقتل عشرات النساء في الأشهر الماضية وبصورة متتالية، لتنضمّ هذه النسوة إلى قافلة من الضحايا اللواتي لقين حتفهن نتيجة إهمال الدولة اللبنانية في حماية حقوقهن وتأمين الأمن الاجتماعي لهنّ. فلم يعد مقبولاً بعد اليوم التعاطي مع هذا الواقع الصادم على أنه يندرج في سياق الجرائم العادية، ثُمّ تطوى هذه الصفحة خلال أيام. فالدولة أوّلاً والرأي العام بمؤسّساته الإعلامية ونخبه الثقافية ثانياً مطالبون جميعاً بإيلاء هذه القضية الاهتمام المطلق واعتبارها من القضايا التي تمسّ بالأمن الوطني والاجتماعي، وإلا فنحن ذاهبون إلى مزيد من الجرائم الموصوفة بحقّ المرأة وإلى مزيد من ضحايا العنف الأسري.

وختمت برّي: إنّ الطريق إلى مشاركة المرأة في مواقع صنع القرار، سواء كان ذلك في الندوة البرلمانية أو داخل السلطة التنفيذية، أو في الوصول إلى المراكز المؤثرة في المؤسّسات والإدارات العامة، ليس صعباً كما يصوّره البعض. فالقطاف آت لا محالة بعد مسار طويل من التضحيات، وما العدد غير المسبوق للمرشّحات الذي وصل إلى 100 مرشحة حتى الآن إلّا خير دليل على أنّ الهدف ليس ببعيد.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى