معادلات ردع لبنانية وسورية بوجه أميركا و«إسرائيل» وتركيا

معن حمية

ما إن أعلن العدو الصهيوني بلسان وزير حربه أفيغدور ليبرمان ملكية بلوك الغاز رقم 9 الواقع في النطاق البحري اللبناني، حتى تحرّكت الولايات المتحدة الأميركية على خط «الوساطة» مع لبنان ترغيباً وترهيباً، وأوكلت المهمة لمساعد وزير خارجيتها الحالي وسفيرها الأسبق في لبنان ديفيد ساترفيلد، الذي مهّد لوزيره ريكس تيلرسون، غير أنّ «الوساطة» الأميركية المدجّجة بالإملاءات باءت بالفشل، لأنّ لبنان بما يمتلك من عناصر قوة، ليس مستعدّاً للمساومة على موارد النفط والغاز، فهي من حق اللبنانيين.

خطورة مهمة ساترفيلد وتيلرسون في لبنان، أنها تنطوي على إعطاء بعد حقوقي للإعلان الصهيوني بشأن البلوك رقم 9، غير أنّ الموقف اللبناني كان حازماً لجهة التمسك بموارده دون أيّ انتقاص. وقد سمع منتحلو صفة «الوسطاء» كلاماً واضحاً من المسؤولين اللبنانيين برفض «وساطتهم» التي تحمل دمغة «إسرائيلية».

والسؤال، هل انتهت المهمة الأميركية عند هذا الحدّ من الفشل؟ أم أننا سنشهد محاولات أخرى، وما هي؟

واضح أنّ هدف «الوساطة» الأميركية هو تحقيق مصلحة «إسرائيلية»، ولذلك رفض لبنان هذه الوساطة المفخّخة وصدرت مواقف عن رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس المجلس النيابي نبيه بري، تؤكد التمسك بحقوق لبنان كاملة وعدم التفريط بهذه الحقوق تحت أيّ اعتبار، ما جعل مهمة الدبلوماسية الأميركية صعبة، قبل أن تصبح مستحيلة بعد الموقف الذي أعلنه أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في ذكرى الشهداء القادة، حيث أكد جهوزية المقاومة ليس للدفاع عن حق لبنان في البلوك رقم 9 وحسب، بل في منع العدو من الشغل في حقول النفط البحرية الواقعة في النطاق البحري الفلسطيني. وهذه رسالة يفهمها جيداً قادة العدو الصهيوني.

وحيال معادلات الردع اللبنانية، لم يجد وزير الخارجية الأميركي بداً من الذهاب إلى تركيا، ليسمع من نظيره التركي دعوة للتخلّي عن «قسد»، وتنفيذ انتشار أميركي تركي مشترك في شمال سورية. وهذه هي الخطوة التمهيدية التي تنهي التباين المنظم بين أنقرة وواشنطن، خصوصاً بعدما بات واضحاً أنّ الاحتلالين الأميركي والتركي لمناطق سورية ليس هدفه محاربة الإرهاب، بل الأطماع في الأرض وفي الموارد النفطية. ويبدو أنّ هناك تسريعاً من الجانبين لإنهاء التباين الشكلي، استباقاً لدخول الجيش السوري إلى عفرين.

لكن، هل ينجح الأميركي مع التركي أن يحقق في سورية ما عجز عن تحقيقه في لبنان مع «الإسرائيلي»؟

الجواب سيكون قريباً، خصوصاً أنّ سورية قادرة على صياغة معادلات ردع جديدة، كما فعلت بإسقاط الطائرة «الإسرائيلية».

عميد الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى