دي ميستورا: جنيف الطريق الوحيد لصياغة الدستور.. وشكري يؤكد الحل السياسي في سورية

أكد المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا، أن جنيف والرعاية الأممية، هما السبيل الوحيد لوضع أسس الدستور الجديد في سورية.

وقال دي ميستورا في مؤتمر ميونيخ للأمن في ألمانيا: «من الضروري علينا تشكيل لجنة دستورية في جنيف، ولا أحد سوانا يمكنه فعل ذلك». وأضاف، «لذا، فنحن غارقون في هذه الجهود وإلى درجة كبيرة»، معيداً إلى الأذهان حضور الأمم المتحدة مفاوضات أستانة وسوتشي.

وأشاد دي ميستورا بالنتائج التي أحرزها مؤتمر سوتشي للحوار الوطني السوري، ووصف محادثات أستانة بالمفيدة، ما دامت تعمل على وقف التصعيد، رغم ضرورة أن يعيد المشاركون في هذه المفاوضات تقييم ما يحيط بسورية.

وفي السياق، بحث وزير الخارجية المصري سامح شكري مع دي ميستورا على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن سبل التسوية في سورية ودفع الحل السياسي.

وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية أحمد أبو زيد إن «المبعوث الأممي حرص في بداية اللقاء على اطلاع الوزير شكري على تقييمه لمستجدات الأزمة السورية ورؤيته بشأن سبل حلحلة الوضع السياسي المتأزم في سورية، وذلك على ضوء الاتصالات والمشاورات التي قام بها مؤخراً مع مختلف الأطراف السورية ومخرجات مؤتمر سوتشي».

وأضاف أبو زيد: «دي ميستورا استعرض في الجهود المبذولة لتشكيل اللجنة الدستورية وتحديد ولاياتها ومراجع الإسناد الخاصة بها تحت رعاية الأمم المتحدة ومسار جنيف، وعلى أساس مرجعيات الحل السياسي في سورية وأهمها القرار 2254».

ولفت إلى أن «شكري أكد حرص مصر على دعم جهود المبعوث الأممي وإنجاح مهمته»، مشدداً على الموقف المصري الداعم للحل السياسي في سورية بما يحفظ كيان ووحدة الدولة السورية ومؤسساتها، ويلبي طموحات الشعب السوري، مؤكداً في الوقت ذاته على «موقف مصر الثابت ورفضه أية حلول عسكرية من شأنها أن تمثل انتهاكاً للسيادة السورية وتقوّض فرص الحلول السياسية القائمة».

على الصعيد الميداني، كشفت مصادر عن توصل الحكومة السورية و«قوات سورية الديمقراطية»، أمس إلى اتفاقية تقضي بدخول الجيش السوري إلى مدينة عفرين اليوم الاثنين.

ونقلت وكالة «رووداو» عن قيادي في حزب الوحدة الديمقراطي الكردي قوله: «الجيش السوري سيدخل إلى عفرين الاثنين»، مشيراً إلى أن الهدف من دخول المدينة هو حمايتها والدفاع عنها.

وكان المستشار الإعلامي لوحدات حماية الشعب الكردية في عفرين، ريزان حدو قال في تصريح لوكالة «رووداو» السبت: «المباحثات بين الإدارة الذاتية ودمشق حول عفرين مستمرة، وسنعلن عن نتائجها حال التوصل إلى اتفاق».

وفي ما يتعلق بالخيارات المتاحة من خلال هذه المحادثات، وموقف وحدات حماية الشعب الكردية منها، قال حدو: «نقبل بجميع الخيارات عدا الاحتلال التركي».. «تركيا هزمت عسكرياً وتعاني من أزمة»، الأمر الذي دفعها إلى «استهداف البنية التحتية والآثار في عفرين».

وفي سياق ميداني آخر، ذكرت وكالة «سانا» السورية أنّ وحدة من الجيش السوري أحبطت السبت محاولة تسلل مجموعة إرهابية من الأراضي اللبنانية إلى منطقة تلكلخ بريف حمص.

وبحسب الوكالة فإنّ عناصر من حرس الحدود في الجيش السوري اشتبكوا ظهر السبت مع مجموعة إرهابية قرب قرية معربو بريف تلكلخ الغربي حاولت التسلل عبر أحد المعابر غير الشرعية على الحدود السورية اللبنانية.

مصادر تحدّثت عن عملية التسلل، وفقاً لما ذكرت «سانا»، فقالت إن اشتباكاً وقع بين عناصر المجموعة المتسللة مع الجيش السوري قرب بلدة معربو بريف تلكلخ الغربي. وأشارت إلى أن المجموعة المسلحة حاولت التسلل عبر معبر غير شرعي عند الحدود اللبنانية السورية.

وأضافت أن الاشتباكات انتهت بإحباط هذه المحاولة بعد أن تمكّنت وحدات الجيش السوري من قتل أفراد المجموعة، وفرار ما تبقى منها باتجاه الأراضي اللبنانية.

كما أشارت إلى أنها المرة الأولى التي تحاول فيها مجموعة مسلحة إرهابية بالتسلل عبر هذا المعبر بالذات، حيث من غير الواضح من أي مكان بالضبط جاءت هذه المجموعة، وماذا كانت تستهدف، وبأي اتجاه كانت تذهب، لأن وحدات الجيش السوري سرعان ما تصدّت لها بعد وقت قصير من تحركها في المنطقة الحدودية.

إلى ذلك، عثرت وحدات من الجيش السوري خلال متابعتها عمليات التمشيط في المناطق المحررة من إرهابيي «داعش» في دير الزور على شبكة جديدة من الأنفاق من مخلفات التنظيم الارهابي في منطقة صبيخان بريف المحافظة الجنوبي الشرقي.

وذكر مصدر في دير الزور أن «أحد الأنفاق التي تم العثور عليها يتموضع ضمن جبل الشارة في حي تشرين ويمتد على مساحة 200 م بعمق 100 متر ويحتوي على 16 غرفة كان يتحصن بها متزعمو التنظيم الإرهابي».

ولفت المصدر إلى العثور على نفق في حي تشرين في بلدة صبيخان يتشعّب لمسافات كبيرة ضمن الأحياء السكنية وبين المنازل وبداخله كميات من الأسلحة والذخائر.

وعثرت وحدات من الجيش الخميس الماضي خلال تمشيط الريف الجنوبي الشرقي لمدينة دير الزور على شبكة أنفاق في الميادين وقرية صبيخان طولها أكثر من 500 م بداخلها مقار وذخائر متنوعة من مخلفات تنظيم «داعش» الإرهابي.

وتعمل وحدات الجيش بالتعاون مع الجهات المختصة على استكمال تمشيط ريف دير الزور لتطهيرها من مخلفات إرهابيي «داعش» لضمان عودة آمنة للعائلات المهجرة إلى منازلها.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى