النيل «نهر الحب»… ذاكرة صامتة لمشاعر قدماء المصريين

احتفل العالم يوم 14 شباط بعيد الحب، وتختلف طقوس الاحتفال من بلد لآخر، كما تظل بعض الأماكن تمثل رمزاً من الاحتفال بهذا اليوم.

وفي مصر عرف مجرى النيل قديماً باسم «نهر الحب»، وكان شاهداً على قصص حب أسطورية عدة، وظل رمزاً للحب والوفاء منذ أن استوطن الإنسان المصري مصر وحتى يومنا هذا.

وكانت قصة «إيزيس وأوزريس» الأسطورية أول شهادة لوفاء النيل، فكانت بداية التعارف على ضفاف النهر، وعندما قتله أخوه «ست» ألقى به في النهر إلا أنها وجدته بعدما بحثت عليه وظنت أن النيل أعاده لها، فأعادت له الحياة وحملت منه وأخفته هو وولدها حورس في النهر. إلا أن «ست» عثر عليه مرة أخرى فقطعه لأثنتين وأربعين قطعة ووزّعه على مناطق مختلفة، كان للنهر فيه نصيب في جزيرة «بيجة». وكانوا يعتقدون أن النيل ينبع منها واعتبر أوزوريس رمزاً للخصوبة، كما أن دموع زوجته اعتبرت رمزاً لفيضان النيل.

يقول مجدي شاكر، الباحث الأثري، إن القصة الأسطورية الأخرى تتعلق بـ»أمون» الموجود في معبد الكرنك، وكان يخرج من معبده في عيد شهير عند المصري القديم يسمّى «عيد الأوبت»، ليزور زوجته «موت» في معبد الأقصر ويتم تجديد الزواج وإعادة الخصوبة، وكان انتقال تمثال أمون ومعظم طقوس العيد تتمّ على النهر واعتبر رمز الوفاء والحب.

ويتابع «الربة حتحور ربة الحب والجمال والحنان كانت تنتقل من معبدها في «دندرة» في محافظة قنا كل عام، لزيارة زوجها حورس في «أدفو» في محافظة أسوان على النهر كل عام، وكان خلال هذه الأعياد يخرج الجميع لضفاف النهر لرؤية الاحتفال، وكان يحضره الفرعون أو مَن ينوب عنه، ويتم خلال ذلك التعارف والحب والزواج تقليداً وتبركاً بالإلهة حتحور».

أما شهيدة الحب «إيزادورا» فلا تزال تمثل رمز الحب والوفاء حتى اليوم، وهي بنت حاكم الإقليم إغريقية الأصل، أحبّت الجندي المصري «حابي» وكانا يتقابلان سراً على ضفة النهر، رغم اعتراض والدها على هذا الحب نظراً، لأنها كانت تعيش في «تونا الجبل» في الشرق وهو في «الأشمونين» في الغرب في محافظة المنيا.

يستطرد «في إحدى المرات جرت هي بلهفة لمقابلته فسقطت من مركبها وحاول إنقاذها لكنها ماتت، ودفنها والدها في مقبرة ما زالت تضم المومياء الخاصة بها. ورثاها أبوها بقصيدة شعر باليونانية ما زالت على حوائط المقبرة، وظل حبيبها يعبر ذلك النهر كل يوم أكثر من سبعة أميال من غرب النهر لشرقه ليوقد شمعة لحبيبته لتؤنس وحدتها.

..وعروس النيل

في أحد الأعوام جفّ النيل نسبياً، فأشار كاهن إلى أحد الملوك أن النيل غاضب، لأنه يريد الزواج من أجمل بنت مصرية، فجمع أجمل الملك المصريات واختار منهن واحدة سُميت بعروس النيل، بعدما أقنعها بأنها ستتزوج من الإله «حابي» في الحياة الآخرة إله النيل عند الفراعنة. واستمرت العادة في شهر أغسطس من كل عام حيث كانت تلقى فيه أجمل العذارى استجداءً لوفائه.

وكالات

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى