لماذا «قوات شعبية» إلى عفرين؟

حميدي العبدالله

أُعلن أنّ القوات السورية المسلحة التي سوف تدخل قضاء عفرين للإسهام إلى جانب حاميتها في الدفاع عن هذه المنطقة في وجه الغزو التركي هي «قوات شعبية». والمقصود هنا هي قوات مشكلة من متطوّعين محليين للقتال إلى جانب الدولة كانوا يعرفون بالقوات الرديفة بقيادة ضباط وخبراء من الجيش السوري.

الإعلان عن هذه القوات التي سوف تنتشر في منطقة عفرين للدفاع عن هذه المنطقة، لا يعني أنّ الجيش السوري لن يكون موجوداً، بل إنّ هذا الانتشار، وطبيعة تشكيل القوات المنتشرة، ومهام هذه القوات، تشبه ما حدث ويحدث الآن على خط الاشتباك شرق نهر الفرات في محافظة دير الزور، حيث أعلنت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية، أنّ الاعتداء الأميركي الذي وقع في المنطقة مؤخراً استهدف «قوات شعبية» أيّ التسمية ذاتها التي أطلقت على القوات التي يتمّ نشرها في منطقة عفرين.

الاعتبارات والحسابات التي دفعت الدولة السورية لتشكيل هذه «القوات الشعبية» سواء في دير الزور أو في عفرين، أو قبل ذلك في مناطق عديدة من ساحات المواجهة في سورية، أملتها مجموعة من العوامل أبرزها، أولاً حاجة الجيش السوري إلى قوات شعبية لتغطية جبهات امتدّت على مساحة سورية كاملة مدعومة بتحالف دولي إقليمي يجمع أكبر وأقوى دول العالم. مواجهة من هذا القبيل لا تستطيع القوات النظامية بمفردها النهوض بعبئها، ولذلك اقتضى الأمر ولادة قوة مكوّنة من ثلاث جهات هي الجيش السوري، والقوى الرديفة، والحلفاء.

في كلّ منطقة من مناطق المواجهة كان يتبدّل ثقل مشاركة كلّ طرف من هذه الأطراف الثلاثة. في مناطق كان الدور حصرياً لقوات الجيش العربي السوري، وفي مناطق أخرى كانت مساهمة القوات الرديفة، أيّ «القوات الشعبية» مساهمة فعالة.

على أية حال في مواجهة الاحتلالين الأميركي والتركي لبعض المناطق السورية، ستكون «القوات الشعبية» أساساً في المواجهة، ويكون دور الجيش السوري والقوات الحليفة دوراً مسانداً مع مشاركة أكبر من الجيش السوري الذي تتركز مهمّته أيضاً في مقاومة الجيوش الغازية، لكن ليس عن طريق حرب نظامية تقليدية، بل من خلال إدماج وسائل حرب متعددة في سياق أقرب إلى الحرب الشعبية وحرب العصابات. لذلك عندما سئل الرئيس بشار الأسد إذا لم يخرج الأميركيون من سورية ما الذي يمكن أن تفعله الدولة السورية، أجاب وسائل الإعلام التي طرحت عليه هذا السؤال أكثر من مرة بجواب واحد: المقاومة الشعبية، و«القوات الشعبية» سواء في عفرين أو دير الزور، هي الوسيلة الأهمّ في هذه المقاومة، وسيكون دور الجيش السوري دوراً مسانداً ومتمّماً لفعل القوات الشعبية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى