إعلان القائمة القصيرة لـ«الجائزة العالمية للرواية العربية» للعام 2018 في عمان

أعلنت لجنة تحكيم «الجائزة العالمية للرواية العربية» للعام 2018 القائمة القصيرة للروايات المرشّحة لنيل الجائزة بدورتها الحادية عشرة. واشتملت القائمة على ست روايات هي: «ساعة بغداد»، «زهور تأكلها النار»، «وارث الشواهد»، «الحالة الحرجة للمدعو ك»، «حرب الكلب الثانية» ورواية «الخائفون».

«ساعة بغداد» ذاكرة المكان والهوية، تصوغ في بساطة وعمق المصير الإنساني في علاقة المحلة البغدادية بالزمان مع تقلّبات الشخصية الرئيسية، بينما «زهور تأكلها النار» تصوّر ثراء المشهد الإنساني في طقوسه، ثم وقوع البناء الاجتماعي والاقتصادي تحت سيطرة الجهل والأحادية. «وارث الشواهد» رواية تمعن الغوص في أعماق معاناة الذات الإنسانية للواقعين تحت الاحتلال وسلخ الهوية. أما رواية «الحالة الحرجة للمدعو ك»، فتصف في سرد ذكي يُعنى بالتفاصيل الدقيقة صراع مريض بالسرطان ورؤيته للوجود من ذلك المنطلق. بينما تتناول رواية «حرب الكلب الثانية» من منظور عجائبي وغرائبي النفس البشرية وتحوّلات المجتمع والشخصية بأسلوب فانتازي، يفيد من أسلوب الخيال العلمي. في حين أن رواية «الخائفون» تصوّر ثنائية المواطن والسلطة وتفضح العلاقة الشاذة بينهما، مركزة على ثيمة الخوف اللصيقة بحياة الفرد والمجتمع.

يُشار إلى أن القائمة القصيرة للروايات الستّ قد اختيرت من بين الروايات الـ16 للقائمة الطويلة الصادرة بين تموز 2016 وحزيران 2017، التي ينتمي كتابها إلى 10 دول.

السعافين

وخلال الندوة علّق إبراهيم السعافين، رئيس لجنة التحكيم بالقول: «تناولت روايات القائمة القصيرة الستّ موضوعات اجتماعية وسياسية ووجودية. وقد وظّفت تقنيات سرديّة مختلفة مستلهمة من التحوّلات الحديثة للرواية العالمية في معالجتها للبعدين الغرائبي والعجائبي. ولا تخلو الروايات الست من تقاطعات وإسقاطات على الواقع الجديد، مع تجاوزها للوثوقي واليقيني».

سليمان

وبدوره، قال ياسير سليمان، رئيس مجلس الأمناء: «تتألف القائمة القصيرة لهذه الدورة من أعمال تشتبك مع واقعها العربي بمآلاته وشظاياه المغموسة بهموم كابوسية، وكأنها عمليات حفرٍ في مواقع الألم. هذا الحفر بالكلمات لا بدّ منه إذا أردنا أن ننخرط في الوقع ونتجاوزه في آن واحد، في عملية مركّبة من المسائلة والمسؤولية، والتقدّم والتراجع. إنّ هذا الانخراط شرط من شروط تجربة القراءة الناقدة التي توفّرها لنا أعمال هذه القائمة القصيرة، بأصواتها المتباينة من كتّاب وصلوا إليها سابقاً وآخرين يلتحقون بها لأول مرة».

تجدر الإشارة أنّه سيعلن عن الرواية الفائزة بـ»الجائزة العالمية للرواية العربية» عام 2018 في احتفال سيُقام في «فندق فيرمونت» باب البحر، أبوظبي، مساء الثلاثاء 24 نيسان، عشيّة «افتتاح معرض أبو ظبي الدولي للكتاب». ويحصل كل من المرشّحين الستة في القائمة القصيرة على 10.000 دولار أميركي، كما يحصل الفائز بالجائزة على 50.000 دولار أميركي إضافية.

ويُذكر أنّ الرواية الفائزة بجائزة عام 2017 هي «موت صغير» لمحمد حسن علوان.

تهدف الجائزة إلى الترويج للرواية العربية على المستوى العالمي، ومن هنا تموّل الجائزة ترجمة الأعمال الفائزة إلى اللغة الإنجليزية.

يذكر أنه خلال هذا العام قد صدرت الترجمة الإنجليزية لرواية «فرنكشتاين في بغداد» لأحمد سعداوي الفائزة بجائزة عام 2014 عن «دار وون ورلد» في المملكة المتحدة و»دار بنجوين» في الولايات المتحدة. وتمّ التعاقد لإصدارها في اثنتَي عشرة لغة أخرى، بما فيها الصينية.

الجائزة العالمية للرواية العربية جائزة سنوية تختص بمجال الإبداع الروائي باللغة العربية. ترعى الجائزة «مؤسسة جائزة بوكر» في لندن، بينما تقوم «دائرة الثقافة والسياحة» ـ أبو ظبي في الإمارات العربية المتحدة بدعمها مالياً.

«ساعة بغداد»

تدور أحداث الرواية في حي من مدينة بغداد، وتسرد على لسان طفلة، تلتقي صديقتها في عام 1991، في ملجأ محصن ضدّ الغارات أثناء الحملة الجوية لدول التحالف على العاصمة بغداد. تتشارك الطفلتان الآمال والأحلام وتتداخل الأحلام مع الخيالات والأوهام. يأتي شخص غريب يحمل تنبؤات من المستقبل الغامض للمدينة لتبدأ موجة هجرات عائلية تفرغ المكان من أهله. تتشارك الصديقتان بعد أن تنضم إليهما صديقة ثالثة بكتابة تاريخ المحلة في سجل سري ليحميها من النسيان. هناك الطفولة والمراهقة ثم أيام الجامعة حتى الحرب التي أدّت إلى سقوط مدينة بغداد وبدأت موجة من الهجرات الجديدة.

«زهور تأكلها النار»

من والدتها الإيطالية ورثت «خميلة» الجمال، ومن والدها الثراء. كانت تخطو إلى العشرين حين عادت من مصر حيث درست علم الجمال إلى مدينتها السور بمجتمعها المتنوع. تظهر فجأة على الجدران كتابات لجماعة الذكرى والتاريخ التي أعلنت الثورة على الكفار مستبيحة المدينة قتلاً وذبحاً وسبياً. اقتُيدت النساء إلى مصيرهن أدوات متعة لأمراء الثورة الدينية، زهوراً ملوّنة تأكلها النيران. الآن انتهى زمن وابتدأ زمن، و»خميلة» الجميلة التي صار اسمها «نعناعة» تنتظر أن تزفّ إلى أمير من أمراء الثورة لعله المتّقي نفسه.

«وارث الشواهد»

فمن زنزانته في سجن على جبل الكرمل يعود الفلسطيني «الوحيد» إلى الوراء، حين كان طفلاً أثناء حرب حزيران 1967، يتذكّر الوحيد أن جدّه وأباه هاجرا قسراً من قريتهما عين حوض التي حوّلها «الإسرائيليون» إلى قرية للفنانين، وصار اسمها «عين هود». الجدّ «سليمان» بنى في نابلس بيتاً شبيهاً ببيته في عين حوض، وحين يموت الجدّ، يعود «الوحيد» من الخارج حيث يدرس في الجامعة، ويذهب إلى بيت الجد السابق في القرية، ولكن الفنان المقيم في البيت يرفض السماح له بالدخول. يجلس في مقهى، ويكتشف شاهدة منزل جدّه في المرحاض، يخلعها ويشتبك مع رجال الشرطة ويقتل أحدهم بالخطأ.

«الحالة الحرجة للمدعو ك»

إثر قراءته «كافكا»، يقرّر المدعو «ك» أن يكتب يوميّاته أيضاً، إلا أنّه يصطدم باستمرار بقدراته المحدودة وحياته المفتقرة إلى الأحداث ورغبته في الحفاظ على خصوصيته. حين يتلقّى الخبر الذي يقلب كل هذا رأساً على عقب، يلتبس رد فعله ما بين شعوره بالهلاك وبين عثوره على الخلاص من هذه المصيبة.

«حرب الكلب الثانية»

تتناول هذه الرواية تحوّلات المجتمع والواقع بأسلوب «فانتازي»، يفيد من العجائبية ومن الخيال العلمي في فضح الواقع وتشوّهات المجتمع في التركيز على فساد الشخصية الرئيسيّة وتحوّلاتها بين موقعين مختلفين، من معارض إلى متطرّف فاسد. تكشف هذه الرواية نزعة التوحّش التي تسود المجتمعات والنماذج البشرية واستشراء النزعة المادية بعيداً عن القيم الخلقية والإنسانية، فيغدو كل شيء مباحاً حتى المتاجرة بمصير الناس وأرواحهم.

«الخائفون»

«سُليمى» مرتبكة أمام تلك الأوراق التي أرسلها إليها» نسيم»، الرجل الوسيم صاحب العظام البارزة. وتكتشف، وهي تلتهمها كلمة كلمة، وتلهث وراءها حرفاً حرفاً، أنها رواية ناقصة، أقرب إلى سيرة امرأة مصنوعة من الخوف، مثلها تماماً. ماذا أراد «نسيم»؟ أن تكتب «سُليمى» النهاية بعد أن استغرقه الخوف ولم يقوَ على إنجازها؟

الروايات العشر الأولى الفائزة بالجائزة هي: «واحة الغروب» لبهاء طاهر 2008، «عزازيل» ليوسف زيدان 2009، «ترمي بشرر» لعبده خال 2010، «القوس والفراشة» لمحمد الأشعري و»طوق الحمام» لرجاء عالم 2011، «دروز بلغراد» لربيع جابر 2012، «ساق البامبو» لسعود السنعوسي 2013، «فرانكشتاين في بغداد» لأحمد سعداوي 2014، «الطلياني» لشكري المبخوت 2015، «مصائر: كونشرتو الهولوكوست والنكبة» لربعي المدهون 2016، «موت صغير» لمحمد حسن علوان 2017.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى