بوتين يكشف في رسالته إلى الجمعية الاتحادية عن صواريخ وغواصات روسية متطوّرة

وجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس، رسالته إلى الجمعية الاتحادية في خطاب استمر نحو ساعتين حدد فيها الأولويات في روسيا، رغم أنه اليوم مرشح لرئاسة تحدد نتيجتها الانتخابات المقبلة.

وكشف الرئيس الروسي عن «تطوير بلاده صاروخاً بالستياً جديداً عابراً للقارات من الصعب على الأنظمة المضادة للصواريخ اعتراضه».

ولفت بوتين في كلمته إلى أنّ «الصاروخ الجديد يمكنه أن يصل إلى أي مكان في العالم تقريباً».

كما أعلن «أنّ روسيا اختبرت صاروخاً نووياً جديداً في نهاية 2017»، مضيفاً «أنّه تمّ بنجاح إنهاء تجارب مجمعات صاروخية عابرة للقارات فوق صوتية لا مثيل لها في العالم».

وقال بوتين «بدأنا بتطوير جيل جديد من الصواريخ. وقد باشرت وزارة الدفاع، في الوقت الحالي، بالاشتراك مع الشركات العاملة في مجال صناعة الصواريخ والفضاء، في المرحلة النشطة من اختبارات منظومة الصواريخ الجديدة، المجهزة بصاروخ ثقيل عابر للقارات، وأطلق عليه اسم سارمات ».

كذلك، كشف بوتين «أن روسيا طوّرت رأساً حربياً نووياً صغيراً يمكن أن تحمله صواريخ كروز ولا يمكن للأنظمة المضادة للصواريخ أن تعترضه، بالإضافة إلى اختبارها غواصات آلية يمكن أن تحمل رؤوساً نووية وغير مأهولة مزوّدة بصواريخ طوربيد نووية يستحيل اكتشافها».

وأوضح «أن موسكو طورت أيضاً سلاحاً جديداً أسرع من الصوت لا ترصده الأنظمة المضادة للصواريخ».

وتابع الرئيس الروسي قائلاً «لدى روسيا صواريخ مثالية فوق صوتية دخلت حيز الخدمة في إطار تجريبي»، مؤكداً «أنه منذ العام الماضي وصلت إلى الجيش الروسي أسلحة لايزر من شأنها أن تضاعف قدرات موسكو مرات عدة».

واعتبر بوتين «أن الأسلحة المعقّدة لا تنتجها إلا دولة لديها مستويات بحثية عالية وقاعدة صناعية قوية وروسيا تمتلك هذه القدرات». وأوضح بالقول: «روسيا قامت بتصميم كتلة طاقة نووية فائقة القوة لتزويد صواريخ مجنحة بها، ما سيجعل الصواريخ قادرة على تجاوز كل أنظمة الدفاع الجوي والصاروخي، سواء الموجودة أو الواعدة. كما بدأت روسيا بتصميم أسلحة استراتيجية لا تتبع مساراً بالستياً، ما يجعلها قادرة على اختراق جميع أنظمة الدفاع الصاروخي ما يمنحها تفوقاً جدياً».

وأكد الرئيس الروسي أنّ لدى بلاده «جيشاً حديثاً يعتمد على التكنولوجيات العالية، والعملية في سورية أظهرت المستوى العالي المتطور لجيشنا»، مشيراً إلى أنّه «خلال السنوات الـ 30 الأخيرة حققنا تغييرات، تحتاج دول أخرى إلى قرون لتحقيق مثلها».

وأكد الرئيس الروسي أنّ «روسيا تقوم بتطوير أنظمة أسلحة استراتيجية رداً على انسحاب الولايات المتحدة من جانب واحد من معاهدة الدفاع الصاروخي المضاد ونشرها عناصر منظومة الدرع الصاروخية على الأراضي الأميركية وفي أوروبا وفي المياه بالقرب من السواحل الروسي، بالإضافة إلى خططها لنشر صواريخ في اليابان وكوريا الجنوبية»، مشيراً إلى أنّ «الولايات المتحدة رفضت كافة المقترحات الروسية لتسوية قضية منظومة الدرع الصاروخية».

وأضاف بوتين: «روسيا لا تهدّد أحداً ولا تخطط لاستخدام قدراتها العسكرية المتنامية للاعتداء على أحد»، مشيراً إلى أنّ «كل المحاولات لردع روسيا وتطويرها، بما في ذلك في المجال العسكري، وفرض عقوبات وقيود عليها فشلت».

ونوّه الرئيس الروسي إلى أنّ «روسيا تطور ترسانتها النووية من أجل حث الشركاء الغربيين على التفاوض والإصغاء إلى التحذيرات الروسية بشأن عدم جواز الإخلال بميزان القوى الاستراتيجي في العالم».

وقال بوتين: «أعتقد بأنه من واجبي أن أؤكد أن أي استخدام للسلاح النووي ضد روسيا أو حلفائها، سواء أكان بقوة صغيرة أو متوسطة أو أخرى، سنعتبره هجوماً نووياً على بلادنا. والردّ سيكون فورياً مع كل ما يترتب على ذلك من عواقب».

ومن محاور الرسالة أيضاً «رفاهية المواطنين هي الأولوية والعامل الرئيسي لتطور البلاد».

وقال بوتين في هذا الصّدد، «روسيا تمكنت من إحداث تغيير جذري في ما يخص الوضع الديموغرافي، ومتوسط العمر في روسيا يجب أن يصل إلى أكثر من 80 عاماً مع نهاية العشرينيات من القرن الـ 21».

وأكد بوتين على «وجوب مضاعفة النفقات على الرعاية الصحية في الفترة 2019 2024، لتصل إلى 5 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي».

على الصعيد الاقتصادي، قال بوتين «على روسيا أن تثبت مكانها ضمن الاقتصادات الكبرى الخمسة عالمياً وتحقق زيادة الناتج الداخلي الإجمالي لكل فرد 1.5 مرة في منتصف العقد المقبل». وأردف قائلاً: «يجب تحقيق نمو إنتاجية العمل بوتائر لا تقل عن 5 في المئة في السنة لتصل روسيا إلى مستوى الاقتصادات الرائدة في العالم».

وأضاف «روسيا تخطط لجذب نحو 1.5 تريليون روبل 26.8 مليار دولار من الاستثمارات الخاصة لتحديث قطاع الطاقة الكهربائية خلال السنوات الست المقبلة»، مؤكداً أنه «تجب مضاعفة حجم الصادرات الروسية من غير الخامات خلال السنوات الست لتصل قيمته إلى 250 مليار دولار».

على الصعيد العلمي، قال: «يجب الارتقاء إلى مستوى جديد نوعياً في مجال الأبحاث العلمية وجعل البنية التحتية للأبحاث من بين الأقوى والأكثر فاعلية في العالم».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى