أبو خليل: فلسطين النازفة ستبقى البوصلة التي تحدّد لنا معنى الانتماء فهي لبّ الصراع الموسوي: من خضنا معهم معركة التحرير والدفاع سنخوض معهم معركة بناء الدولة والمجتمع حميد: الأجهزة الأمنية مطالبة بصيانة السلم الأهلي ومواجهة الإرهاب والتجسّس «الإسرائيلي»

أحيا الحزب السوري القومي الاجتماعي وأهالي بلدة كفرا وبنت جبيل ذكرى مرور أسبوع على وفاة المناضل القومي نبيل أحمد عز الدين، وحضر الذكرى إلى جانب والد الراحل الأمين أحمد عز الدين والعائلة، عضو المكتب السياسي المركزي الدكتور محمود أبو خليل ممثلاً مركز الحزب، عضو المجلس الأعلى قاسم صالح، منفذ عام المتن الجنوبي محمد المولى وعدد من المسؤولين الحزبيين وجمع من القوميين والمواطنين.

كما حضر عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب نواف الموسوي، عضو كتلة التنمية والتحرير النائب أيوب حميّد، وفاعليات.

الموسوي

تحدث في الذكرى عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب نواف الموسوي، الذي لفت إلى الشراكة في مقاومة الاحتلال الصهيوني، وقال «بالأمس أعلناها واضحة ونعلنها اليوم، أننا كما كنا مع حلفائنا صفاً واحداً في مواجهة العدوان بأشكاله المختلفة، ومنها الصهيوني والتكفيري، فإننا في هذه الانتخابات التي نأمل أن تحدث في موعدها الدستوري والقانوني المحدّدين، سنكون مع حلفائنا في لوائح واحدة، وبالتالي من لم نتخلّ عنهم في الحرب، فإننا لن نتخلى عنهم في السلم، ومَن خضنا معهم معركة التحرير والدفاع، فإننا سنخوض معهم معركة بناء الدولة والمجتمع في لبنان، لذلك نحن متحالفون ومعتزّون بهذا التحالف، لأنه إشارة إلى الوفاء الذي لطالما وسم موقفنا وسلوكنا نحن وإياكم معاً .

أضاف: «نأمل من أصدقائنا الذين يمكن أن نكون وإياهم في لوائح ودوائر أو أن لا نكون، أن يكون واضحاً لديهم أنّ الحزب السوري القومي الاجتماعي وغيره من حلفائنا من البعث وحركة أمل وجمعية المشاريع وغيرهم، سيكونون حلفاء لنا في خوض هذه الانتخابات».

حميّد

بدوره وصف النائب أيوب حميّد ما مررنا به في اليومين المنصرمين في الافتراق والتنافس غير المشروع بين الأجهزة الأمنية بالمهزلة التي ما بعدها مهزلة، لأنه وبعيداً عن مضمون الأحاديث ومضمون القضية، المطلوب أن تعمل الأجهزة الأمنية دائماً في غرفة عمليات مشتركة وليس برؤوس متعدّدة، وأن تحدّد اتجاه السير وتعطي للمواطن الثقة بأجهزته الأمنية والعسكرية، وتعطيه الاطمئنان إلى أنّ هذه الأجهزة تعمل لصيانة السلم الأهلي ولمواجهة الإرهاب وأجهزة التجسّس الاسرائيلية التي لربما تنتشر في مكان أو آخر، وهي يجب أن تعمل دائماً بطريقة وقائية تحفظ للناس اطمئنانهم وحرصهم على سلمهم الأهلي، آملا ألا يتكرّر ما حصل، وذلك لأننا نحرص دائماً على أن تكون المؤسسة الرسمية وفي طليعتها القوى الأمنية والعسكرية تعمل من أجل هذا الوطن ولا من أجل إيحاءات أو رؤى تتباين وتتعارض لا سيما في هذه المرحلة بالذت من تاريخ الوطن .

أبو خليل

وألقى أبو خليل كلمة الحزب الحزب السوري القومي الإجتماعي جاء فيها: على غفلة كالصاعقة نزل علينا خبر فقدان مناضل وأمين مجروح على المأساة والمعاناة الطويلة، حضرة الأمين شبّهتك بأمتي النازفة حيرى هي أتبكي الخسارة أم تحاول تخفيف الضرر، فقد كان الرفيق نبيل مثالاً بين أقرانه الذين امتطوا الغيم وتأبّطوا الحلم وزرعوه في بلاد الاغتراب، حتى أينع وكان الحصاد من حصة كلّ الأهل والرفقاء، ولم نفاجأ به يوماً وكنا نعلم أنه من أسرار نشأته إتقانه معنى البرّ بالقسم».

وقال: «رفيق نبيل يوم كان العوَز داء كنت من صنع الدواء، لم يجفّ ماء بحرك ومصبّه كان دموع الأوفياء، لم تكن دموعاً كما نعهدها بل لآلئ تسكب في معين لا ينضب اذا مسّه القمر، منيراً كان كأيقونة دعاء المساء وإنْ لوّحته الشمس حوّلته نجماً، يُستدلّ من خلاله الى مجموعة القيم التي تمتعت ويتمتع بها أبناء هذه البلدة المقاومة، المتربّعة على أكتاف قانا، تكفكف دموعها وتخفف عنها مصابها، وتجاور جبل الشيخ وهي تحاول اليوم وكلّ رفيقاتها من القرى بشيبهم وشبابهم الدفاع عن بياض قممه من سواد قلوب أعداء هذه الأمة، التي أبت أن يكون القبر مكاناً لها تحت الشمس».

وتابع أبو خليل: يا أمة الخير والحق والجمال مزنّرة أنتِ بأشواك الخيانة وغطرسة الطغاة، ودماء أطفالك تسفك في كلّ ساح كي يشحّ زيت قناديلك، لتسود بأعيننا السماء حتى لا يبزغ فجر جديد، ولا يقام الآذان ولا تقرع الأجراس، ولا من يشحذ الهمم ويستنهض الطاقات، ولا من يلبّي نداء استغاثة مظلوم أو إبن شهيد من قال انّ أمة ملأت بهديها كلّ أرض قد أصابها مرض عضال، يقطعونها كقطعة حلوى تقدّم على مائدة اللئام دون سؤال عن الزمان أو المكان، لكن مهلاً فلن نغفو مرة أخرى على وعود من ناكثي العهود، فقد درسوا الوهابية في نفس الكتاب مع اليهود، فمنهم من بالرياء يغلف جبنه ومنهم من يستثمر بالدم في غير موقعه، وأين اليوم موقعنا نحن هنا قوم إذا مسّ العدو أرضنا أو إنساننا كنا له سداً منيعاً جيشاً وشعباً ومقاومة».

والى الناعقين في الداخل المتماهين مع سياسة الدول العدوة نقول: «استيقظوا من أحلامكم فلولا قوانينكم الانتخابية التي تفصّل على مقاساتكم، لكان دوي أصوات الأغلبية من اللبنانيين المؤيدين للفعل المقاوم قد صمّ آذانكم، فالعبوا على ملاعبكم على قدر أحجامكم والتي لولا المقاومة والمقاومين الشرفاء، لما وجدتم مساحات حرة تمارسون عليها نزواتكم وتطلقون منها افتراءاتكم، ولو لم يوجد قامات وطنية وتشريعية تشكل صمام أمان للسلم الأهلي، الذي يشكل أولوية بالنسبة لها ولنا لكان التصدي لمشاريعكم الغرائزية والتقسيمية شغل المواطن الشاغل، لقد سقط مشروعكم وفشلت كلّ خططكم يوم تمكّنت المقاومة من تحرير الأرض والأنسان ولم يعد لديكم حتى بين رعاتكم الفاشلين مكان».

لقد ولى زمن الهزائم فها هي الشام التي أريد لها أن تدفع ضريبة احتضانها للمقاومة بالدم تنفض عنها غبار المكائد وتتصدّى للتكفيريين وحماتهم، تحت كلّ المسمّيات وإلى جانبها يقف كلّ المقاومين والحلفاء الأوفياء وهي تسير الى النصر المبين، ولو كره الكارهون، وبعد استعادة السماء تسعى لاستعادة الأرض التي يدنّسها كلّ أنواع الغزاة، وما الاتهامات التي تساق ضدّها إلا دليل على قرب انتصارها وعصبية أعدائها، وما كذبة السلاح الكيميائي إلا السمّ الذي قدّم لها بداية الحرب عليها وستتمكن حتماً مرة أخرى من أطعامه بمساعدة الدول الصديقة والحليفة لأعدائها».

أما في العراق وبعد الإنجازات الأخيرة المتمثلة بالقضاء على الإرهاب وبعد ان توضحت صورة مشاركة أعداء أمتنا بحجة تقديم الدعم والحماية، في الهجمة المبرمجة على مكامن القوة فيه من ثروات نفطية ونسيج إجتماعي متجانس وعلماء، بدأ الوعي يعمّ كلّ فئات مجتمعه وبدأنا بسماع تلاوة فعل الندامة عند من ظنّ بأنّ عدو بلاده يشكل ضمانة لمصالحه، في جزره الوهمية خارج دورة الحياة مع كامل مجتمعه وكيانه».

وفلسطين النازفة ستبقى البوصلة التي تحدّد لنا معنى الانتماء فهي لبّ الصراع، أرض قومية لا يحق لأحد التصرف بشبر من أرضها بشكل يمسّ سيادتنا عليها، وهي ملك لمسنّيها وأحداثها الذين تمثلهم عهد التميمي وأمثالها، ونردّد مع سعاده قوله: «إنّ أزمنة مليئة بالصعاب والمحن تأتي على الأمم الحية فلا يكون لها إنقاذ منها إلا بالبطولة المؤيدة بصحة العقيدة.

ونحن في هذه المناسبة الأليمة لا يمكننا ألا أن نستحضر الزعيم سعاده في ذكرى ولادته لأمة بعد مخاضها العسير فكان المعبّر عن نفسيتها وأصالتها وعراقة تاريخها، وشهر حقيقتها الإنسانية بأنها أمة واحدة ومجتمع واحد مجتمع أرسى القيم وسما بها فقاد وهدى في كلّ علم وفن وفلسفة».

وختم أبو خليل: «رفيق نبيل إنّ الأفراد في المجتمع يأتون ويذهبون لكن الحق يبقى لأنّ الحق إنساني والإنساني اجتماعي والمجتمع هو الإنسان الكامل، لذلك ستكون دائماً بيننا وقد اخترت الرحيل يوم ميلاد باعث نهضتنا، كي تستظلّ من وحي آذار ونستظلّ معك فيء رحابه، فيحضرنا وهو الحاضر دائماً يجدّد العزم فينا والعزيمة ونجدّد له العهد والقسم والالتزام، أيها الأهل والأحبة الأخوة والرفقاء، باسم الحزب السوري القومي الاجتماعي رئيساً وقيادة ورفقاء وباسمي أتقدّم من أهلنا أهل الفقيد وأهالي بلدة كفرا بأسمى آيات العزاء والبقاء للأمة».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى