روكز.. «شامل اليوم للبنان الغد» الافتراق مع حزب الله حبي إن حصل

هتاف دهام

تقاعَدَ عسكرياً، لكنه لن يتقاعد سياسياً. فالعميد شامل روكز رسم خريطة طريق لتبيث برنامجه الانتخابي الذي سيعمل على تنفيذه خلال السنوات الأربع 2018-2022 بالتعاون مع أبناء كسروان الفتوح جبيل. فهو ضامن فوزه، نظراً لاستقطابه العونيين كافة في كسروان ولشعبيته لدى الكسروانيين على اختلاف انتماءاتهم، على عكس الكثير من المرشحين البرتقاليين في هذه الدائرة وفي دوائر أخرى.

ارتسمت أمس، في «البلاتيا» صورة لائحة تكتل التغيير والإصلاح في جبيل كسروان. أطلق قائد فوج المغاوير السابق حملته الانتخابية بحضور أعضاء اللائحة التي ستعلن أسماؤها في الاحتفال الذي يقيمه أواخر هذا الشهر رئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل الذي مثّله أمس، نائبه للشؤون الإدارية رومل صابر، بمعزل عن أنّ «الشامل» قد يكون رغب أن ينأى ببرنامجه الانتخابي عن البرنامج «الباسيلي».

فقد حضر النائبان وليد خوري وسيمون أبي رميا، الوزير السابق زياد بارود، رئيس المؤسسة المارونية للانتشار نعمة افرام، سيلفيا شيحا زوجة النائب السابق منصور غانم البون الذي غاب عن الاحتفال، مرشح كسروان القيادي في التيار البرتقالي رجل الأعمال روجيه عازار، والقيادي انطوان عطالله المستبعَد عن الترشّح بقرار من باسيل، رغم أنه حلّ في المرتبة الأولى في انتخابات التيار في كسروان. أما على المقلب الشيعي، فكان من الطبيعي غياب مرشح حزب الله الشيخ حسين زعيتر عن المهرجان الانتخابي للجنرال، نظراً للتباعد الراهن بين حارة حريك والرابية، بينما حضر ربيع خليل عواد المرشح للمقعد الشيعي في دائرة كسروان الفتوح وجبيل. ورغم ما تقدّم، يؤكد روكز في حديث لـ «البناء» على هامش الاحتفال أن «لا خلاف مع حزب الله، واذا حصل الافتراق في جبيل فسيكون حبّياً، والأجواء إيجابية».

غاب باسيل عن الاحتفال الحاشد الذي أقيم في ساحل علما، لكن جبران حضر. فدعا روكز ببسمة لافتة وبهدوئه أبناء كسروان ليردّدوا مع جبران… خليل جبران «لا تصادق أنصاف الأصدقاء ولا تعِش نصف حياة، لا تمُت نصفَ موت، لا تقف في منتصف الحقيقة ولا تحلُم نصف حلم، لا تختَر نصفَ حلّ».

روكز المؤمن بلبنان الأفضل، يجزم أنّ زمن الوعود الوهميّة ولى، لأنّ الوقت هو وقت الأمل، مؤكداً أنّ برنامجه الطموح يتحقق مع إعادة هيكلة النظام السياسي بركائز دولة راسخة ومؤسسات فاعلة، حكام عادلين وقضاء عادل، اقتصاد مزدهر، حرية مصون وسيادة محفوظة.

بطل عرسال، كما يسمّيه العونيون، يحمل دماء الشهداء أمانة في قلبه وضميره، قائلاً «من أجلهم ومن أجل دموع أمهاتهم ومن أجل لبنان القوي نريد جيشاً قوياً ومن أجل شرفهم وتضحياتهم ووفائهم نريد أن يبقى إيماننا بلبنان قوياً»، مؤكداً أنه مع «عودة خدمة العلم لفترة أشهر محدّدة، لأنها فرصة وطنية تجمع الشباب لعيش الحياة الوطنية بشكل صحيح».

لا يغفل العميد روكز عن الملفات الاقتصادية، لا سيما لجهة مطالبة الرئيس العماد ميشال عون باقتصاد منتج يرتكز على تفعيل القطاعات المنتجة التي يملك لبنان ميزة تفاضلية فيها ودعمها، وهذا من خلال دعمها وضمان استمرار مواكبة المعايير الدولية ومتطلّبات المنافسة، كذلك دعم الاستثمار وتشجيعه وضمانه بقوانين مواكبة وعصرية وقضاء مستقلّ حتى لا يتحوّل لبنان بلدَ تصدير طاقات، بل ليكون بلد اجتذاب الطاقات الاغترابية.

«شامل اليوم للبنان الغد»، كما حملت اللافتات المرفوعة في كسروان جبيل، وعد أبناءها أنه سيحقق الوعود التي أطلقها وسيقاتل من أجلها في مجلس النواب، فالأولويات الحياتية والإنمائية ستبقى في الصدارة، بمعزل عن الحقوق التي من «المهمّ أن نعرفها والأهمّ أن نصلها، والأكثر أهمية أن تحفظها الدولة بشكل مطلق في جو من الحريات العامة والكاملة».

بالنسبة لروكز، لا يمكن أن تستقيم أية إصلاحات اقتصادية أو سياسية من دون حزمة من السياسات الاجتماعية التي تضمن حقوق المواطن الأساسية: حقوق المرأة، حقوق الشباب، حقوق الطفل، الصحة، حق التعليم للجميع، دعم المدارس الرسمية والجامعة اللبنانية، ضمان الشيخوخة، البيئة السليمة ومكافحة المخدرات.

مؤمن المرشح العميد بتوسيع اللامركزية وترسيخها على مستوى المناطق بشكل يعزّز مشاركة المجتمعات المحلية وإيصال صوتها بقوة وفعالية ويؤمّن التمويل المستدام للعمل البلدي ويحميه من أيّ محاولات للابتزاز أو العرقلة بالعمل. ويدعو إلى مراجعة تطبيق اللاحصرية في لبنان لتصبح متلائمة أكثر مع اللامركزية فتتكوّن علاقة واضحة بين الدولة المركزية والأطراف بشكل لا يحصر السلطة التنفيذية المحلية بيد السلطة المعيّنة مثل المحافظ أو القائمقام إنما بيد السلطة المنتخبة، أيّ الحكومة المحلية. هكذا تكون إرادة الشعب على المستوى المحلي هي الأقوى والأكثر فعالية. وهكذا أيضاً تتأمّن المساءلة والشفافية والمحاسبة المباشرة، وهذا يعني أيضاً تخطيطاً أفضل بين المركز والمناطق. وبالتالي فإنّ التحدّي الأوّل والأهمّ هو اللامركزية الإدارية التي لم تعنِ الفيدرالية يوماً، إنما بالنسبة لأبناء كسروان الفتوح – جبيل حق إنشاء محافظة لهذه الدائرة وإقرارها، لأنّ اللامركزية تعني أولوية مصلحة المواطن اليومية على التجاذبات السياسية الضيقة.

وكان روكز في بداية خطابه الانتخابي عدّد المشاريع والإنجازات التي تحققت حتى اليوم مثل مرسوم إقامة فروع للجامعة اللبنانية، ومشاريع أخرى بدأ العمل عليها منها: مرفأ جونيه، مشاريع المياه من شبكات ري وخطوط جرّ وشبكات توزيع مياه الشرب. ومن المشاريع المهمة أيضاً تأهيل الطرقات وإقامة أوتوسترادات جديدة، والتي تتحقق بجهد مباشر من الرئيس عون: أوتوستراد نهر الكلب – طبرجا، طريق ميروبا – نهر الذهب – جورة الترمس، طريق يسوع الملك – جعيتا، طريق جعيتا – عيون السيمان والأوتوستراد من عوكر الى العقيبة، شاكراً تكتل التغيير والاصلاح، وبالأخص نواب كسروان جبيل على ما حققوه.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى