ظريف: الظروف الراهنة تعرّض أداء الأمم المتحدة إلى التساؤلات شمخاني: الاعتداء علی السفارة الإیرانیة خدمة بریطانیة للسعودیة

قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، «إنّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية تربطها علاقات قائمة على المودة مع باكستان، وهي متأصلة في المساحات المشتركة العديدة بين البلدين».

وفي كلمة أدلى بها خلال اجتماع بعنوان «مرور 70 عاماً على العلاقات بين إيران وباكستان» عقد أمس بمركز الدراسات الاستراتيجية في إسلام أباد، أكد ظريف «أنّ التقلبات والخلافات أو اختلاف وجهات النظر على الصعيد السياسي لم تؤثر سلباً أبداً على العلاقات بين البلدين».

وتابع قائلاً، «إنّ الجمهورية الإسلامية لن تنتهج مساراً يؤدي إلى الإضرار بمصالح باكستان، وإنما تسعى إلى تعزيز التعامل السياسي والاقتصادي والاجتماعي بين الجانبين».

وأكد ظريف «أنّ إكمال مشروع أنبوب نقل الغاز من إيران إلى باكستان، وإزالة العقبات من مسار التعامل المصرفي، وتدشين التجارة الحرة، تشكّل إجراءات مؤثرة تصب في تعزيز وتنمية العلاقات القائمة على الأخوة بين البلدين».

وقال وزير الخارجية «إنّ إيران وباكستان تمرّان بظروف أفضل من ظروف الدول الأخرى ولديهما فرص كثيرة يمكن توظيفها لخدمة مصالح بعضهما البعض».

وأضاف «إنّ طهران وباكستان قادرتان من خلال الوقوف إلى جانب بعضهما البعض، أن يغيّرا مصير المنطقة، فيما تزعّم بعض الدول الإقليمية اليوم أنها قادرة على تعزيز أمنها بواسطة شراء السلاح»، مؤكداً «إنّ ذلك ليس صحيحاً على الإطلاق».

وشدّد وزير الخارجية الإيراني على «ضرورة تجفيف جذور التطرف ومكافحة الإرهاب بوصفه ضرورة ملحّة»، مبيناً «إنّ الغربيين أيضاً باتوا لا يشعرون بالأمن اليوم»، وأردف قائلاً: «إنّ داعش يشكل تهديداً للجميع وإنّ المنطقة تعاني من التطرف والإرهاب اليوم».

ونوّه ظريف، إلى أنه «بغض النظر عن الخلافات ينبغي السعي إلى تعزيز العلاقات الودّية بين الدول المجاورة وتأسيس أمة واحدة بما يتيح إمكانية القضاء على المؤامرات الأجنبية».

وفي جانب آخر من تصريحاته أمس، أشار الدبلوماسي الإيراني إلى أنّ «الملايين شُرّدوا من ديارهم وقتل آلاف الناس في القرن الحادي والعشرين»، مضيفاً «أنّ الظروف الراهنة في البحرين وسورية وسائر بلدان الشرق الأوسط تعرّض أداء الأمم المتحدة إلى التساؤلات».

وتابع القول «إنّ الأمم المتحدة ومنذ تأسيسها حتى اليوم عمدت فقط إلى الدفاع عن مصالح بعض القوى في العالم»، واصفاً الرؤية السائدة في المجتمع الدولي اليوم بـ«المؤسفة لكافة شعوب العالم».

شمخاني

على صعيد آخر، قال أمین المجلس الأعلى للأمن القومي الإیراني علي شمخاني «إنّ الاعتداء على سفارة إیران في لندن شكل خدمة من جانب الحكومة البریطانیة إلى ولي العهد السعودي، وذلك على ضوء صفقات السلاح الملیاریة التي عقدها بصورة مشینة مع هذا البلد».

وردّاً على تصریحات ولي العهد السعودي ضدّ إیران والمقاومة الإسلامیة، قال شمخاني «إنّ الكیان الصهیوني وأمیركا في ضوء الهجوم على العراق وأفغانستان وأیضاً داعمي الإرهاب في المنطقة یمثلون الشرّ»، مضیفاً «أنّ الرئیس الأمیركي یسعى لإزالة صفة الشر عن الكیان المحتل للقدس فیما یعمد إلى إطلاق هذا العنوان على الدول التي تقوم نوعاً ما بإرساء السلام والاستقرار في المنطقة».

وأكد أمین المجلس الأعلى للأمن القومي الإیراني «أنّ ولي العهد السعودي یلجأ إلى سیاسة إلقاء المسؤولیة على الآخرین»، مبیناً «أنّ هذا الخطأ ینبع من جهل الأخیر».

وأعرب شمخاني عن «أسفه لما یقوم به حكام السعودیة على مرّ تاریخهم السیاسي ودعمهم للجماعات التكفیریة الأمر الذي أدّى إلى تشكیل حدود دمویة في العالم الإسلامي».

وفي جانب آخر من تصریحاته، تطرّق أمین المجلس الأعلى للأمن القومي الإیراني إلى موضوع الشركات المعرفیة وضرورة مساندة هذه الشركات بوصفها محوراً للاقتصاد المقاوم، مصرّحاً «أنّ الشركات القائمة على المعرفة تشكّل المكوّن الرئیسي لتنظیم الطاقات البشریة المتخصصة في البلاد»، ولافتاً إلى أنّ «الجمهوریة الإسلامیة حققت قفزة نوعیة في مجال العلوم الإنسانیة على مرّ العقود الأربعة الماضیة».

لاريجاني

في سياق آخر، قال رئيس مجلس الشورى الإسلامي علي لاريجاني «إنّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية وعلى رأسها سماحة قائد الثورة تقوم باتخاذ قرارات لائقة ودقيقة بشأن القضايا الدولية»، مضيفاً: «أنّ هذه المهمة تشكل رداً على المزاعم الواهية لبعض وسائل الإعلام المحلية والأجنبية في هذا الخصوص».

جاءت تصريحات لاريجاني هذه أمس، من مدينة قوجان في محافظة خراسان الرضوية شمال شرق ، مؤكداً «انّ إيران تتحلّى بالفراسة وسرعة المبادرة في مواجهة القضايا، ورغم الفوضى التي تعصف بالمنطقة فهي قادرة على قيادة سفينتها جيداً».

وتطرّق رئيس البرلمان الإيراني إلى «الأجواء المثارة والتحركات الشيطانية في المنطقة»، مؤكداً «أنّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية تمكّنت من اتخاذ خطوات كبيرة خلال السنوات الأخيرة لتعزيز العلاقات وتسوية القضايا الإقليمية».

وأردف قائلاً: «إنّ إيران لجأت إلى قرارات سليمة وتعاطت بدقة مع قضية الطاقة، لكن الفوضى تعمّ المنطقة فيما تواجه البلدان المجاورة المعضلات».

وفيما لفت إلى «إقرار الأعداء بالإجراءات الحكيمة المتبعة من جانب الجمهورية الإسلامية الإيرانية»، قال لاريجاني، «لكن هؤلاء رغم هذه الحقيقة يزيدون في عدائهم مع بلادنا الأمر الذي يستدعي مزيداً من الدقة والمراقبة».

وفي جانب آخر من تصريحاته، أكد لاريجاني «ضرورة الإعمار وتعزيز البنى التحتية في إيران، وذلك نظراً للظروف السياسية التي تمرّ بها الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومنطقة الشرق الأوسط»، مبيناً «أنّ الظروف باتت متاحة وبعض التحديات أزيلت اليوم بما يؤكد إمكانية تحقيق التطوّر الاقتصادي داخل البلاد».

رحماني

في سياق منفصل، قال وزير الداخلية عبد الرضا رحماني فضلى خلال اجتماع لجنة مكافحة المخدرات للأمم المتحدة في فيينا، «إنّ الحل الرئيس لمعضلة المخدرات العالمية، يكمن في توفر إرادة عالمية والارتقاء بالتعاون بعيداً عن القضايا الهامشية والسياسية وانتهاج الازدواجية».

وأعلن رحماني فضلى أمس، في كلمة له في الاجتماع الحادي والستين للجنة مكافحة المخدرات التابعة للأمم المتحدة في فيينا، عن «مواقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية في التعاطي مع الوضع الراهن لقضية المخدرات العالمية والتحديات حديثة الظهور ذات الصلة بها»، موضحاً «أنّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية تدعم لجنة مكافحة المخدرات للأمم المتحدة بوصفها المؤسسة الأممية الرئيسة لوضع السياسات في مجال المواضيع المعنية بالمخدرات».

وأضاف، «أنّ الاتفاقيات الدولية الثلاث تعدّ الركيزة واللبنة الأساسية للنظام الدولي في السيطرة على المخدرات حتى في مجال التحديات حديثة الظهور التي تُعدّ قسماً من الالتزامات غير القابلة للاجتناب».

وتابع وزير الداخلية الإيراني «أنّ البيان السياسي وبرنامج العمل المبرم عام 2009 والبيان المشترك لوزراء الدول الأعضاء الصادر عام 2014 وكذلك التوصيات المتمخّضة عن الاجتماع الطارئ الثلاثين للجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2016 باتت أساساً لمبادرة البلدان لمواجهة القضية العالمية للمخدرات. وينبغي أن لا نسمح للمواضيع والقضايا الهامشية لا سيما القضايا السياسية أن تطغى على هذا الموضوع وأن تحرف مسار المجتمع العالمي عن مواجهة القضية العالمية للمخدرات».

وأضاف أنّ «التعاون المتّسق بين البلدان لا سيما البلدان المستهدَفة والمنظمات الإقليمية ذات الصلة مع البلدان التي تقف في الخط الأمامي لمكافحة المخدرات في إطار تعاون ثنائي ومتعدّد الأطراف وبرنامج إقليمي والبلدان التي تضمّ مكاتب الأمم المتحدة المعنية بمكافحة المخدرات والإجرام بمعزل عن الاعتبارات السياسية، يُعدّ ضرورة ماسة».

وفي هذا الصدد، أكد «تعزيز هذه المبادرة الثلاثية الأطراف بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وأفغانستان وباكستان وتنفيذ البرنامج الوطني لمكتب UNODC بالتعاون المشترك مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الفترة ما بين العامين 2016 و2019».

وأشار وزير الداخلية في مستهلّ خطابه، إلى أنه «وفق تقرير العام 2017 لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والإجرام، يظهر إنتاج الإفيون في أفغانستان في العام 2017 مقارنة بالعام 2016 نمواً لا مثيل له، بنسبة حوالى 87 في المئة ما يعادل 9 آلاف طن».

ونوّه إلى أنه «بفضل تنفيذ برنامج السيطرة على الحدود الإيرانية تم ضبط 785 طناً من أنواع المخدرات بما فيها 24 طناً من الهيروئين».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى