موسكو تردّ على هايلي: سنردّ في حال تعرّض دمشق لضربة.. وتعتبر تقرير «حقوق الإنسان» غير موضوعي بشأن سورية

استنكرت وزارة الخارجية الروسية تهديدات المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي بتوجيه ضربات إلى سورية.

وقالت الخارجية الروسية في بيان لها إن «مثل هذه التصريحات المدوّية وغير المسؤولة للمندوبة الأميركية تثير استياء وقلقاً شديداً».

وأضافت أن موسكو، وعلى خلفية هذه التصريحات، تشعر بقلق بالغ إزاء المعلومات حول تحضير المسلحين لتمثيلية باستخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين، واتهام الحكومة السورية بها، وذلك تمهيداً لتبرير ضربات أميركية أحادية الجانب ضد دمشق والمؤسسات الحكومية السورية.

وأكدت الخارجية أن «مثل هذه العمليات الإجرامية قد تمثّل خطراً على حياة المستشارين العسكريين الروس، بمن فيهم مسؤولو مركز المصالحة، الموجودون في المؤسسات بدمشق وفي مواقع وزارة الدفاع السورية. وفي هذا الحال سيتخذ ما ينبغي من التدابير للردّ على ذلك».

واعتبرت الخارجية الروسية أن تصريحات الولايات المتحدة حول تأييدها للعملية السياسية في سورية مع استمرار احتلالها جزءاً من أراضي البلاد، خرقٌ للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، و«غاية في الوقاحة».

وأضافت الخارجية أن «واشنطن، في حقيقة الأمر تبذل كل الجهود من أجل حماية الجماعات الإرهابية الناشطة بالقرب من دمشق وفي محافظات سورية أخرى، والحفاظ عليها». وأكدت أن واشنطن تشوّه الوقائع في ما يخص الوضع في الغوطة الشرقية وتصمت عن جرائم الإرهابيين ضد سكان الغوطة وقصفهم الأحياء السكنية في دمشق.

هذا، وكانت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي، كانت قد أعلنت خلال اجتماع مجلس الأمن الدولي الاثنين، أن بلادها ستتدخّل في سورية في حال تقاعس مجلس الأمن عن التحرك.

إلى ذلك، اعتبر الوفد الروسي إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة التقرير حول حقوق الإنسان في سورية، الذي قدّم خلال دورة المجلس، منحازاً وغير موضوعي.

وأشار ممثل الوفد الروسي يوري ميخييف في كلمة له أثناء اجتماع مجلس حقوق الإنسان بجنيف، أمس، إلى ازدواجية المعايير الواردة في التقرير، في ما يخصّ تغطية الأوضاع في الرقة ودير الزور في سورية.

وقال الدبلوماسي الروسي: «هذه الوثيقة شأنها شأن سابقاتها، وهي غير موضوعية ومنحازة، وفي حقيقة الأمر تهدف إلى تفعيل المواقف السياسية لعدد من الدول التي بادرت إلى تأسيس لجنة التحقيق».

وتابع قائلاً، إن «الحديث عن نشوء النزاع في سورية يخلو من أي كلمة حول ما إذا كان ولا يزال يُغذّى من قبل القوى المعنية بتغيير الحكومة السورية الشرعية بالقوة».

وأضاف أنه «يتكوّن انطباع بأن لجنة التحقيق تصمت بشكل متعمّد عن استخدام القوة العشوائية وغير المتوازنة من قبل التحالف الدولي، الذي قام بتسوية الرقة بالأرض في حقيقة الأمر»، مضيفاً أن أصحاب التقرير، في معرض حديثهم عن المناطق المحاصرة، يتحدّثون فقط عن حلب والغوطة الشرقية، ولا يذكرون شيئاً عن دير الزور أو الفوعة وكفريا.

وأعرب عن الاستغراب من إدانة اللجنة لإجلاء المسلحين من مناطق الهدنة، ووصفها بـ «التهجير القسري»، موضحاً أن عمليات الإجلاء تجري على أساس اتفاق بين الأطراف السورية.

يذكر، أن لجنة التحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان برئاسة سيرجيو بينيرو قدّمت إلى مجلس حقوق الإنسان للأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، تقريرها حول الوضع في سورية. وجاء فيه أن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية تُرتكب في سورية بلا عقاب، ودعت اللجنة إلى محاسبة جميع المتورّطين في انتهاكات حقوق الإنسان.

وفي السياق، بحث رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية فاليري غيراسيموف في مكالمة هاتفية مع نظيره الأميركي جوزيف دانفورد الوضع في سورية، وخاصة منطقة الغوطة الشرقية.

وجاء في بيان لوزارة الدفاع الروسية، أمس، أن غيراسيموف بحث مع دانفورد «المسائل المتعلّقة بالوضع في الجمهورية العربية السورية، وكذلك الوضع في الغوطة الشرقية». واتفق رئيسا الأركان على مواصلة الاتصالات الثنائية.

وأشير في البيان إلى أن المكالمة جرت بمبادرة من الجانب الروسي.

هذا، وكان غيراسيموف قد أعلن في وقت سابق أن المسلحين يستعدّون لعملية استفزاز باستخدام السلاح الكيميائي ضد الجيش السوري، من أجل أن توجّه الولايات المتحدة ضربة إلى سورية. وأكد أن روسيا ستتخذ إجراءات في حال تعرّضت حياة العسكريين الروس في سورية للخطر.

ميدانياً، بسط الجيش السوري سيطرته الكاملة على حي القدم الدمشقي، وفق ما أعلنه الإعلام الحربي.

وقال في بيان له إنه «تنفيذاً لاتفاق سابق بين الجيش السوري ومسلحي حي القدم جنوب دمشق، خرجت عدد من الحافلات الكبيرة ترافقها حافلات صغيرة تحمل على متنها أكثر من 1000 شخص بينهم اكثر من 300 مسلح من «أجناد الشام» والباقي أفراد أسرهم من الحي باتجاه محافظة إدلب».

وأضاف «أثناء دخول الجيش السوري لتسلم نقاط المسلحين الخارجين من «القدم» والمتاخمة لـ منطقتي «الحجر الأسود والعسالي»، تسللت مجموعات داعش انطلاقاً من مواقعها في حيّ الحجر الأسود إلى نقطتين من أصل أربع نقاط أخلاها المسلحون، ليقوم الجيش السوري بعمل معاكس تمكّن فيه من بسط سيطرته على النقاط الأربع التي تمتد من جنوب الحجر الأسود وصولاً الى جنوب منطقة العسالي، بالإضافة لاستهداف سلاحي الجو والمدفعية تمركزات داعش في الحجر الأسود ومخيم اليرموك بعدد من الغارات والرمايات المدفعية، إحداها استهدفت ما يسمّى «المحكمة الشرعية» التابعة لمسلحي داعش ما أدى إلى سقوط العديد من القتلى والجرحى في صفوفهم».

وفي وقت أعلن فيه الإعلام الحربي خروج دفعة ثالثة من أهالي الغوطة الشرقية عبر الممر الآمن في مخيم الوافدين، كان مركز المصالحة الروسي أعلن صباح أمس، خروج مجموعة من المدنيين من بلدة دوما في الغوطة الشرقية عبر الممر الإنساني ونقطة مخيم الوافدين.

وقال رئيس مركز المصالحة الجنرال يوري يفتوشينكو «بعد المفاوضات بين المركز ومتزعمي التشكيلات المسلحة الخارجة عن القانون في الغوطة الشرقية تمّ التوصل إلى اتفاق لإخراج مجموعتين من المدنيين تضمّ قرابة 100 مدني من بلدة دوما إلى نقطة العبور في مخيم الوافدين، بينهم جرحى».

وكان مركز المصالحة الروسي، أعلن أول امس الإثنين، إخراج 76 شخصاً عبر الممر الإنساني من الغوطة الشرقية بينهم 49 طفلاً.

كما قام الجيش السوري مؤخراً بتأمين خروج عدد من العائلات والأهالي من بلدة مسرابا في الغوطة الشرقية، وبلغ عدد هؤلاء المدنيين نحو 60 مدنياً بينهم نساء وأطفال وكبار في السن.

وذكر التلفزيون الرسمي أول امس الإثنين أنّ الجيش السوري أمّن خروج عدد من العائلات من أهالي الغوطة الشرقية عبر بلدة مديرا التي تمكّن من تحريرها بالكامل الأحد الماضي.

وفي سياق ذي صلة، نشر التلفزيون السوري مقطعاً مصوراً لأهالي بلدة حمورية يناشدون الجيش السوري للدخول إلى بلدتهم ويهتفون «الشعب والجيش يد واحدة».

وتحدّثت صفحات سورية غير رسمية على مواقع التواصل الاجتماعي عن مهلة حددها الجيش السوري لمسلحي بلدات سقبا، حمورية، كفربطنا وحزة لإعلان الموافقة على المصالحة الوطنية ودخول الجيش السوري إليها، وتسليم المسلحين للسلاح وتسوية وضع مَن يرغب بالبقاء من أبناء البلدات، وتسجيل قوائم بأسماء من يرفض المصالحة لترحيله لاحقاً إلى إدلب.

وبات الجيش السوري يحاصر المجموعات المسلّحة في الغوطة الشرقية لدمشق في ثلاث مناطق.

الأولى: مدينة دوما وبلدة الريحان، الثانية: مدينة حرستا، أما المنطقة الثالثة فتضم مدينة عربين وبلدات زملكا وسقبا وحمورية وحزة وعين ترما وجسرين وكفر بطنا وحي جوبر.

وفي سياق ميداني آخر، قالت «قوات سورية الديمقراطية» إنها ليست على علم بأي اتفاق بين أنقرة وواشنطن بشأن إشرافهما على انسحاب مقاتلي «وحدات حماية الشعب» الكردية من مدينة منبج في شمال سورية.

وصرّح مسؤول العلاقات الخارجية بتحالف «قوات سورية الديمقراطية»، ريدور خليل: «ليس لدينا أي علم عن أي اتفاق تركي أميركي بهذا الخصوص».

وأضاف خليل: «لكن ما نعلمه جيداً أن «وحدات حماية الشعب» انسحبت من منبج بشكل رسمي بعد عملية تحريرها يوم 15 أغسطس /آب 2016 وتم تسليم أمور الدفاع والحماية والإدارة إلى مجلس منبج العسكري وقوات الأمن الداخلي ومجلس منبج المدني».

اعتبر وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، أن جهود التحالف الدولي الذي يحارب تنظيم «داعش» في سورية تحت قيادة الولايات المتحدة، لن تكون شرعية ما دام الأكراد يشاركون فيها.

وفي حديث لوكالة «تاس» الروسية قال جاويش أوغلو الذي موسكو في زيارة رسمية، أمس: «قبل كل شيء، أود أن أقول إن التنظيمات الإرهابية لا مكان لها في سورية المستقبل»، مضيفاً أن هذا المطلب يشكل «أهم عناصر إعادة الاستقرار إلى سورية».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى