المولى: لإقامة الدولة المدنية العادلة والقوية… وتحصين المقاومة وتعزيز مفاهيم وحدة الحياة والمجتمع والعلاقات القومية

أحيت منفذية حاصبيا في الحزب السوري القومي الاجتماعي عيد مولد باعث النهضة الزعيم أنطون سعاده، فأقامت حفل عشاء في «منتزه البحصاصة» بحضور عميدة الإذاعة داليدا المولى، منفذ عام حاصبيا لبيب سليقا، منفذ عام راشيا خالد ريدان، وعدد من المسؤولين الحزبيين.

كما حضر رئيس بلدية كفرشوبا الدكتور قاسم القادري ممثلاً قائمقام حاصبيا أحمد الكريدي، وعدد كبير من رؤساء وأعضاء المجالس البلدية والمخاتير والهيئات الاختيارية في منطقتَي حاصبيا والعرقوب، وكيل داخلية حاصبيا ـ مرجعيون في الحزب التقدمي الاشتراكي شفيق علوان، عضو المجلس السياسي في الحزب الديمقراطي اللبناني الدكتور وسام شروف وفاعليات وجمع من القوميين والمواطنين.

بعد النشيد الوطني اللبناني ونشيد الحزب، عرّف الحفل بهجت سعيد فتحدّث عن معنى المناسبة.

وألقت المواطنة أليسار فايز أبو رافع كلمة الطلبة الجامعيين أكّدت فيها أن الزعيم أنطون سعاده بفكره والنهضة التي أطلقها، رسم طريق الخلاص لأمتنا، ونذر حياته سبيلها واستشهد قربانا لخلودها. ونحن نحْيي الأول من آذار خلاصا لأمتنا، ونكتنزه في وجداننا عقدا لنا مع الحقيقة.

وختمت مشدّدة على أهمية دور الطلبة لأنهم نقطة الارتكاز في العمل القومي وهم الحيوية والعنفوان والمستقبل.

كلمة المركز

وألقت عميدة الإذاعة داليدا المولى كلمة مركز الحزب وجاء فيها: نجتمع اليوم، وهذا الحضور الراقي كما الذكرى، لنحيْي عيد الأوّل من آذار.

ولهذه المناسبة موقعٌ خاص في وجدان القوميين الاجتماعيين، لا لأنها ذكرى مولد الزعيم أنطون سعاده الشخص، بل لما تمثّله من معنى لوجودنا ولحظة البعث الأولى للنهضة ولابتداء فكرة تأسيس الأمة وولادة القومي الاجتماعي الأمثل.

نجتمع هنا كما الرفقاء والأصدقاء في الوطن وعبر الحدود وروحُ الأمةِ تمتد على امتداد محيّانا. ولاجتماعاتنا هذه دلالات تتعدّى الشخص إلى المشروع. فنحن في الأول من آذار نحتفل بالمستقبل المزدهر، بسيادة سورية، باستقلال الفكر.

نحتفل بصوابية القومية الاجتماعية ونؤكد على الثوابت وعلى المضيّ بإيماننا بأننا أوّل حركة وحدةٍ اجتماعيةٍ وتعيينٍ هوياتي وأول فكرٍ إصلاحيّ سياسيّ واقتصاديّ وحياتيّ تنتجُه سورية منذ الميلاد وحتى الساعة.

أما وإذْ اختصرت الأول من آذار، تصرّفاً، بمعنى التعاقد والوقوف بالنفس لمصلحة الأمة، بالقَسَم والانتماء، فكيف يسعُني هنا أن أختصر صفات أنطون سعاده؟

هو القائد، وهو المعلم، وهو الهادي، وهو المجدّد، وهو المفكّر، وهو المقاوم، وهو الشهيد…

إنما يتراءى لي أنّ أحَبَّ صفةٍ على قلب سعاده أنهُ مؤسّس ومن ثمّ زعيم الحزب السوري القومي الاجتماعي.

سعاده مَنْ وضع كلّ ما لديه من عبقريةٍ ونبوغٍ في خدمة الأمة. أتى طرحه واضحاً وأصيلاً، بأن حياتنا في وحدتنا وفي وحدتنا حياة الأمة، وهو عمل، وحزبه، لحياة سورية ووحدتها منذ التأسيس وحتى هذه اللحظة التي نحتفي فيها بقيمه ومبادئه ومشروعه.

مجموعة القيم والمبادئ التي مثّلها سعاده تجلّت في كلّ كلمةٍ وكلّ فعلٍ. فكان التعبير الأمضى عن شعبٍ أبى أن يكون منساقاً وراء محتلّ.

شكّل مثالاً للحياة بعزّ والفداء حتى الشهادة. أسّس فكراً نهضوياً إنسانياً أصيلاً وحرّاً. فكان فعل حقيقةٍ ويقين في زمن التخلي.

لا تنفصل القومية الاجتماعية إذاً عن شخصية المؤسّس، فهي نقطة انطلاق الإرادة السورية وقرارها باستعادة هويتها وسيادتها وقيمها ومثلها أمام أمم العالم أجمع.

ولا تنفصل العقيدة عن المؤسّسة، مؤسّسة الحزب السوري القومي الاجتماعي، مؤسّسةٌ رائدةٌ وعصريةٌ وامتدادٌ لنهج سعاده الفكري والعقائدي والصراعي والنضالي والفدائي.

نُحْيي اليوم هذه الذكرى والعالم ينظر إلينا ولفعلنا في هذه الظروف العصيبة واللحظات المفصلية التي تمرّ بها أمّتنا. ينظر إلينا العالم ليرى هل نحن أمةٌ مائعةٌ قابلةٌ بالأمر المفعول أمّ أمّة حيّة تفعل وتقرّر بعقولها النيّرة وسواعدها الجبارة وإرادتها الصلبة؟

نقف اليوم ومشاريع التقسيم تتسرّب من كلّ حدبٍ وصوب في ظل تفكّكٍ في البنى السياسية والاجتماعية والاقتصادية وانفراط العقد الاجتماعي الذي قامت عليه الدول السورية الحديثة، وتراجعٍ في فهم النُظمِ القانونية بالتوازي مع تصدعٍ خطير في النظام القيمي والأخلاقي العام… لكنّ إرادة الحياة في شعبنا أمضى وقرارنا هو الانتصار في صراع البقاء.

سورية اليوم وفيها كلّ القوى الحيّة، تنتفض لحياتها، تواجه أعداءها شمالاً وجنوباً، شرقاً وغرباً. وهي التي لا تنفكّ في صراع وجودٍ مع عدوّنا الأول، «إسرائيل»، الذي سقط مشروعه التوسّعي منذ اللحظات الأولى لإسقاط رفقائنا في «نسور الزوبعة» مقولة «أمن الجليل» من على بُعد كيلومترات معدودةٍ عنّا.

وسورية اليوم تُسقط مجدّداً أدوات الاحتلال وتنتصر على الإرهاب، ولنسور الزوبعة، نسورُ الأول من آذار، نسور الحزب السوري القومي الاجتماعي فعلٌ أمضى في صناعة هذا الانتصار.

ولأننا أمةٌ رفضت القبر مكاناً لها تحت الشمس ورفضت التسليم بالأمر الواقع، وُجِدت المقاومة مُشَكِلَةً فعلَ ارادةٍ متأصلة.

نحن أمةٌ تقاوم بالدماء، بالحضارة، بالثقافة، تندمجُ فيها جيوشاً ومقاومةً شعبية ضد المشاريع الصهيونية والرايات السود في العراق والشام ولبنان. وقد أتت استعادة الجيش السوري ومعه نسور الزوبعة والقوى الحيّة في بلادنا للجغرافيا الواسعة لتحدّد مساراً جديداً للمعركة ولسياق الاحداث العام مسقطةً المشروع التقسيمي… والشام اليوم في طور تعافيها واستعادة دورة حياتها الطبيعية اجتماعياً وثقافياً واقتصادياً. وهذا أمر أساس في تشكيل خريطة المنطقة كلّها.

وهنا، لا بدّ أن نوجّه تحيتنا إلى رفقائنا في نسور الزوبعة الذين يقارعون العدوّ في الشام كما قارعوه في لبنان وفلسطين وكما سيقارعوه في كلّ مكانٍ على تراب الوطن.

نحن اليوم في منطقة حاصبيا، فمن هنا وعلى مقربةٍ من فلسطين المحتلة انطلقت جبهة المقاومة الوطنية. ومن هنا أُسقط ما سمّي «أمن الجليل»، وسطّر رفقاؤنا ملاحم عزّ وإباءٍ وكانوا منارات في سماء البطولة وقوافل شهداءٍ روت هذه الأرض. وقد صدق سعاده بأن الخطر اليهودي هو خطرٌ على جميع الكيانات السورية لا على فلسطين وحدها، وأنّ القضاء على كيان العدو معالجةٌ للمشكلة في أسبابها لا في جزئياتها… من هذا المنطلق نعمل ونثبُتُ على مواقفنا ونقاتل.

نحن في الحزب السوري القومي الاجتماعي لن نتراجع عن خياراتنا بالمقاومة والعمل في سبيل قناعاتنا ومبادئنا. وسنقف سدّاً منيعاً في وجه كلّ من يحاول أخذ بلادنا إلى خارج مسارها الوطني والقومي المقاوم.

والآن في لبنان نحن أمام معركة جديدة تنضمّ إلى معارك خضناها سابقاً. فالانتخابات اللبنانية المقبلة علينا هي تحت عنوان «حماية لبنان وموقعه المقاوم ووحدة أبنائه». وخوضنا الانتخابات هو على أساس التمسّك بالثوابت الوطنية وتحصين الداخل اللبنانيّ وحماية ثرواته واقتصاده ومناعته أمام أيّ اعتداء «إسرائيليّ» عليه.

لذا، فإن المجلس النيابي المقبل لا مجال إلّا أن يكون خيارُه المقاومة وعدم التسليم للمشاريع الأجنبية على اختلافها. فالأولوية اليوم هي وحدة المجتمع ونحن ندرك أننا نخوض الانتخابات بقانونٍ أعرج. إنما لا مجال إلّا أنْ نكون فيها لأن تمثيل الحزب السوري القومي الاجتماعي هو تمثيلٌ للنهج الوحدوي، لبناء دولة المواطَنة والعدالة، لمطالب إنصاف العمال والحفاظ على حقوق المواطنين في وجه استعار جنون المحاصصة المذهبية، حتى تكون الكفاءة هي العنوان ولا نخسر المزيد من طاقاتنا لصالح الدول الأجنبية.

دعوتنا اليوم للعمل معاً لإقامة الدولة المدنية العادلة والقوية وتطوير النظم القانونية والادارية والاقتصادية وتحصين المقاومة وتعزيز مفاهيم وحدة الحياة والمجتمع والعلاقات القومية.

دعوتنا ضمانة لرفع مستوى الحياة ومصالحها وتأمين فرص الارتقاء عبر تعزيز المشاريع المشتركة مع محيطنا القومي، إضافة إلى قيام اتفاقيات دفاعٍ وأمنٍ مشتركة بين دول المواجهة ضمن فهمٍ واضح للإرهاب ودور كيان العدوّ في صناعته والاستفادة منه.

نخوض الانتخابات ليغدو لبنان دولة القانون ودولة العدالة ودولة المؤسّسات.

واعلموا أن لا مشاريع اقتصادية كبرى ولا استخراجَ للنفط والغاز من دون رؤيةٍ قومية ومشروعِ مواجهة واضح مع الاحتلال، تحت غطاءٍ تشريعي برلماني، يؤمن حماية هذا المرفق الحيوي ويحوّله من فرصة ضائعة إلى مرفق اقتصادي وسلاحٍ تحرّري في خدمة تحقيق أغراضنا القومية الكبرى.

إنّ ملفّ النفط ملفٌ إقليميّ عابرٌ للحدود. وهو في جوهر الأمن القومي في المرحلة المقبلة وعليه نحن نعمل لمنع أيّ تأثيرٍ للعدوّ عليه.

أما في الجنوب فللانتخابات قيمتها المضاعفة، ليس فقط لأننا قدّمنا خيرة رفقائنا ومناضلينا شهداء على ثراه. بل لأنّ الجنوب أنبت الأبطال وهو على تماس مباشرٍ مع العدو، يحطّم عنجهيته في كلّ يوم ويزرع رعب الزوّال القريب فيه. وانتصارنا في هذه الانتخابات هو انتصارٌ للخيار المقاوم هو انتصار لكلّ قوميّ اجتماعي ولكلّ جنديّ تحت راية الزوبعة.

هو انتصارٌ للشهداء والجرحى ولأمن الناس وأمانهم. وكلنا علينا المشاركة والتحشيد من أجل تأمين هذا الانتصار الذي هو انتصارٌ لفرص الحياة والمستقبل.

لذلك أنتم مدعوّون جميعاً إلى تحمّل أعباء المسؤولية وتكثيف الجهود لتعزيز موقع حزبكم، واليوم تحت قبّة البرلمان تحديداً، لما يمثّله من ضمانةٍ لوحدة المجتمع وأمنه وحياته ومستقبله وهذا لن يكون إلا بفوز أكبر عدد من مرشّحي الحزب السوري القومي الاجتماعي في هذ الدورة الانتخابية.

وتوجّهت إلى القوميين والمواطنين قائلة: أنتم المعبّر الأول عن النهضة القومية الاجتماعية، ودليل فعلها في المجتمع، بوحدتكم، بإيمانكم بما تحملون من تعاليم وقيم أخلاقية نهضوية لمعالجة أمراض مجتمعنا، لأن في الوحدة فقط تُحلّ عُقدُنا كلّها ونبلغ الخلاص، في انصهار كافة عناصر الأمة بفعل إرادتها التي لا تردّ.

ثقوا بأنفسكم فإنكم ضمير الأمة وضمانتها والخطة المعاكسة الحقيقية لكلّ المشاريع الاستعمارية التقسيمية في بلادنا.

لتحيا سورية سيدة ورائدة بين الأمم

وليحيا زعيمنا في وجدان كلّ قومي اجتماعي كما أراد، ويكفيكم فخراً بأنكم ملاقون أعظم انتصارٍ لأعظم صبرٍ في التاريخ، وأنكم تمثلون في هذا الزمن معنى الأول من آذار بما يحمل من نهضة قيم ونهج حياة.

تكريم المناضل القومي غطاس الغريب

وخلال الاحتفال، سلّمت عميدة الإذاعة ومعها منفذ عام حاصبيا درعاً تقديرية للمناضل القومي غطاس الغريب التابع لمديرية راشيا الفخار، لنضاله وانتظامه في الحزب منذ خمسينات القرن الماضي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى