إنجاز الجيش السوري في الغوطة صدمة مدوّية لأميركا وحلفائها

معن حمية

التهديد الذي أطلقته مندوبة الولايات المتحدة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي بتوجيه ضربات عسكرية تستهدف سورية، ومن دون تفويض من مجلس الأمن الدولي، ليس الأوّل، فقد سبق أن أطلق مسؤولون أميركيون سيلاً من التهديدات، وتمّ استهداف مواقع الجيش السوري في مطار الشعيرات بصواريخ أميركية، عدا سلسلة غارات نفذها الطيران الأميركي على مواقع سوريّة في دير الزور ومناطق أخرى، تزامناً مع هجمات لتنظيم «داعش» الإرهابي على المواقع ذاتها. كما أنّ الولايات المتحدة ومنذ سبع سنوات، تشكل رأس حربة الهجوم الإرهابي على سورية، وهي مَن قاد حملات التحريض والتزييف والفبركات إعلامياً وسياساً، وهي التي سارعت إلى تشكيل «تحالف دولي» تحت ذريعة محاربة الإرهاب، وتستخدمه غطاء لتنفيذ خططها العدوانية بالتكافل والتضامن والتنسيق مع الدول الغربية والإقليمية والعربية التي ساهمت في صناعة الإرهاب ودعمته بالمال والسلاح وجنّدت في صفوفه عشرات آلاف العناصر من مختلف الجنسيات ووفرت لهم الممرات الآمنة عبر تركيا وبعض الدول الأخرى.

الأكيد هو أنّ أميركا هي من يقود الحرب ضدّ سورية بكلّ الأشكال والأنماط، ولكن، على ماذا ينطوي التهديد، وفي هذا التوقيت بالذات؟

واضح أنّ ما حققه الجيش السوري خلال أيام في معركة الغوطة الشرقية، إنجاز استثنائي تعجز عن تحقيقه أقوى جيوش العالم. فأميركا وحلفاؤها قدّموا ما قدّموه من دعم للمجموعات الإرهابية بهدف جعل الغوطة محميّة إرهابية، اعتقدوا أنّ هذه المنطقة ستبقى قاعدة إرهابية تعصى على الجيش السوري. غير أنّ نجاح الجيش السوري في تحرير نصف الغوطة الشرقية، ووضع النصف الآخر في متناول سيطرته النارية، أحدث صدمة مدوية لأميركا وحلفائها. وما من شك أنّ وقع هذه الصدمة، قد يدفع رعاة الإرهاب الى القيام بأعمال عدوانية غير محسوبة النتائج.

ولأنّ سورية وحلفاءها يقدّرون أهمية الإنجاز الذي حققه الجيش السوري في الغوطة، ونزوله كالصاعقة على رؤوس رعاة الإرهاب، فإنّ مندوب سورية لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري ردّ على تهديدات المندوبة الأميركية واعتبرها بمثابة إيعاز للمجموعات الإرهابية للقيام بمسرحيات كيميائية، تستخدمها أميركا ذريعة لعمل عدواني ضدّ سورية. وهذا التنبيه السوري سبق أن أطلقه نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، ومسؤولون روس.

أميركا التي تلقت صفعة كبيرة بفقدانها ورقة الغوطة الشرقية، لن تتوقف عن القيام بمحاولاتها كافة لحماية من تبقّى من مجموعات إرهابية يحاصرها الجيش السوري في مربّعات الغوطة، ولن تتخلى أميركا عن فبركة مزاعم السلاح الكيميائي، ولا عن جماعات حقوق الإنسان الدولية التي تعدّ تقارير «إنسانية» غبّ الطلب. فهي تحتاج وحلفاءها الغربيّين كلّ هذه الأوراق والأدوات من أجل مواصلة الحرب على سورية لأهداف وغايات تتصل بمشروع الهيمنة الأميركية على المنطقة. وفي هذا السياق برز تطوّر تمثل بانسحاب المدرّعات الأميركية من مواقع أمامية في مدينة منبج في إشارة واضحة تدلّ على إعطاء ضوء أخضر لتركيا من أجل السيطرة على المدينة إيذاناً بعودة التنسيق بين واشنطن وأنقرة إلى ما كان عليه منذ بدء الحرب على سورية.

في المحصّلة التهديدات الأميركية تحمل في طياتها مؤشرات خطيرة. وهذا ما دفع روسيا لأن تعلن موقفاً حازماً رداً على التهديدات الأميركية، وهو ردّ انطوى على تحذيرات قوية تدرك أميركا أنّ عدم الأخذ بها يؤدّي إلى مواجهة، وصف وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف عواقبها بالوخيمة…

عميد الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى