ولأن في التاريخ بدايات المستقبل…

ولأن في التاريخ بدايات المستقبل…

تُخصّصُ هذه الصفحة صبيحة كل يوم سبت، لتحتضنَ محطات لامعات من تاريخ الحزب السوري القومي الاجتماعي، صنعها قوميون اجتماعيون في مراحل صعبة من مسار الحزب، فأضافوا عبرها إلى تراث حزبهم وتاريخه التماعات نضالية هي خطوات راسخات على طريق النصر العظيم.

وحتى يبقى المستقبل في دائرة رؤيتنا، يجب أن لا يسقط من تاريخنا تفصيل واحد، ذلك أننا كأمّة، استمرار مادي روحي راح يتدفق منذ ما قبل التاريخ الجلي، وبالتالي فإن إبراز محطات الحزب النضالية، هو في الوقت عينه تأكيد وحدة الوجود القومي منذ انبثاقه وإلى أن تنطفئ الشمس.

كتابة تاريخنا مهمة بحجم الأمة.

إعداد: لبيب ناصيف

المتميّز بالتزامه القوميّ الاجتماعيّ

في مسيرته الحزبية كلّها… الأمين ميشال خوري

تسنّى لي أن أتعرّف إلى مجموعة من رفقاء الجنوب السوري الذين تربطهم، إلى عضويتهم في الحزب، أواصر القربى:

ـ الرفيق المميّز نقولا حلاق 1 وعقيلته الرفيقة مادلين عكاوي، شقيقها الرفيق وليد عكاوي 2 ، وشقيقاته:

ـ ميليا زوجة المواطن الصديق أنيس عوض، والدة الرفيقين الياس وعصام عوض.

ـ نيللي زوجة المواطن الصديق نصري حبايب، ووالدة الرفيقين سهيل وسمير حبايب.

ـ الصديقة سامية، عقيلة الأمين ميشال خوري.

ـ سعاد زوجة الرفيق الراحل فواز خوري 3 .

وتعرّفت إلى الأمين ميشال خوري ناشطاً حزبياً في منطقة فرن الشباك عين الرمانة إلى جانب رفيقين من الجنوب السوري أيضاً: الأمين أديب نضر 4 والرفيق ميشال زكاك 5 .

تمّ ذلك منذ أن كان الرفيق الياس عوض ناموساً لمديرية المصيطبة الثانية في العام 1960 6 وتباعاً في النصف الثاني من الستينات بعد ان كان قد خرج الأمين ميشال خوري من السجن لمشاركته والرفقاء أوغست حاماتي، جوزف عقل الياس وعادل أندراوس 7 في عملية الإفراج عن الأمين شوقي خي رالله، المعتقل في «ثكنة الفياضية».

منذ ذلك التاريخ وأنا على علاقة مستمرة مع الأمين ميشال خوري حتى إذا اندلعت الحرب المجنونة، واضطر للمغادرة إلى الامارات العربية المتحدة، أذِنَ لي وللخازن العام الأمين حنا قيصر، في فترة توليّ مسؤولية عميد المالية، أن نستفيد من مكتبه التجاري في منطقة قريطم 8 .

استمرّت علاقتي وطيدة مع الأمين ميشال، حتى إذا راح يمضي أشهراً من فصل الصيف في ضهور الشوير رحت أتردد إليه، وعندما استقرّ نهائياً في لبنان، رحت والرفيق رفعت عسيران نزوره في منزله في منطقة قريطم كلّما سنحت لنا الفرص، حتى قبل أيام، وقد اتفقت مع الرفيق رفعت على زيارة الأمين ميشال، اعتذرت بسبب ارتفاع درجة الضغط إلى معدّل خطير، على أن نقوم هذا الأسبوع بالزيارة المقرّرة. إلا أن يد المنون كانت أسرع.

لم ألتقِ رفيقاً من الإمارات إلا وأثنى على الأمين ميشال خوري: البيت المفتوح، القوميّ الصلب، وواسطة التلاقي مع جميع الرفقاء، السخيّ كلّما دعت الحاجة.

كان للأمين ميشال حضوره المحبب، والآسر. هذا ما يجمع عليه رفقاؤه الذين عرفوه في الإمارات وفي كل مكان استقر فيه، وهذا ما شهدتُه بنفسي عبر لقاءاتي به. كان يتعاطى مع رفقائه بكل صفاء ولا يتحدّث إليهم، إلا في الحزب الذي سكن أعماقه كلّها، ولا يريده سوى نهضة تبني كلّ جميل. لم يكن يستسيغ الأفعال البشعة، ولا أيّ خروج عن سعاده، عقيدة ونهجاً ومناقب. إنه من ذلك الرعيل الذي يعتنق الحزب عقيدة نهوض بالمجتمع، ولا يرضى له إلا أن يبقى كذلك.

لذا كانت جلساتي معه حالة فرح، واستذكار لكلّ الأمور الجميلة التي دعانا سعاده إلى تجسيدها في عضويتنا، وفي سلوكيتنا في المجتمع.

لقد كان قومياً اجتماعياً حقيقياً، في إيمانه العقائديّ، في نهجه، في تعاطيه، في سلوكيته، وفي رفضه كلّ أمر بشع. إنه من النوعية الحلوة التي يريدها سعاده في حزبه.

هوامش:

1 نقولا حلاق: للاطّلاع على النبذة المعمّمة عنه، الدخول إلى موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info.

2 وليد عكاوي: كما آنفاً.

3 فواز خوري: من بلدة جيدة مرجعيون. تولّى مسؤوليات حزبية مركزية، منها مفتّش في عمدة الداخلية. شقيق الرفيقين أسعد ونوّاف خوري. شارك في تنظيم المهرجان الحزبي في 9 تموز 1972. للاطّلاع على النبذة مراجعة قسم «من تاريخنا» على موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info

4 أديب نضر: عرفته مديراً لمديرية فرن الشباك. بعد الثورة الانقلابية، غادر إلى الإمارات متولّياً إدارة شركة «آلبير أبيلا»، متميّزاً بحضوره على مدى سنوات.

5 ميشال زكاك: نشط في الوطن واستمرّ عندما غادر إلى تورنتو في كندا، إلى أن وافته المنّية. لمراجعة الموقع المشار إليه آنفاً.

6 كانت مديرية المصيطبة تضمّ رفقاء من منطقة المصيطبة الوسطى، وأحياناً رفقاء من منطقة المزرعة. كنت أتولّى مسؤولية مدير مديريتها ومن الرفقاء في المزرعة الذين التحقوا: الياس عوض، إيلي حلاق، ومحمود شبارو.

7 عادل أندراوس: من بلدة المحيدثة ـ بكفيا. شقيق الرفيقة هدى عقيلة الأمين شوقي خير الله. نشط حزبياً بعد خروجه من الأسر، مستمرّاً على إيمانه والتزامه عندما غادر إلى أفريقيا غانا فعودته إلى لبنان، وحتّى وفاته.

8 يقع إلى جوار منزل الأمين يوسف الأشقر، وكان قد اعتمده الخازن العام الأمين حنّا قيصر في فترة الحصار «الإسرائيلي» لمدينة بيروت، مكاناً آمناً لترتيب الأوراق المالية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى